المنيا - جمال علم الدين
عاد المصريون المحررون من جحيم ليبيا إلى بلدهم وسط أهلهم وأبنائهم، بعد أن سلّم الجيش الليبي 21 مصريًا للسلطات المصرية، يوم الثلاثاء، بعد تحريرهم من تنظيم" داعش" جنوب شرق ليبيا. وكان في استقبال المصريين العائدين في مطار القاهرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وكان المصريون محتجزين في ليبيا عقب إطلاق سراحهم من أيدي داعش في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ورغم نجاح الجيش المصري في إعادتهم إلى أرض البلاد ونجاتهم من الحرب الدائرة في ليبيا، فإن قلوبهم لم تستطع أن تخبئ ما تحمله من حزن ومآسٍ عاشوها خلال الفترة التي قضوها هناك.
والتقى موقع "مصر اليوم" بعدد من أبناء قرية ساقية داقوف في مدينة سمالوط شمال المنيا، والذين سردوا رواية 20 يومًا قضوها داخل المعسكرات الليبية.
وقال هشام جمال سعد طه: "لم أصدق أنني عدت مرة أخرى إلى أرض الوطن بعد أن رأينا أنا وأقاربي الموت بأعيننا داخل أماكن الاحتجاز وسوء المعاملة والإهانة المستمرة".
كما وجه عمر نصار، الشكر للجيش المصري والجيش الليبي، والرئيس عبد الفتاح السيسي؛ نظرا للمجهودات الجبارة التي بذلوها من أجل العودة إلى مصر، وتابع: "جمايل السيسي على راسنا من فوق.. ولولاه ماكناش بقينا وسط أهالينا الآن". وأضاف أنه وباقي المحتجزين تم تعذيبهم بشدة، وأن أصعب لحظة شاهدوا الموت يقترب منهم أثناء عملية التحرير من المليشيات المسلحة، التي قامت بإطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي على الجميع وعلى الجيش الليبي. وتابع "نصار": "رغيف عيش واحد بس كل 24 ساعة، وكنا تحت الأرض في حاوية مردوم عليها بالرمال، ورجعنا من غير أبيض أو أسود".
وذكر عيد محمد عبد الرحمن، أحد أقارب خالد سليمان سيد يعقوب، ومحمد سليمان يعقوب، أحد العائدين من ليبيا، أن "وصول المحررين للأراضي المصرية كان بالنسبة لنا "عرس" لأن العدد كبير، منهم 17 أولاد عمومة و3 آخرين من نفس قرية ساقية يعقوب في سمالوط". وأضاف أن الفضل في عودتهم لبلدهم يعود للجيش المصري وللرئيس، واصفا الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ" العبقري"، مشيرا إلى أن أهالي القرية لم يدخل في قلبهم أي شك في عدم رجوعهم مرة أخرى بسبب ثقتهم في القوات المسلحة.
كما فجر محمود عبد الجواد، أحد العائدين من ليبيا، مفاجأة، في روايته قائلًا: "المليشات التي اختطفتنا كانت تهدف إلى مساومة الجيش المصري على سلاح وذخيرة". وأضاف "عبد الجواد": "عندما فقدوا الأمل في الأسلحة، بدأوا يتحدثون عن الفدية، وفشلت جميع المفاوضات، وبالتنسيق بين الجيش المصري والجيش الليبي تم تحريرنا من أيديهم".
وهتف حسن حامد سليمان، أحد العائدين من ليبيا، فور وصوله إلى المنيا قائلًا: "تحيا مصر.. تحيا السيسي.. أنا كنت متأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يتركنا أبدًا علشان إحنا ولاده". وأضاف "حامد": "شوفنا العذاب كلّه في 20 يوم.. الحمد لله، إحنا وسط أهلنا.. الحمد لله".