المتمردون في جنوب السودان

كشفت لجنة الاتحاد الأفريقي عن وجود مقابر جماعية في جنوب السودان تدل على جرائم مروعة ضد المدنيين، بما في ذلك أكل لحوم البشر قسرًا، وكُلفت اللجنة بالتحقيق في الحرب الأهلية التي اجتاحت البلاد منذ عامين.

وأدت الحرب الأهلية إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين وتقسيم البلد على أسس عرقية بين الحكومة ومقاتلي المعارضة. وأوضح تقرير لجنة التحقيق التي يقودها الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانغو، أن الأدلة تشير إلى أنّ مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية ارتكبوا أعمال قتل واغتصاب وعنف وتعذيب.

وأفاد التقرير أن الأعمال الوحشية التي ارتكبت تتمثل في  قتل وإجبار الآخرين على أكل لحوم بعضهم، أو شرب دماء القتلى، أو أكل اللحم البشري المحروق خلال حرب عرقية مروعة نزح على إثرها أكثر من مليوني شخص من منازلهم.

وقرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي تأجيل نشر نتائج التحقيق، ووجدت اللجنة أن عمليات القتل كانت عسكرية منظمة لا يمكن أن تتم من دون تضافر جهود الجهات الفاعلة في الدوائر العسكرية الحكومية.

وأشار التقرير إلى أن قوات الأمن التابعة للحكومة نصبت الحواجز على الطرق في أنحاء عاصمة جنوب السودان جوبا وفتشت بيوت المدينة في عملية استهدفت فيها قتل الذكور، وردًا على عمليات القتل، حشدت المعارضة قواتها وشنت هجمات انتقامية مضادة ضد مقاتلي الحكومة ومناطق تواجدها وقتلت الناس في الكنائس والمستشفيات.