"داعش" يلقي القبض على 25 ألف مدني لاستخدامهم كدروع بشرية

اعتقل مقاتلو "داعش"، 25 ألف مدني، من المنطقة الغربية من الشرقاط في صلاح الدين، في حافلات وشاحنات، وأخذا منهم الطعام، وبطاقات هوياتهم، تمهيدًا لاستخدامهم كـ "دروع بشرية" في كركوك، ضمن آخر محاولاتهم اليائسة، لوقف تقدم القوات العراقية. 

وأوضح علي الدوداح من مكتب البلدية العراقي، أن السبب وراء تجريد المواطنين من هوياتهم، يعود إلى إخفاءهم من أي تفتيت أمنية، مضيفًا "أحضرت المجموعة الإرهابية حافلات وشاحنات ضخمة، وأجبرت نحو 25 ألف مدني على الانتقال إلى الحويجة في جنوب غرب كركوك، ودعت "داعش" الشعب من خلال المساجد عبر مكبرات الصوت، لإخلاء المنطقة الغربية". وتبعد كركوك نحو 108 ميل من جنوب شرق الموصل، ومنطقة الشرقاط في صلاح الدين تبعد نفس المسافة من غرب كركوك.

وكشفت منظمة العفو الدولية، أنه تم إخراج مئات العائلات من مجينة كركوك، وذلك في حركة انتقامية للهجوم الذي وقع مؤخرًا، من قبل "داعش"، وقالت مجموعة حقوقية مقرها لندن، إن السلطات في المدينة التي يسيطر عليها الأكراد، هدمت منازل لمئات العرب، وأمرتهم بمغادرة "كركوك" وذلك في أعقاب الهجوم الذي وقع في 21 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وكان من بين النازحين ما يقرب من 250 أسرة، فرت إلى كركوك التي تقع في منطقة غنية بالنفط، وتبعد بنحو 240 كم شمال بغداد من مناطق عراقية أخرى، وكانت 190 إضافية نزحت من قرى قريبة من قوات البيشمركة وأسايش الكردية.

وأعلنت منظمة العفو الدولية أن أولئك الذين أجبروا على ترك منازلهم، قيل لهم أن يعودوا إلى مواطنهم الأصلية، أو الانتقال لمخيمات بعد الاشتباه بهم في مساعدة "داعش" لتنفيذ هجومها، وكانت الاشتباكات التي استمرت على مدار 3 أيام، خلفت 46 قتيلًا معظمهم من قوات الأمن، وكان محافظ كركوك نجم الدين كريم، أكد في حوار له مع "فرانس برس"، أنه لا يقل عن 81 متطرفًا قتلوا، بينما اعتقل آخرون.

ونقل تقرير لمنظمة "العفو"، أن المقيمين الذين هدمت منازلهم في 25 تشرين الأول/أكتوبر، تمت بعد يوم من إعلان كريم انتهاء الهجوم، وقالت لين معلوف، نائب مدير منظمة العفو الدولية للبحوث، في بيروت، إن تدمير المنازل دون وجود ضرورة عسكرية، يرتقي إلى "جريمة حرب". وأضافت "الطرد بالقوة وتشريد السكان العرب من السنة من كركوك، يعدّ أمرًا غير قانوني وقاسٍ، وأنه يجب على السلطات الكردية أن تضع فورًا حد لهذا التدمير غير القانوني، لممتلكات المدنيين والتهجير القسري". وبدت الغارة الوقحة على كركوك محاولة من "داعش" لصرف الأنظار عن الموصل، ويجري هجومًا كبيرًا، لاستعادة السيطرة على المدينة من قبل المتطرفين.