داعش

كشفت تحقيقات أن داعش يحقق ما يقرب من 600 مليون إسترليني (900 مليون دولار) عائدات سنوية من بيع النفط والضرائب والنهب، ولديها ما يكفى لتمويل الحرب لمدة سنوات، وينفق التنظيم الإرهابى ثلثي العائدات السنوية على الجيش، ويقال إن التنظيم يدفع للمقاتلين الأجانب الذين ينضمون للجهاد فى العراق وسوريا أكثر من ضعفي ما يدفعه للمقاتلين المحليين.

على الرغم من مطالبة المواطنين في المناطق التي يسيطر عليها داعش بدفع الضرائب، فإن المدنيين يشكون من تدهور الخدمات الصحية والمستشفيات، وكشف التحقيق، الذي نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن الدخل السنوى لـ داعش يقدر بـ 600 مليون إسترليني (900 مليون دولار)، ينفق منها داعش 400 مليون إسترليني على الجيش، بينما يذهب ما يتراوح بين 133 إلى 167 مليون إسترلينى إلى المقاتلين الأساسيين. وبيّن مسؤول فى المخابرات لـ "فاينانشيال تايمز" أن داعش لديه ما يكفي من الأموال والدخل المتوقع للقيام بعملياته العسكرية على التوالي لمدة ثلاث سنوات أخرى.

يستند التحقيق إلى وثائق ومقابلات مع قادة سابقين لـ داعش ومدنيين ودبلوماسيين مناهضين للتنظيم، ومسؤولين في الأراضي التي بسيطر عليها داعش، ويكشف التحقيق عن اختلاف كبير في معاملة المدنين والمقاتلين المحليين والأجانب الذين انضموا لـ داعش.

وروت امرأة سورية من الموصل المحتلة، كيف يتجنب المدنيون المستشفيات العامة على الرغم من تفاخر داعش بوجود خدمة صحية وطنية تشبه الخدمات البريطانية وتمولها الدولة، ويتراوح الراتب الشهري بالنسبة للمقاتلين المحليين الذين انضموا للجماعة في سورية أو العراق بين 133 إلى 200 أسترلينى، في حين يصل راتب المقاتلين الأجانب إلى 400 إسترليني، ويمكنهم كسب ما يصل إلى 666 إسترليني شهريا بما في ذلك البدلات الخاصة.

ويفرض مسؤولو داعش ضرائب صارمة على المواطنين، بما في ذلك ضرائب ثابتة على الكهرباء والخدمات الصحية واستخدام شبكات الهاتف ورسوم جمركية على البضائع المستوردة والمصدرة، ويربح التنظيم الإرهابي المال من بيع النفط والكهرباء والغاز من السدود والحقول التي يسيطرون عليها في سورية.

وزعم تقرير، في وقت سابق من هذا العام صادر عن جماعة "الرقة تذبح في صمت"، أن غالبية هذه الإيرادات جاءت من صفقات سرية مع نظام الأسد، وعلى الرغم من تطبيق داعش أحكام الشريعة الصارمة فإنهم لا يتورعون عن بيع المخدرات غير المشروعة للآخرين، فضلا عن وجود الحشيش الذي يزرع في ضواحي الرقة ليتم بيعه إلى تركيا، ومن بين مصادر الدخل المربحة لداعش مقاهي الإنترنت.

وزاد عدد مقاهي الإنترنت في الرقة من 20 إلى 500 منذ استيلاء داعش على السلطة ويغذيها عدد كبير من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى التنظيم، وأشارت جماعة "الرقة تذبح في صمت" إلى الغرامات المفروضة على مخالفة الشريعة من خلال التدخين أو التأخر عن توقيت الصلاة أو النهب أو بيع القطع الأثرية التاريخية أو مصادرة الأراضى الخاصة من السكان المحليين الذين يختلفون مع خلافة داعش، ويبيعون الأراضي في مزاد علني.