باريس ـ مارينا منصف
كشفت التحقيقات في باريس، عن العقل المدبر وراء هجمات فرنسا، بوصفه أحد كبار منفذي عمليات القتل لدى "داعش" والذى جنّد شقيقه البالغ من العمر 13 عامًا للقتال معه في سوريا، ويعد البلجيكي "عبد الحميد أباعود" (27 عامًا) أكثر الرجال المطلوبين في العالم باعتباره مجرم حرب، ويعتقد أن أباعود أقنع آلاف المتطرفين من الشباب للقدوم إلى سوريا بما في ذلك شقيقه المراهق والذي يعتبر أصغر متطرف لدى "داعش".
وظهر أباعود في بعض الصور متفاخرًا بجانب جثث مقطوعة الرأس كما شوهد في اليونان في يناير/ كانون الثاني إلا أنه أفلت من الاعتقال، وكان أباعود على صلة بالهجوم الذي تم إحباطه على قطار فائق السرعة في وقت سابق هذا العام فضلًا عن الهجمات على الكنائس في جميع أنحاء باريس.
وأبلغ والد أباعود الشرطة عنه متهمًا إياه باستمالة شقيقه الأصغر نحو التطرف وتشجيعه على الإعلان عن وفاته بشكل وهمي، وحُكم على أباعود بالسجن غيابيًا لمدة 20 عامًا من قبل المحاكم البلجيكية هذا العام، وينتمي أباعود إلى منطقة "مولينبيك " والمعروفة باسم عاصمة المتطرفين في أوروبا، ويعتقد أن الفريق المنفذ لهجمات باريس والمكون من ثمانية متطرفين جمعوا الأسلحة والأحزمة الناسفة هناك قبل الاتجاه إلى فرنسا في سيارات مستأجرة.
وظهر أباعود في مقابلة له مع مجلة "دابق" الإرهابية التي تصدرها "داعش" على الإنترنت، ووفقًا للمقابلة سافر أباعود إلى سوريا للتصدى للصليبين الذين يشنون حربًا ضد المسلمين على حد وصف المجلة، وأضاف أباعود "بلجيكا هي عضو في التحالف الصليبي لمهاجمة المسلمين في العراق والشام".
وزعم أباعود أنه عاد في وقت سابق إلى بلجيكا لإقامة منزل آمن للتخطيط لمزيد من الغارات في جميع أنحاء أوروبا، وأوضح أن مؤامرة فشلت قائلًا " هاجم الكفار خططي من خلال 150 جنديًا من وحدات القوات الخاصة الفرنسية والبلجيكية، وقٌتل رجالي في تبادل لإطلاق النار"، وأفاد بأنه عاد بعدها إلى سوريا بسبب الأجهزة الأمنية الأوروبية.
وبيّنت الشرطة الفرنسية أن أباعود خطط لهجمات باريس من قاعدته في سوريا مع مساعدة من أعوانه في فرنسا وبلجيكا، وظهر أباعود في فيديو حديث له مبتسمًا وهو يقود شاحنة مليئة بالقتلى بواسطة "داعش" قبل إلقائهم في مقبرة جماعية، وفي الوقت نفسه شنّت الشرطة البلجيكية غارة لمكافحة الإرهاب في "مولينبييك" هذا الصباح في محاولة لاعتقال "صلاح عبد السلام" لكنها فشلت في اعتقاله.
وأصبحت صورة أباعود أكثر وحشية بعد زيارة الصحفيين المستقلين Etienne Huver وGuillaume Lhotellier الحدود التركية السورية، وحصل الصحفيان على صور وأشرطة فيديو العام الماضي تجسد الأعمال الوحشية لأباعود في سوريا، وشملت المواد لقطات لأباعود وأصدقاءه وهم يحملون شاحنة مقطورة بكومة من الجثث الملطخة بالدماء، وقال أباعود في الفيديو " أحضرنا الدراجات النارية والرباعية والمقطورات الكبيرة المليئة بالهدايا لقضاء عطلة في المغرب، الحمد لله وعلى طريق الله نلنا من الكفار الذين يقاتلوننا"، وذلك بعد هروب أحد منفذي هجمات باريس من الشرطة.
