قطاع غزة

يعيش سكان قطاع غزة، في اليوم الـ24 من عدوان الاحتلال الإسرائيلي، أوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة، فالتيار الكهربائي مقطوع بصورة كاملة، منذ أيام عدة، عقب قصف مدفعية الاحتلال محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، ما نجم عنه الشح الشديد في مياه الشرب، التي يلزمها الكهرباء لتشغيل محطات الضخ، ويستعيض عدد من المواطنين بتعبئة غالونات من المياه من المساجد والمدارس والأسبلة العامة، لكن عددًا كبيرًا من السكان لم يتمكنوا من تدبر أمورهم.
أما المواد الغذائية فحدث ولا حرج، حيث العديد من المواد الأساسية بدأت بالنفاد من الأسواق، فيما أصبح الحصول على الخبز ليس بالأمر الهيّن، حيث يستلزم الحصول على بعض الأرغفة الانتظار على طوابير طويلة أمام بعض المخابز، التي تستطيع تشغيل مولداتها الخاصة لاستمرار العمل، حيث ينتظر العديد من المواطنين أمام المخابز لأكثر من 12 ساعة، بغية الحصول على الخبز لإطعام أطفالهم.
وتوقفت شبكة الاتصالات عن العمل، في قطاع غزة، سوى 20 %، وذلك بسبب عدم وجود كهرباء لتشغيل محطات التقوية الخاصة بالهاتف المحمول، وكذلك محطات الصرف الصحي متوقفة عن العمل، فيما باتت مدارس وكالة الغوث "الأونروا" مليئة بالمواطنين النازحين من منازلهم، المعرضة للقصف الصهيوني في المناطق الحدودية، حيث بات الشارع ملاذًا للكثير من العائلات، التي لم تجد مأوى، لاسيما بعد استهداف طائرات الاحتلال لعدد من تلك المدارس، واستشهاد عدد كبير من الأطفال والنساء الذين لجأو اليها .
وتقدّر وكالة الغوث الدولية "الأونروا" عدد النازحين في مدارسها بأكثر من 80 ألفًا، إضافة إلى مئات آلاف ممن يتواجدون في المدارس الحكومية وفي الحدائق والساحات العامة.
ويشهد قطاع غزة تكافلاً اجتماعيًا غير مسبوق خلال العدوان الإسرائيلي، حيث فتحت الكثير من العائلات أبواب منازلها أمام النازحين من حي الشجاعية، وتقاسموا معهم رغيف الخبز.
وعلى الرغم من الضائقة الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، قامت عائلات عدة بالتبرع بأغطية أطفالهم وأولادهم لسكان "الشجاعية" الذين نزحو عن منازلهم.
وتحذّر جهات إنسانية وحقوقية من تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة، في ضوء تواصل عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي حديقة مستشفى الشفاء، يتواجد الآلاف من سكان حي الشجاعية والمناطق الشرقية، يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، حيث لا يوجد معهم فراش ولا ملابس، حيث ينامون على بعض الفرشات والأغطية التي تبرع بها أهل الخير، فيما آخرون يشكون من قلة هذه التبرعات، ويحمدون الله على أنَّ "العدوان حصل في فصل الصيف".
بلديات قطاع غزة بدورها حذّرت من كارثة إنسانية مروعة تعصف في هذه الأيام في قطاع غزة، في ضوء استمرار العدوان، وعدم تمكن طواقمها من القيام بمهامها، بسبب استهداف العديد منها، كما حذرت من مكرهة صحية في القطاع، بسبب عدم تمكن طواقم النظافة من القيام بأعمالهم، وسحب القمامة من شوارع القطاع، التي تشهد الآن أكوامًا من القمامة، لا تستطيع البلديات نقلها إلى أماكنها المحددة بسبب تواصل القصف.
وليست أحوال المستشفيات أفضل، فالمولدات التي تعمل على مدار الساعة بسبب انقطاع التيار الكهربائي تعرض عدد منها إلى التلف، بسبب عدم توقفها.
وأعلن نائب رئيس سلطة الطاقة المهندس فتحي الشيخ خليل عن أنّ "محطة توليد الكهرباء ستتوقف عن العمل لمدة عام كامل بعد الاستهداف الأخير للمحطة".
وأوضح الشيخ خليل، عبر صفحة "فيسبوك" لشركة الكهرباء، أنَّ "إحدى القذائف المدفعية أصابت خزانات الوقود اليومية، ولم يتم السيطرة على الحريق حتى الآن"، مشيرًا إلى أنَّ "القصف بدأ على مولد البخار في المحطة"، معلنًا توقف عمل محطة توليد الكهرباء.
يذكر أنَّ محطة توليد الكهرباء هي المحطة الوحيدة في قطاع غزة، واستهدافها سيعمق مشكلة الكهرباء، ويؤثر على برامج التوزيع.