أحد الصيادين العائدين من دولة تونس

أفراح امتزجت بالأحزان لما عادوا به من ديون، فعلى الرغم من فرح الصيادين المحتجزين في دولة تونس بعودتهم إلى بلادهم ورؤية ذويهم، فإنهم عادوا من دون أموال، بعد أن أخذت السلطات التونسية منهم كل شيء وأجبرهم موظفو السفارة المصرية في تونس على التوقيع على إيصالات أمانة لسداد قيمة تذاكر الطيران.

لحظات خوف ورعب عاشها 13 صيادًا من مقرية برج مغيزل مركز مطوبس محافظة كفر الشيخ في أثناء احتجازهم في أحد السجون التونسية لأكثر من 20 يومًا، وصفوها بأسوأ أيام حياتهم، وبعدها عادوا إلى ذويهم محملين بالديون.

التقى "مصر اليوم" الصيادين لمعرفة تفاصيل احتجازهم في أحد السجون التونسية، بعد أن كانوا في رحلة صيد على متن أحد المراكب.

أحد الصيادين العائدين علي حسن لزم، ذكر "أن 16صيادًا خرجوا في رحلة صيد من ميناء رشيد على متن المركب "أبو أشرف" في اتجاه جزيرة مالطا، يوم 12 كانون الأول/ديسمبر الماضي، وفي جزيرة مالطا وبسبب سوء الأحوال الجوية والعواصف الشديدة فوجئنا بعطل مفاجئ في محرك المركب، ثم ظهر "لانش حربي تونسي" يتجه نحونا، ويطلب منا التوجه معه بالمركب إلى ميناء جرجيس للتفتيش".

أضاف لزم أن "مسؤولي اللنش الحربي احتجزونا أكثر من 7 ساعات، من دون معرفة الأسباب، وفوجئنا بعدها بأنهم احتجزوا المركب على شاطئ ميناء صفاقس، وأخذوا منا السمك، واحتجزونا في الميناء وتركونا أسبوعين من دون أكل أو شرب وعاملونا معاملة سيئة من دون مراعاة لأدميتنا".

ذكر حسين جلال عطية: استطعنا الحصول على هاتف محمول من أحد الحراس الموجودين في السجن، وأبلغنا أهالينا أننا محتجزون، وأن الأكل نفد "الأكل والشرب اللي معانا خلص، ومش عارفين نتصرف، ومحدش بيجبلنا أكل، وبقينا عايشين على رغيف عيش وقطع جبن".

وأوضح عطية أن زميلهم السعيد محمد القاضي تعرّض لوعكة صحية تستدعي نقله إلى مستشفى، إلا أن إدارة السجن رفضت نقله وساءت حالته قائلا "كنا خايفين سعيد يموت ولا أحد سيساعدنا بإبلاغ السفارة المصرية في تونس".

وتابع حسن شحاتة "تم احتجازنا أسبوعين في السجن، وشوفنا فيهم الإهانة والذل وكأننا يهود مش مسلمين، لحظات الخوف تملكتنا وكنا مستعدين نعمل أي حاجة نرجع بيها لولادنا وبخاصة بعدما عرفت السفارة المصرية في تونس باحتجازنا ولم تتحرك... السفارات ملهاش لازمة".

والتقط طرف الحديث رامي لزم، قائلًا "نقابة الصيادين تحركت بعد أهلنا ماعرفوا، ولما سمعنا خبر الإفراج عننا نطقنا الشهادة لكن موظفي السفارة المصرية في تونس أجبرونا على التوقيع على إيصالات أمانة وإقرارات بسداد قيمة تذكرة الطيران الخاصة بعودتنا إلى مصر عن طريق مطار القاهرة الدولي وقيمتها 2000جنيه"، متسائلًا "من أين نأتي بهم وأخذوا كل رزقنا من الأسماك؟".

من جانبه، طالب نقيب الصيادين في كفرالشيخ، أحمد عبده نصار،  الخارجية المصرية بسداد قيمة تذاكر الطيران للصيادين، إضافة إلى صرف إعانات لهم بعد أن أخذت الدولة التونيسية الأسماك التي اصطادوها.

وقال نصار: إن المركب لا يزال رهن الاحتجاز فى تونس حتى انتهاء القضية، مشيرا إلى أن 3 مسؤولين عن المركب محتجزين، وهم أحمد حسن - ريس المركب، ومحمد السيد فراج - بحار، والسيد محمد القاضي - بحار.