وأوقفت الشرطة الفرنسي صلاح عبد السلام (26 عامًا) من بروكسل وأطلق سراحه بواسطة ضباط حرس الحدود البلجيكية بعد ساعات من الهجمات، ويبدو أن الشرطة البلجيكية شنّت غارة كبرى لمكافحة الإرهاب في مولينبينك هذا الصباح في محاولة لإلقاء القبض عليه حيث أشارت بعض المصادر إلى أنه ربما يكون فى السجن حاليًا.
وأفاد شهود عيان بأن الشرطة المدججة بالسلاح أغلقت مساحة واسعة فب حى الطبقة العاملة وأطلقت الأعيرة النارية حسبما ذكرت وسائل الإعلام البلجيكية، ومن المعلوم أنه ألقى القبض على رجل واحد إلا أنه لم يتأكد ما إذا كان عبد السلام، وكان أحد أشقاء عبد السلام ويدعى " إبراهيم عبد السلام" (31 عامًا) أحد الإرهابيين السبعة والذي لقى حتفه الجمعة ليلًا بعد أن فجر نفسه خارج مقهى Comptoir Voltaire،حيث استأجر مقعد لنفسه وجد محملًا ببنادق AK-47 وذخيرة.
واعتقلت الشرطة الأخ الثالث محمد عبد السلام في بروكسل حيث التقت الخلية الإرهابية قبل جمع الأسلحة الآلية والأحزمة الناسفة استعدادًا للهجوم، وحددت الشرطة الفرنسية صباح الأثنين مهاجم مسرح باتاكلان وهو الإرهابي المحلي " سامى أمينور" (28 عامًا) والذى كان معروفًا لدى ضباط مكافحة الإرهاب في عام 2012 عندما حوكم بتهمة محاولة الفرار من فرنسا للإنضمام لإرهابي القاعدة في اليمن، ثم خرج بعد عام من فرنسا للانضمام إلى داعش في سوريا.
وبيّنت الشرطة الفرنسية أن الإرهابي المحلي عمر إسماعيل مصطفى (29 عامًا) من كوركورونيه في باريس كان أحد المفجرين الإنتحاريين في باتكلان حيث قتل 89 شخصًا.
وأشار مسؤول تركي رفيع المستوى إلى أنه تم الإبلاغ عن مصطفى باعتباره متطرفًا مشتبهًا فيه، وأخطرت السلطات الفرنسية في ديسمبر/ كانون الأول 2014 وفى يونيو/ حزيران 2015 إلا أنه لم ترد استجابة من فرنسا حتى وقوع هجمات باريس عندما طلبت معلومات عن مصطفى، ودخل مصطفى تركيا عام 2013 إلا أن السلطات ليس لديها معلومات عن توقيت رحيله.
وفجّر المتطرف "بلال حدفي" (20 عامًا) الذي أمضى وقتًا في القتال مع داعش في سوريا قبل العودة إلى أوروبا حزامًا ناسفًا في استاد فرنسا حيث توفي شخص بجانب مقتل ثلاثة انتحاريين بينهم الإنتحاري " أحمد المحمد" مهاجم استاد فرنسا، وسافر المحمد إلى فرنسا كطالب لجوء من اليونان بعد إنقاذه من سفينة غارقة، وأشارت تذاكر العبارة اليونانية إلى أنه سافر إلى أوروبا بصحبة رجل آخر يدعى " محمد المحمد".
