بروكسل ـ عادل سلامة
اعترف محمد أمين وهو أخو المتطرف "الداعشي" هشام شايب، بأن "عائلته تخشى على سلامتها في بلجيكا، بعد أيام من تهديده بشن المزيد من الهجمات على الغرب"، وذلك في شريط "فيديو شنيع."
وكان شايب قد هدد الناس في بلجيكا والحكومات الغربية بقتل شعوبها في ذلك الفيديو، رداً على الغارات الجوية في سورية، قبل ان يطلق النار على رأس سجين لديه. ويعتبر هشام "من قادة التنظيم ومسؤول عن قطع عدد لا يعد ولا يحصى من الرؤوس"، وأشار شقيقه الى أنه لم يعد يتعرف على هذا القاتل المتطرف بعد اليوم.
وتبرأ محمد أمين البالغ من العمر 22 عاما من ممارسات أخيه الداعشي، وقال أن "عائلته تلقت تهديدات في أعقاب الهجمات الارهابية القاتلة على مطار بروكسل وفي محطة المترو داخل المدينة"، وصرح لـ"سي ان ان " قائلاً "لقد تلقينا تهديدات ورسائل كراهية كان لها تأثير كبير على عائلتنا، وليس فقط من الناحية العاطفية فنحن نشعر بالخوف ونخشى أن شيئاً يمكن أن يحدث لأبنائنا وبناتنا."
وكشف محمد أمين في المقابلة انه لم يرَ أخاه هشام منذ عام 2013، وهو نفس الوقت الذي أصبح فيه المتطرف واحداً من الجلادين الأكثر رعبا داخل التنظيم، وظهر في الكثير من أشرطة الفيديو المقززة، وتابع أن "أخاه لم يكن ليؤذي ذبابة في السابق وكان كثير الضحك أثناء طفولته".
وأضاف أن "العائلة صدمت بكيفية تحول ابنها ووقوعه فريسة تفسيرات ملتوية للاسلام"، وفي بيان نأت الأسرة بنفسها عن أفعال هشام وكذلك أيدلوجياته وكلامه، وجاء فيه " نحن نتعاطف وندعم الضحايا وأقاربهم الذي سقطوا في الهجمات الأخيرة في بروكسل، ونمقت كل أشكال الارهاب والعنف في أي مكان في العالم، ونعتبر أن هذه الاعمال تتعارض مع تعاليم الاسلام."
وتابع البيان " نحن لا نفهم الدوافع المتطرفة، والصدمة اليوم اننا لم نعد نعرف ابننا." ويأتي هذا بعد أن ظهر هشام في فيديو جديد بعد الهجمات يصف الاحداث الاخيرة في بروكسل بأنها "مجرد بداية لما هو ات"، وشملت اللقطات صوراً رسومية من سورية التي مزقتها الحرب، وكذلك لقطات الاخبار من هجمات "داعش" في بروكسل والتي راح ضحيتها اكثر من 31 شخص.
وتبلغ مدة الفيديو تسع دقائق، ويظهر فيه الجلاد وهو يطلق النار على رأس سجين راكع على الأرض، وحذر الشايب الذي أسس مجموعة "الشريعة لأجل بلجيكا" قائلا :" طالما أنكم تقصفون المسلمين بالـ"أف 16 " فنحن سنقتل شعبكم."
وقد صُورت المشاهد في شوارع عاصمة التنظيم "الرقة" . وأضاف الرجل الذي يحمل الجنسية البلجيكية أن "المذبحة في بروكسل كانت ردا على ما زرعه الغرب بيديه، وستستمر الهجمات في قلب بلجيكا".
ويلقب الشايب باسم أبو حنيفة، وظهر الفيديو بعد أن اعلن داعش مسؤوليته عن سلسلة من التفجيرات القاتلة في العاصمة البلجيكية الاسبوع الماضي لأول مرة في مطار بروكسل ثم في محطة المترو، وهدد فيه بالمزيد من الهجمات في قلب العاصمة البلجيكية.
وانضم أبو حنيفة الى الجماعة المتطرفة في أذار/مارس 2013 وارتقى في صفوفه حتى أصبح واحدا من كبار الجلادين في الجماعة التي تتخذ من الرقة عاصمة لها، وظهر في العشرات من النشرات الدعائية والصور المقززة والتي أدت لان يصبح رجل الداعية لكل المتطرفين البلجيكيين الذي يتبعون خطاه.
وعمل الشايب قبل انضمامه الى "داعش" كقيادي بارز في مجموعة الشريعة من أجل بلجيكا، وهي جماعة أسلامية متطرفة وصفها القضاء بـ"الإرهابية" وتضم 45 عضوا، وأدين بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب في شباط/فبراير الماضي.
وخدم شايب كحارس شخصي لفؤاد بلقاسم الذي حكم عليه بالسجن لمدة 12 عاما بعد محاكمة شباط/فبراير الماضي، وخدم كرئيس للمجموعة عندما سجن بلقاسم لمدة عامين بتهمة التحريض على كراهية غير المسلمين في أنتويرب في حزيران/يونيو عام 2012.
وساعد الشايب رجلين آخرين في قيادة الجماعة وهما فيصل اليامون ونور الدين أوبلايل،، وكلاهما لقيا مصرعهما في القتال في سورية في السنوات الأخيرة، وبعدد ذلك بعام فر الشايب مع زوجته كوثر بيو الى سورية للانضمام الى "داعش".
ويعتبر واحدا من اوائل الغربيين الذين انضموا الى التنظيم، وأعلن نفسه كداعية وشجع مجندين جددا على الانضمام الى التنظيم من خلال صفحته على الفيسبوك، والتقطت له الكثير من أشرطة الفيديو الدعائية والصور التي نشرها التنظيم.
ويعتبر الشايب القائد البلجيكي الأبرز في داعش خلال توسعه العام الماضي، وهناك اعتقادات أنه هو نفسه المسئول عن الأحداث التي شهدتها بلجيكا، وتعتبر بلجيكا من الدول التي شهدت أكثر انضمام لمواطنيها بين صفوف داعش مقارنة بأي دولة غربية أخرى.