طيار سعودي

قُتل شقيقان أحدهما كان بطلًا مكافحًا للتطرف، والآخر تحول إلى متشدد يقتل الأبطال، لكن المثير للدهشة أنهما توفيا في اليوم ذاته، وترك كل منهما زوجته وهي حامل.

وتحطمت طائرة من نوع "الأباتشي" يقودها الطيار في سلاح الجو السعودي، ناصر الحارثي، الأسبوع المنصرم، خلال الضربات الجوية لقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن. وزعم "الحوثيون" أنهم أسقطوا الطائرة في جازان على الحدود، وخلال ساعات من وفاته، أقدم شقيقه زاهر على تفجير نفسه في سيارة ملغومة استهدفت القوات العراقية في سامراء، في عملية لصالح تنظيم "داعش" المتشدد.

وعمل زاهر في وقت سابق، ممرضًا في مستشفى تبوك العام شمال البلاد، لكنه فر للانضمام إلى "داعش" قبل عامين وفقا لما ذكره شقيق آخر لهما. وبيّنت تقارير أنّ زاهر كان يعمل قبل الحادث في مستشفى في معقل التنظيم المتطرف في الموصل، لكنه اختار أن يصبح انتحاريًا.

ويعكس هذا المصير الاستثنائي للشقيقين الفرق العميق ليس فقط بين المسلمين في المملكة العربية السعودية، ولكن في أنحاء الشرق الأوسط.

وتشارك المملكة العربية السعودية وجيرانها من السُنّة في عمليات القصف في سوريا ضد تنظيم "داعش" مما يثير المخاوف من هجمات انتقامية في المملكة، وفي وقت سابق من العام الحالي، ترددت أنباء أنّ مقاتلي التنظيم المتطرف كانوا يشكون من أنهم لا يمكنهم تفجير أنفسهم بسبب تجاهلهم من طرف قيادات التنظيم لصالح السعوديين.
وبيّن مسلح شيشاني أن القادة السعوديين يفضلون أصدقائهم وعائلاتهم لمهمات التفجير.

وكشف كامل أبو سلطان عن غضب المقاتلين المتزايد بعد انتظارهم طويلا على قائمة العمليات الانتحارية ولمدة أشهر، ومن المفارقات أن بعض المتشددين يموتون في ساحة المعركة قبل الحصول على فرصة لتنفيذ التفجيرات، ونشرت الشكوى على موقع جديد يسمى "Qonah" ويُقال إنه يرتبط بجماعة على صلة بالقيادي المسؤول عن كتبية "اليرموك" في تنظيم "داعش"، أحمد الشيشاني.