واتهمت الشرطة وخدمات الأمن في فرنسا بعد ثلاثة أيام بسلة من الأخطاء المروعة في مجازر باريس، وتبيّن أن الشرطة أوقفت أحد المسلحين بعد ساعات من المجزرة لكنها سمحت له بالذهاب وهو الآن أكثر الرجال المطلوبين في العالم، كما وصل أحد الإنتحاريين المشتبه فيهم إلى فرنسا عن طريق اليونان مع مجموعة من 198 لاجئ سورى، وأفادت السلطات في الجزيرة اليونانية ليروس أن كل لاجئ أعطى وثائق سفر.
وشوهد انتحاري مسرح باتكلان "عمر إسماعيل" (29 عامًا) في تركيا حيث اتصل المسؤولون في تركيا بنظرائهم الفرنسيين مرتين للإبلاغ عن احتمال كونه يمثل تهديدًا إرهابيًا في ديسمبر/ كانون الأول 2014 ويونيو/ حزيران 2015، إلا أن الشرطة الفرنسية لم تستجب إلا بعد مجزرة باريس يوم الجمعة عند طلب معلومات عنه.
وفشلت الشرطة الألمانية فى إبلاغ نظيرتها الفرنسية بالاستيلاء على سيارة محملة بالأسلحة كانت متجهة إلى باريس، كما أن مهاجم باتكلان المدعو " سامي أمينور" معروف لدى الشرطة الفرنسية منذ عام 2012 بعد أن حاول الفرار إلى اليمن، فضلًا عن تحذيرجواسيس عراقيين للقوى الغربية بشأن الهجوم المخطط له بواسطة فريق من الانتحاريين قبل يوم من مذبحة باريس، وفى آب/ أغسطس اعتلقت الشرطة الفرنسية رجلا عمره 30 عاما بعد عودته من سوريا وأبلغ الشرطة أن داعش تخطط للهجوم على مكان للحفلات مثل باتاكلان.
ويعد صلاح عبد السلام الذى سمحت له الشرطة بالذهاب واحدًا من ثلاثة أشقاء في بلجيكا ينتمون إلى تنظيم "داعش"، وهناك مذكرة توقيف دولية لهم حاليًا وتم حث الجمهور العام على عدم الاقتراب منه، كما شنّت الشرطة الفرنسية سلسلة من الغارات المنسقة لمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء البلاد صباح الأثنين واعتقلت عشرات الأشخاص في أعقاب الهجمات القاتلة فى باريس يوم الجمعة، وأطلقت الوحدات التكتيكية المدججة بالسلاح عشرات الغارات في تولوز وغرونوبل و كالييه واثنين من ضواحى باريس.
وأكدت وزارة الداخلية الفرنسية، أن شرطة مكافحة الإرهاب نفذت 168 مداهمة في أنحاء البلاد بين عشية وضحاها، وأعتقلت الشرطة عشرات من المشتبه فيهم واستولت على مخبأ للأسلحة وقاذفة صواريخ، وعلى الرغم من تحركات الشرطة على الأرض، كشف مسؤولون فرنسيون أن الشرطة استجوبت صلاح عبد السلام وتحققت من هويته ثم أطلقت سراحه بعد ساعات من الهجمات، وتم الاستجواب عندما أوقفت الشرطة سيارة فولكس فاجن غولف بها ثلاثة أشخاص من كامبراى بالقرب من الحدود الفرنسية البلجيكية في الساعة التاسعة صباحًا يوم السبت، وذلك بعد ساعات من اكتشاف الشرطة أن عبد السلام استأخر سيارة فولكس فاجن بولو وجدت مهجورة خارج قاعة باتكلان.
وسمحت الشرطة لركاب السيارة الغولف بالمغادرة عندما لم يجد المسؤولون شيئًا مريبًا بها، وربطت الشرطة في باريس الهجمات ببلجيكا عندما عثرت على عدد من تذاكر وقوف السيارات من ضاحية مولينبيك في فولكس فاجن بولو مع لوحات أرقام بلجيكية وجدت خارج قاعة باتاكلان، ووجدت سيارة أخرى مهجورة ذات لوحات أرقام بلجيكية معبأة ببنادق كلاشينكوف في ضاحية مونروى شرق باريس الأحد ما أدى إلى إثارة تكهنات بشأن هروب بعض المهاجمين، واستخدمت السيارة في إطلاق النار على المطاعم.
