برلين - جورج كرم
يصارع صبي سوري يبلغ من العمر سبعة أعوام الموت في مستشفى ألماني بسبب منع أخوته من عبور الحدود المغلقة في أوروبا؛لتزويده بعملية زرع نخاع العظم، يمكن أن تنقذ حياته.
وذكرت والدته أم رامي بقولها "لقد خاطرت بحياة أطفالي في رحلة اللجوء كي أستطيع الوصول في الوقت المناسب كي يحظى رامي بعملية زرع لنخاع العظم، وقالوا لي إن عملية لم الشمل ستستغرق 4 أشهر، ولكن ابني لن يتمكن من البقاء على قد الحياة كل هذا الوقت".
وشُخِص رامي بالإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية قبل خمسة أعوام، فقط بعد أن بدأت الحرب في سورية، وأثناء وجوده في المستشفى نزحت عائلته من منزلها في التضامن بسبب العنف، ولم يجدوا لأنفسهم مأوى فاستقر بهم الحال بجولات مكوكية بين سورية ولبنان خلال 9 أشهر لم يتمكن فيها رامي من الوصول إلى المستشفى وتلقي العلاج الكيميائي.
وقرر والده على إثرها أن يسافر به إلى ألمانيا عبر طريق التهريب، وقال الأطباء عندما صلوا ألمانيا إن الولد كان في حالة نفسية سيئة لأنه يريد أمه، وكان أخوته أفضل المتبرعين له في عملية زرع نخاع العظم، وحاول الوالد الحصول على إقامة في ألمانيا كي يتمكن من إحضار عائلته من خلال برنامج لمّ شمل الأسر، ولكن مرت الشهور من دون نتيجة، وقال الرجل "ثم صدر قانون اللاجئين الذي لا يسمح لنا بجمع شمل العائلة إلا بعد عامين، واضطررت لإرسال بقية عائلتي عن طريق التهريب، وعندما وصلوا اليونان كانت الحدود مغلقة".
وخاضت أم رامي وأخوته رحلة محفوفة بالمخاطر أيضًا، فعند وصولهم يسبوس استطاعت متطوعة أميركية تدعى قدري أن تضع أم رامي وأطفالها على العبارة لتعبر بها إلى الشمال، وبعد بضعة أشهر وصلتها رسالة صوتية عبر "واتس آب" تخبرها أم رامي فيها بأنهم أخبروها أن الحدود مغلقة، وأنها عالقة في مخيم للاجئين دون مأوى وأطفالها بلا ملابس نظيفة.
كما أخبرها مسؤول على الحدود أنه لا توجد إمكانية لإدخالها حتى بعد أن أبزرت له وثائق ابنها الطبية، فعلى الرغم من الوثائق، فقد أخبرها مجلس اللاجئين في اليونان أنه بالرغم من كونها مؤهلة لبرنامج لمّ شمل الأسرة إلا أن الأمر سيستغرق أربعة أشهر لتطبيقه.
ويحتاج الصبي الصغير لعملية زرع نخاع العظم في غضون أسابيع قليلة، وتأمل أم رامي من القنصلية الألمانية الإسراع في مسار طلبها حتى يحصل ابنها على العلاج الطبي اللازم لحالته، وصرحت الناشطة قدري "لا أعرف كيف لا يهتمون بشأن احتمالية موت الطفل بسبب معالجة الأوراق والطلب، أنا لا أعرف ما هو شعوري حول الأمر، ولكني مذهولة"، وقدمت أم رامي رسالة تطلب فيها المساعدة تقول فيها "أنا أعرف أنني أثقل كاهلكم، ولكنني أقسم أنني لا أملك أي شخص آخر غيركم للحديث معه".