التطرف في إسطنبول

شنت تركيا حملة مداهمات واسعة شارك فيها خمسة آلاف عنصر من الشرطة مدعومة بمروحيات "هليكوبتر"، وذلك على أكثر من 140 موقعًا في مدينة إسطنبول في 26 ضاحية بهدف مكافحة التطرف.

واعتقلت الشرطة خلال الحملة العشرات بعضهم أعضاء في حزب "العمال" الكردستاني، وهو تنظيم كردي متشدد يعتبر من قبيل الجماعات المتطرفة، والبعض الآخر ممن هم على صلة بتنظيم "داعش".

وأوضحت أن من بين المعتقلين أحد القياديين البارزين المنتمين إلى "داعش" ويدعى هاليس بيانكوك ومعروف بالاسم الحركي "أبو حنظلة"، وكانت السلطات الأمنية أوقفته العام الماضي خلال مداهمات للشرطة على متشددي "القاعدة" المشتبه بهم.

وشوهد بيانكوك وهو مقتاد بواسطة عناصر من الشرطة في ضاحية باجسيلار جنبًا إلى جنب مع زوجته التي ترتدي النقاب، كما تحفظت جهات التحقيق على عدد من الوثائق المرتبطة بتنظيم "داعش" سواء أكانت رقمية أو غير رقمية خلال هذه المداهمات.

وصعدت تركيا من العمليات ضد "داعش" في أعقاب مقتل جندي تركي خلال الاشتباكات التي وقعت عبر الحدود التركية السورية، وقصفت الطائرات التابعة لسلاح الجو التركي بعض المواقع التابعة للتنظيم داخل سورية بواسطة طائرات "F16s" في سابقة هي الأولي منذ تقدم التنظيم الواسع في العراق وسورية عام 2013، واستيلائه على مساحات كبيرة من الأراضي وصولًا إلى الحدود مع تركيا، كما أعلنت السلطات التركية أن تسعة من مقاتلي "داعش" قتلوا خلال تلك الغارات الجوية.

وصرح رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، بأن الطائرات التركية نفذت ثلاث ضربات جوية على مواقع لـ "داعش" شمال غرب محافظة حلب ما أسفر عن مقتل تسعة وإصابة 12، وأنه قبل ذلك بساعات وقعت مواجهات عنيفة ما بين "داعش" والجيش التركي خلفت قتيلًا واحدًا في صفوف الجانبين.

ويأتي التحرك من الجانب التركي في محاولة لتضييق الخناق على جميع مصادر العنف بعد تفجير انتحاري أسفر عن 32 قتيلًا من مناهضي "داعش" جنوبي مدينة سوروك التركية حينما كانوا في جولة لنشر الوعي حول مدينة كوباني السورية ما أدى إلى تصاعد أعمال العنف جنوب شرق تركيا واتهام السلطات التركية بالتواطؤ مع التنظيم المتطرف للقضاء على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهي الاتهامات التي نفتها أنقرة.

وجاء التحرك أيضًا بعد أشهر من المفاوضات انتهت بإعطاء الضوء الأخضر للولايات المتحدة من أجل استخدام قاعدة "انجرليك" الجوية جنوب تركيا لشن ضربات جوية ضد تنظيم "داعش" سواء بالطائرات القتالية أو غيرها من الطائرات بدون طيار، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فيما أكد مسؤولون عن الأمن في تركيا أنهم عازمون على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأمن القومي للبلاد.

وأعلنت الولايات المتحدة عن تنفيذها هي وحلفاؤها 27 غارة جوية ضد الميليشيات المسلحة في سورية والعراق الخميس، استهدفت فيها ست ضربات خمس وحدات للمقاتلين في الحسكة، بينما استهدفت الغارات الجوية في العراق مناطق متفرقة بالقرب من تسع مدن بما في ذلك الموصل، مكمور والفلوجة.