وسافر المفجر البلجيكي "بلال حدفى" إلى سوريا في وقت سابق هذا العام بعد أن أصبح متطرفًا على يد إمام بلجيكي حسبما أفادت Het Laatste نيوز، وكان بلال صديقًا على "فيسبوك" مع متطرف سورس آخر من مولينبييك يدعى " أبو اسلام" والذي شوهد أخيرًا على شبكات التواصل الاجتماعي بجانب جثة مقطوعة الرأس، وكتب بلال على "فيسبوك" في يوليو/ تموز " إلى كل إخواني الذين يقيمون في بلاد الكفار هؤلاء الكلاب يهددون شعبنا في كل مكان، أنتم تعيشون في مجتمع الخنازير، ويجب آلا تشعرون بالأمان حتى في أحلامكم".
ويعتقد الآن أنه تم التخطيط للهجمات في بلجيكا بواسطة الإرهابيين الذين تواصلوا على مرأى ومسمع من الأمن باستخدام بلاي ستيشن4، وأوضح وزير الشؤون الداخلية الاتحادي البلجيكي "يان جامبون" أن الجهاز استخدم بواسطة متطرفي داعش لأن تعقبه أكثر صعوبة من تعقب تطبيق واتس أب على الهاتف المحمول.
ويعتقد أن العصابة التي تتضمن امرأة ورجلين ودخلوا أوروبا كلاجئين سوريين سافروا من مولينبيك إلى باريس في سيارات مستأجرة، حيث تضم الضاحية البالغ عدد سكانها 90 ألف شخصًا عددًا كبيرًا من المهاجرين، وهي واحدة من أكثر المناطق المحرومة في العاصمة البلجيكية، وتعرف هذه الضاحية بين السكان المحليين بعرين الإرهابيين، وارتبطت هذه الضاحية بعدد من الهجمات الإرهابية المميتة في السنوات الأخيرة.
واعتقلت الشرطة سبعة أشخاص خلال 24 ساعة في بروكسل بعد ارتباطها بهجمات باريس بينهم خمسة في مولينبيك، ووقعت العديد من المداهمات في مولينبيك الليلة الماضية، وكان بين المعتلقين محمد عبد السلام والذي اعتقل حوالي الساعة الخامسة مساء يوم السبت، حيث داهمه رجال الشرطة في زيهم المدني أثناء خروجه من محطة المترو في مولينبيك، وأظهرت لقطات الفيديو الرجل وهو يرتدي زيًا أسود ويتصارع مع الضباط أثناء وضع الأصفاد حول يديه، إلا أن رجال الشرطة أجبروه على الركوع في حين ضربه ضابط شرطة أخر بالسلاح.
وأفاد "جول موكندى" الذى يعيش فى الشارع وشاهد عملية الاعتقال " كان هناك ثلاثة رجال من الشرطة يرتدون ملابس مدنية وسيارة لا تحمل علامات الشرطة، أعتقد أنهم كانوا ينتظرون شخصا ما، وعندما ظهر صرخوا فى وجه وركضوا وراءه وسحبوه على الأرض، واحتجزوه على الأرض لأكثر من 30 دقيقة حتى وصل ضباط أخرين، وكان مجرد صبى عمره 20 عاما على الأكثر".
وأغلقت الشركة جميع مداخل ومخارج ساحة Place Communale أمام مبنى البلدية فى مولينبيك فى حوالى الساعة التاسعة مساء، وداهمت الشرطة شقة فى الطابق العلوى واعتقلت رجل فى العشرينات، وبيّن وزير الداخلية الفرنسى Bernard Cazeneuve أن الهجوم على باريس تم إعداده فى الخارج بواسطة مجموعة من الأفراد مقرهم فى بلجيكا بالتعاون مع بعض المتواطئين فى فرنسا.
