مطروح ـ إلهام سلمى
تُعتبر البطالة هي "شبح الموت" الذي يُطارد كل شاب في محافظة مطروح لاسيما أبناء المراكز الحدودية، حيث يوضح مشهد المقهى والأرصفة والكورنيش ما يعانيه الشباب، إذ تمتلئ هذه الأماكن عن آخرها بشباب عاطلين يبحثون عن مصدر رزق شرعي بدلًا من التهريب ومحاولة التكسب عبر منفذ السلوم، الذي أصبح بابًا مغلقًا في وجوهم إثر الأحداث الأخيرة في ليبيا وتشديد الحراسة على الطرق والمدقات عند المنفذ.
وتعتمد محافظة مطروح بصورة رئيسية على السياحة في الصيف مصدرًا لرزق عدد كبير من أبنائها، وما إن تنتهي أشهر الصيف حتى يعود الشباب مرة أخرى إلى المقاهي حالمين بفرصة عمل داخل محافظتهم.
كشف خريج كلية تجارة، عوض المالكي، عن أنَّه يعمل خلال شهور الصيف في الشواطئ والمنتجعات السياحية، مؤكدًا أنَّ السياحة الموسمية في مطروح لا تكفى لأنَّ طبيعة المحافظة تجعلها تعتمد على السياحة شهرين فقط.
وأكد حاصل على دبلوم تجارة، شريف محمود، أنَّ من أبرز أسباب انتشار البطالة طلب الشركات شهادات خبرة قبل العمل، وتقديرات علمية مرتفعة لا تتوافر كثيرًا في أبناء المحافظة لأنَّ مستوى التعليم متوسط، وأغلب السكان لا يجيدون هذه التخصصات فيطلبون من محافظات أخرى لاسيما في شركات البترول، أو شركة المياه والكهرباء أو القرى السياحية التي تستقبل الأجانب.
وفضل خريج معهد تكنولوجي، عبدالله سعودي، العمل في محل دواجن يملكه أخوه في مركز النجيلة لأنَّه لا يجد عملًا حكوميًا. وهناك من يلجأ للتهريب لأنَّه سهل ومكسبه سريع.
وأضاف السائق فتحي عطالله: لا توجد لدينا مصانع أو شركات كبيرة، تستوعب نسبة السكان، لا نجد سوى العمل في الصيف، أو في السلوم، وكثير منا يساعد في التهريب.
وطالب الشباب من وزير البترول تخصيص نسبة من الوظائف الحيوية لأبناء مطروح في الشركات التي تعمل على أرض المحافظة، وأيضًا طالبوا زير الصحة بتوظيف الأطباء من المحافظة، مناشدين المسؤولين بإنشاء مصانع أو شركات تستوعب تلك الأعداد الكبيرة من الشباب العاطل ولكن دون جدوى.
ويرى الكثير من أبناء المحافظة أنَّ الأزمة الرئيسية تتمثل في أنَّ رؤساء الشركات سواء شركات البترول أو غيرها يتوسطون لتوظيف أقاربهم ويتجاهلون أبناء مطروح.
ويُعتبر العمل في شركات البترول بالنسبة لشباب مطروح حلم بعيد المنال، إذ يتم التوظيف من خارج المحافظة أو أقارب العاملين في القطاع، وحتى إذا فاز أحد الشباب بتلك "الجائزة" يكون وضعه سيئ لأنَّ أماكن الإعاشة لا تليق، ويتم توزيعهم على عشش وأكشاك لا تقي من البرد، ويخصص للمهندسين والعاملين من خارج المحافظة غرف مكيفة.
وطالب الشباب بالنظر إلى أبناء مطروح باعتبارها "محافظة نائية" تحتاج إلى كثير من الخدمات، لاسيما مع عدم وجود مصانع أو شركات يمكنها استيعاب الكثير من أبناء المحافظة من الشباب.