الملاكم الألماني فالديت غاشي

يحاول عدد كبير من المقاتلين الأجانب الذين غادروا منازلهم للانضمام إلى تنظيم "داعش"، الهرب الآن من الحكم الاستبدادي للتنظيم، بعدما اكتشفوا أنَّه تم خداعهم واستقدامهم إلى العراق وسورية من خلال ترويج بعض الوعود الكاذبة مثل دفع أموال كثيرة إليهم وتزويجهم ومنحهم موقع المسؤولية.

ويعتقد بأنَّ بطل الملاكمة الألماني فالديت غاشي، الذي انضم إلى "داعش" في كانون الثاني/ يناير، إما أن يكون قد قتل أو مسجون في سجون التنظيم المتطرف بعدما اكتشف الجانب المظلم من التنظيم وبعد محاولته الهرب الشهر الماضي، بعد أيام من زعم القبض على مغني الراب البريطاني عبد الماجد عبد الباري من قبل السلطات بعد تمكنه من الهروب من داعش في سورية.

وزعم تقرير الأمم المتحدة بوجود 22 ألف مقاتل أجنبي يحاربون في سورية والعراق، حيث يسيطر "داعش" على معظم الأراضي هناك، ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإنَّ "داعش" قد نفذت حكم الإعدام في 143 عضوا بالجماعة بسبب محاولتهم الهرب بعد إعلان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عن "الخلافة" في حزيران/ يونيو 2014.

وأوضح النشطاء أنَّ بطل الملاكمة الألماني فالدت غاشي، كان قد ترك زوجته وطفلين في تايلاند للانضمام إلى "داعش" في كانون الثاني؛ لكنه اعتقل أثناء محاولته الهرب من براثن التنظيم في حلب في 30 حزيران الماضي.

وصرَّح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، قائلًا: "لقد سمعنا أن تنظيم داعش قبض عليه وقتله قبل 3 أيام ولكن لم يرَ أحد الحادث ولكن سمعنا فقط، ولم يتم تأكيد المعلومة بعد أن زعمت مصادر في حلب أنه تم القبض عليه لكنه على قيد الحياة في سجن منبج، أحد سجون "داعش" على بعد مسافة قصيرة من حلب".

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن غاشي كان يحاول الهرب من سورية والعودة إلى ألمانيا بعد شهر واحد من انضمامه لـ"داعش" بعد أن صدم بوحشية التنظيم، وكشف غاشي على صفحته في الـ"فيسبوك" أنّه لم يستخدم السلاح في القتل بنفسه؛ لكنه شهد عمليات إعدام علنية وحشية.

وأكد بطل الملاكمة الألماني، في حزيران الذي حاول الهروب فيه كيف كان يعمل لصالح "داعش" في دوريات في نهر الفرات للبحث عن المهربين، قائلا: "نحن نبحث عن المهربين الذين يجلبون البضائع غير المشروعة مثل الكحول والسجائر والمواد المخدرة وهي محظورة تماما".

وأفاد المركز الدولي لدراسات التطرف والعنف السياسي "ICSR"، أن حوالي 20% من 2000 بريطاني متطرف في سوريا يحاولون الهرب، وأضاف مدير المركز بيتر نيومان، أنَّ "الناس الذين نتحدث إليهم يريدون الخروج من التنظيم لكنهم يشعرون بالخداع والحصار حيث تناقش الحكومة حبسهم لما يصل إلى 30 عامًا".

وأشار نيومان إلى أنَّ "هؤلاء الذين يريدون تغيير عقولهم يمكنهم أن يكونوا متحدثين أقوياء بحيث يتضح الفرق بين الواقع وبين ما تظهره دعاية داعش".

ويعتقد بأنَّ عبد الباري أحد المتطرفين البريطانيين قد هرب من متتبعي تنظيم "داعش" في سورية، وكان عبد الباري (25 عامًا) مغني الراب البريطاني من أوائل البريطانيين الذين هربوا إلى سورية في 2013، لكنه الآن يبدو أنه هرب من "داعش" بعد انشقاقه عن صفوفه.

كما يعتقد أن عبد الباري الآن مختبئ بين اللاجئين على الحدود بين سورية وتركيا بعد أسبوع من إعلانه الانفصال عن التنظيم المتطرف ومبادئها الهمجية، وقد تربى عبد الباري على يد والدته رجاء ففي منزل العائلة الكبير شمال غرب لندن.

وتبلغ قيمة المنزل الآن أكثر من مليون جنيه إسترليني، ويقع المنزل بالقرب من منزل محمد إموازي المعروف بالمتطرف "جون" والمسؤول عن تنفيذ الإعدام في "داعش"، ويعتبر عبد الباري هو أخر المتطرفين البريطانيين الذين حاولوا الفرار من "داعش" في منطقة الشرق الأوسط.

ومن بين البريطانيين العائدين إلى بلادهم عمران الخواجة (27 عامًا) والذي سجن لمدة 12 عامًا بعد عودته إلى بريطانيا في شباط/ فبراير بعد أن قاتل لصالح "داعش" لمدة 6 أشهر سابقة، وقد استطاع عمران تزوير وفاته للعودة إلى وطنه بعد الشكوى من نقص الخدمات في الشرق الأوسط مثل المواد الغذائية والكاكاو والواقي الذكرى.