وتعرف بلجيكا بكونها قلب تنظيم "داعش" في أوروبا، حيث تضم أكبر عدد من المواطنين الذين سافروا للقتال مع المتمردين السوريين في السنوات الأخيرة، ويعتقد أن نحو 440 من البلجيكيين سافروا إلى سوريا للقتال في أواخر عام 2011 وحتى نهاية 2014 حسبما ذكر المركز الدولي لدراسة التطرف، وقيل أنه على الأقل سافر 30 شخصًا من مولينبيك وحدها،
واعترفت الحكومة البلجيكية الليلة الماضية أنها فقدت السيطرة على مولينبيك، وقال يان جامبون، وزير الداخلية البلجيكي " في مولينبيك الوضع خرج عن السيطرة في الوقت الراهن".
وكان أحد أعضاء فريق تفجيرات قطار مدريد عام 2004 التي أسفرت عن مقتل 191 شخصًا من مولينبيك، وكذلك حصل أحد منفذي هجوم شارلي إبدو ومتجر كوشير في باريس على الأسلحة من مولينبيك أيضًا، وينتمى الإرهابي الذي هاجم قطار تاليس المتجه من بروكسل إلى باريس في آب/ أغسطس وتغلب عليه الركاب من مولينبيك أيضًا، وكان يعيش مع شقيقه هناك في الأسابيع التي سبقت تنفيذ الهجوم.
ومن المقرر أن يستجيب ديفيد كاميرون اليوم للتهديد الإرهابي من خلال دفع أموال إضافية لجواسيس مكافحة الإرهاب وأمن الطيران، وبيّن كاميرون أنهم نجحوا في إحباط سبع مؤامرات في بريطانيا خلال الأشهر الستة الماضية.
ونفذت فرنسا القصاص الليلة الماضية من خلال إطلاق أكبر ضربة جوية لها حتى الآن فى سوريا، حيث شنت عشرة طائرات مقاتلات غارة جوية وأسقطت 20 قنبلة على مركز قيادة ومعسكر تدريب ومستودع ذخائر في الرقة معقل تنظيم داعش، وتزامن ذلك مع تحذير الاستخبارات العراقية الدول الغربية من هجوم وشيك قبل يوم واحد من هجمات باريس.
وأشار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا إلى تورط 24 متطرفًا فى العملية الإرهابية التي تم التخطيط لها فى الرقة، وتشمل العملية 19 مقاتلا بينهم خمسة آخرين بما فى ذلك صانعو القنابل والمخططين، وكانت الشرطة قد اعتقلت الجمعة خمسة أشخاص فى اسطنبول بما فى ذلك أحد المقربين للمتطرف المعروف الجهادى جون الذى قُتل فى غارة فى الآونة الأخيرة فى سوريا.
وتواصل الذعر فى باريس حيث حضر مئات الناس النصب التذكاري للضحايا في ساحة الجمهورية وسط إطلاق النيران، وبثت القناة الرابعة المشهد على الهواء مباشرة حيث فرّ الناس مذعورين في محاولة للهرب من مكان الحادث فيما وصف بعد ذلك بإنذار كاذب، وأثارت هجمات باريس المروعة النقاش حول سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه فتح الحدود.
ووصل أحد الانتحاريين المشتبه فيهم إلى اليونان بعد عبور بحر إيجه من تركيا مع مجموعة من 198 مهاجرا بعد أن تم إنقاذهم من الغرق، وزعم الانتحارى البالغ من العمر 25 عاما طلب اللجوء فى جزيرة ليروس اليونانية باستخدام جواز سفر مزيف باسم " أحمد المحمد"، والقى القبض عليه وأطلق سراحه فيما بعد وأعطى الأوراق التى تسمح له بالسفر إلى أثينا وأوروبا حيث اعتقد المسؤولون أنه لاجئا حقيقيا، وسُمح له بالسفر عن طريق البلقان مرورا بنقاط التفتيش فى صربيا وكرواتيا قبل أن يتجه إلى شمال أوروبا، وحددت اليونان هويته بعد العثور على جواز سفره بالقرب من جثة أحد أفراد العصابة المنفذة للهجوم بالقرب من استاد فرنسا.
