مدريد - مصر اليوم
يوم مُشمس جديد استيقظت به الأسرة، ليبدو في أوله مناسبًا للاستمتاع بنزهة وقضاء وقت سويًا، يلهو الأطفال في أجواء يغمرها الضحك والسعادة، تطهو الأم الطعام في أحد أركان الحديقة، وفي وسط الضحكات، سرعان ما انقلبت الأمور رأسًا على عقب، وبدلًا من عودة الأم في نهاية اليوم فرحة مسرورة، عادت مكلومة، تصرخ على فلذة قلبها الذي فقدته.
أقرأ أيضاً :تقليد "غريب" في إسبانيا يقتل طفلًا
ففي صباح يوم الأحد الماضي، سقط الطفل "جولين روزيلو"، ذي العامين فقط من عمره، في حفرة عميقة أشبه بالبئر عرضها 25 سنتيمترًا فقط، بينما يصل عمقها إلى حوالي 100 متر، أثناء تنزه عائلته في أرض خاصة في توتالان في مدينة ملقا الإسبانية.
وبدأت الجهات الإسبانية عملية إنقاذ الطفل وانتشاله من الحفرة، إلّا أنَّ صعوبة العملية جعلته أشبه بالمستحيلة، بسبب طبيعة التربة وثقل الشاحنات وانحدار الطرق، وبخاصة بعدما ارتطمت المعدات بصخرة صلبة في طريقها للأسفل.
ومرت حوالي عشرة أيام من سقوط الطفل، كل يوم يمر على الأم بمثابة أمل جديد تستيقظ عليه، لينتهي كسابقه دون أي أخبار عن طفلها الذي فارق أحضانها، تعيش على دعم الجيران والأطباء باحتمالية نجاته من سقوطه، تتزايد أحزانها عليها وبخاصة أنَّه ليس الطفل الأول، بعدما انفطر قلبها على صغيرها الذي توفي منذ عامين فجأة أثناء سيره على الشاطئ.
ولم توجد أي مؤشرات تدل إذا كان الطفل على قيد الحياة أم لا، ولكن المهمة جارية على أساس أنَّه لا يزال على قيد الحياة، ولم يستطع المنقذون إرسال أي مساعدات من طعام أو ماء بسبب وجود انسداد في الحفرة على عمق نحو 70 مترًا.
وقال انجيل فيدال كبير المهندسين الذي يشرف على عملية الإنقاذ السبت الماضي "لدينا عزيمة كبيرة على الوصول إليه في أقرب وقت ممكن. لا نستاء من طول ساعات العمل ولا الإرهاق ولا قلة النوم، يحدونا الأمل في أننا سنصل إليه في أسرع وقت ممكن وسنعيده لوالديه".
من جانبها، ذكرت صحيفة "الموندو" الإسبانية أمس الاثنين، أنَّه لا يزال هناك 48 ساعة للوصول إلى المكان الذى يوجد فيه الطفل البالغ من العمر عامين، والذى سقط الأسبوع الماضي في بئر عميقة فى مدينة توتالان بملقة.
وقالت الصحيفة ذاتها "إنَّه وفقًا لمنسق فريق الإنقاذ أنجيل جارثيا "لم أتوقع أن يتم الانتهاء من حفر الحفرة الموزاية للبئر التى سقط فيها الطفل جولين حتى الليل، وبخاصة أنَّه سيكون من الضرورى تشفير هذه الحفرة لحمايتها من أى انهيارات أرضية محتملة تسقط على الطفل، وهذه العملية يمكن أن تستمر ما بين خمس وست ساعات".
وأوضح أنجيل أنَّه سيكون ضرورى أيضًا تنفيذ عملية ملء الأرض لضمان نزول هؤلاء المتخصصين، الأمر الذى سيستغرق ساعتين أو ثلاثة ساعات أخرى، ولذلك فقد أعلن الفنيون تمديد هذا العمل لمدة تصل إلى 24 ساعة.
ونقلت شاحنات معدات للحفر وأنابيب ضخمة للموقع، الجمعة الماضي، وبدأ حفر النفق الأول من بين نفقين سيتم حفرهما للوصول للطفل نحو الساعة الثالثة عصرًا بالتوقيت المحلي، يوم السبت، على أن يستغرق نحو 15 ساعة وفقا لمسئولين، وبمجرد اكتمال النفق الأول سيبدأ المنقذون في العمل يدويا لبناء نفق ثان أقصر للوصول للمنطقة التي يعتقد أن الطفل عالق فيها، وهو ما سيستغرق نحو 20 ساعة أخرى.
إسبانيا جميعها تفيض حزنًا للطفل المفقود، تقام الصلوات دعمًا لأسرته، وأملا في إنقاذه، فيما كتب على لافتة يدوية الصنع ونصبت على جانب الطريق قرب موقع عملية الإنقاذ "كن قويا يا جولين.. توتالان معك".
وقالت إيزابيل سيلا المتحدثة باسم الحكومة "نمر بساعات شديدة الصعوبة بالنسبة لأقارب وأصدقاء وجيران "الأسرة" ونريد أن نرسل لهم دعمنا في هذه اللحظة".
وتستمر محاولات الانقاذ حتى اليوم، أملا في إخراج الطفل وإعادته إلى حضن والدته، ومن ناحية أخرى، قال مانويل باكا أحد أفضل أطباء الأطفال فى إسبانيا "لا يزال هناك أمل فى الوصول إلى جولين حيًا".
قد يهمك أيضاً :