يظهر إعدام شخص بجره حتى الموت

أثار الفيديو الذي نشره "داعش" لإعدام رجل بجره بواسطة شاحنة حتى الموت، الكثير من القلق لما يمكن أن يكون بداية لاتجاه مقلق لما يحاول التنظيم المتطرف فعله.

وتظهر لقطات الفيديو عملية إعدام شخص يرتدي زيًا برتقالي اللون اتهموه بالتجسس في محافظة برقة في ليبيا، وسيارة مسرعة تجره على الطريق، وأفادت وسائل الإعلام الليبية بأن الرجل يدعى رشدي المنصوري ويبلغ من العمر (43 عامًا).

ويتضمن الفيديو أيضًا لقطات لشخص آخر يدعى محمد العمري ويبلغ من العمر (23 عامًا) وهم يجبرونه على حفر قبره بنفسه قبل أن يطلقوا النار على رأسه من بندقية.

وتعد وسائل "داعش" الوحشية في القتل ليست مستغربة، ولكن الخبراء يقولون إن طريقتا الإعدام اللتين ظهرتا في الفيديو تشيران إلى نمط جديد من التطرف الذي يمارسه التنظيم.

وصدمت الفيديوهات التي ينشرها "داعش" المراقبين في جميع أنحاء العالم، وفيما ابتعدت مجموعات "داعش" المتمركزة في سورية والعراق عن إرسال رسائل تخويف، وذهبت لتنشر فيديوهات عن ما تسميه بناء دولتها الفاضلة في الأراضي التي يسيطرون عليها، ولكنها ما تزال تنشر فيديوهات مليئة بالرعب والتطرف لمقاتليها "الخونة".

وبيّن الخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور أندرياس كريج، أن الفيديو الجديد أتى ضمن سياق الصراع الليبي حيث يحتاج "داعش" لإظهار قوته وصرامته أكثر من فوائد تأسيس دولته.

وأضاف كريج: "في ليبيا ترى داعش نفسه في مواجهة مناخ سياسي يميل للصلح أكثر من الصراع ، ولا يريدون في الوقت نفسه أن يظهروا أنفسهم متعاونين مع هذا المناخ ، فهم يميلون للفوضى أكثر، وهم بحاجة لنظام متفكك ليجدوا لأنفسهم منافذ أكثر على للناس".

وتابع: "إنهم بحاجة للفت النظر إليهم دائمًا، فهم الآن في المرحلة الثانية، وهي مرحلة الاستقرار في المناطق التي سيطرون عليها، ويحاولون حكمها بطريقة صارمة، ولكنهم في الوقت ذاته يركزون على كسب المزيد من الناس".

وأردف: "الشرعية التي يمنحها العامة هي ما يريدونها اليوم أكثر في سورية والعراق ، ولكن الوضع في ليبيا مختلف، فما زال هناك خطر يهدد داعش".

وأوضح الباحث في مكافحة التطرف تشارلي ونتر، أن هذا الفيديو ربما جاء ردًا على فيديو آخر نشر في أواخر آب / أغسطس لـ "داعش" في سورية وهو يجر جثة رجل من مقاتليه خلف شاحنة، مضيفًا أن الفيديو كان موجهًا بالأساس إلى الناس في ليبيا أكثر من المشاهدين العالميين، ويحذر هذا الفيديو من طبيعة الحياة التي ستكون في ليبيا إذا استطاع هذا التنظيم تعزيز وجوده فيها.

واستطرد: "هذا الفيديو مرسل إلى الناس في ليبيا عن المقاتلين الجواسيس أو المنشقين، فهم يقولون للمجتمع لا تحاولوا إغضابنا أو التجسس علينا، وإلا ستكون هذه نهايتكم، في محاولة منهم لثني الناس عن ارتكاب أعمال ضدهم".