ولم يؤكد الفرنسيون صلة اللاجئين بالحادث إلا أن وزير الهجرة اليوناني Yannis Mouzalas ذكر الليلة الماضية أن المحمد يحتمل أن يكون إرهابيًا، وقيل أيضًا أن اثنين من منفذي الهجوم الإرهابي بحملون جوازات سفر تركية مزورة.
ويهبط على جزيرة ليروس أكثر من 500 شخصًا يوميًا والتي تبعد 7 أميال عن تركيا، واعترف المسؤولون الليلة الماضية أنهم يوزعون وثائق السفر عليهم ما يعني أن الجميع قادر على التنقل إلى أثينا بغض النظر عما إذا كان لاجئ حقيقى، وأوضحت اليوناني أن الانتحاري المشتبه فيه وصل مع سفينة من المهاجرين في 3 أكتوبر/ تشرين الأول مستخدمًا جواز سفر سوري باسم "المحمد".
وبعد توقيفه من قبل الحراس زعم أنه لاجئًا وألقت السلطات القبض عليه كما يحدث مع جميع الوافدين، ولكنه أخبر في اليوم التالي أنه لن تتم محاكمته، وتسلّم الأوراق التي تسمح له بحجز تذكرة العبارة إلى أثينا قبل مواصلة رحلته عبر البلقان، وتم توقيفه في صربيا وكرواتيا إلا أنه سمح له بالمغادرة لأن المسؤولين لم يجدوا سببا للشك فيه.
وذكر متحدث باسم وزارة الداخلية الكرواتية " لم يكن هناك أى إشارة بشأن الانتحارى المشتبه فيه وقت تسجيل دخوله ولم يكن هناك سببا لإيقافه، ولذلك لم نصفه بكونه مشبوها"، كما أوضح الصربيون أنهم لم يعثروا على أي أمر من الأنتربول باسمه ولذلك لم يتم اعتقاله.
وحذر رئيس بلدية جزيرة ليروس اليونانية Mihalis Kolias قائلًا " يمر الكثير من الناس عبر جزيرتنا ونعلم أن بينهم إرهابيين، إنها مشكلة كبيرة بالنسبة لأوروبا ويجب أن يكون لدينا مزيد من التأمين". ويصل آلاف اللاجئين أسبوعيا إلى أرض Farmakonisi المجاورة قبل أن يلتقطهم خفر السواحل اليوناني ويتم اقتيادهم إلى مدينة "لاكي" أكبر مدن ليروس.
وأكد عمال الإغاثة الإنسانية ومسؤولي الجزيرة الليلة الماضية أن كل من وصل إلى الجزيرة أعطى وثائق السماح بالسفر بغض النظر عن ظروفه، وأوضح السيد Kolias أن " أوراق السفر تعطى لكل من يصل إلى الجزيرة ونعتقد أنهم من السوريين وذلك منمنحهم وثائق السفر عبر اليونان لمدة ستة أشهر"، ولفت أحد المتطوعين فى مخيم للاجئين بالقرب من رصيف الميناء فى "لاكى" إلى أنه لم يتم رفض منح وثائق السفر لأى من اللاجئين.
وكانت مجموعة من نحو 40 شخصا يزعمون أنهم فروا من أفغانستان الليلة الماضية في اتجاههم إلى أثينا على الرغم من عدم وجود أي أوراق هوية لديهم مثل جوازات السفر، وبيّن السيد Kolias أن هناك ما لا يقل عن 500 شخص يأتون يوميًا إلى الجزيرة التى يبلغ عدد سكانها 8000 شخص.