الشرطة البريطانية

تحقق الشرطة البريطانية في هجوم بالمنجنيق استهدف اثنين من المساجد في مدينة برمنغهام، يقعان بمنطقة وست ميدلاندز الإنجليزية التي كان يعيش بها إرهابي مشتبه به اعتقل في لندن في وقت سابق هذا الأسبوع.
وقالت شرطة وست ميدلاندز إنه تم نشر رجال شرطة مسلحين في المسجدين بعد أن أصابتهما قذائف منجنيق خلال صلاة العشاء الأربعاء وكسرت عدة نوافذ.

وأفادت الشرطة عبر موقع «تويتر» بأن مسجد «قمر الإسلام» ومسجد «الهجرة» المجاور له تعرضا للهجوم الساعة 1000 و1020 مساء تقريباً (21:00 و21:20 بتوقيت غرينتش)، مضيفة أنه تم نشر رجال شرطة مسلحين بأسلحة نارية «كإجراء وقائي». ولم ترد تقارير عن حدوث إصابات أو اعتقالات. وقالت الشرطة في بيان: «يتم التعامل مع الهجمات على أنها جرائم كراهية، ويعتقد أنها مرتبطة ببعضها في هذه المرحلة». وأضافت أن المزيد من الضباط سيقومون بدوريات في المنطقة خلال الأيام القليلة المقبلة «لتحقيق الطمأنينة للمصلين والمقيمين».

وقال مدير الشرطة توم جويس: «نحن نتفهم تماماً مخاوف المجتمع بعد هذين الهجومين». وقال جويس: «لا تزال الدوافع غير واضحة، ونبذل قصارى جهدنا للوصول إلى المسؤول عن هذه الحوادث غير المقبولة على الإطلاق». وقالت مؤسسة «باهو تراست» التي تتخذ من برمنغهام مقراً لها وتدير عدة مساجد في بريطانيا: «بينما لم نعرف الدوافع بعد تماماً، فإن حاملات الكرات هذه... قادرة على القتل». وقالت منظمة «رصد الهجمات ضد المسلمين» إنها «تدين بشدة هجمات المنجنيق على المساجد».
وقال عثمان حسين وهو إمام مسجد قمر الإسلام، لصحيفة «برمنغهام ميل» إن المسلمين المحليين «قلقون على سلامتنا».
وقال عامل المسجد نافيد صادق للصحيفة في مسجد الهجرة: «نلاحظ أنه كلما حدث أي شيء في وسائل الإعلام الرئيسية، فإننا نتحمل مسؤوليته». ويوم الثلاثاء، تم القبض على رجل (29 عاماً) في لندن للاشتباه بصلته بالإرهاب بعد أن أصيب كثير من راكبي الدراجات والمشاة قبل أن تصطدم سيارته بالحواجز الأمنية في البرلمان البريطاني.

وقالت شرطة العاصمة البريطانية إنه مهاجر من السودان، ويقيم في برمنغهام.
إلى ذلك، تسلَّم اللاجئ السوداني، المحتجز للاشتباه في ارتكاب الجرائم الإرهابية بعد اصطدام سيارته في مجلس البرلمان البريطاني، جواز سفره البريطاني قبل أسبوعين فقط، كما ظهر من التحقيقات.
وقال أصدقاء صالح خاطر، الذي لا يزال قيد الاستجواب من قبل شرطة مكافحة الإرهاب، إنه قد حصل أخيراً على الجواز بعد ثماني سنوات من المطالبة بحق اللجوء إلى المملكة المتحدة. ويبدو من الأمر أن صالح خاطر كان يخطط لانتهاز الفرصة للسفر إلى الوطن لرؤية عائلته في السودان للمرة الأولى منذ فراره من هناك.

وقال أصدقاؤه إنه سافر إلى لندن مساء الاثنين حتى يذهب إلى السفارة السودانية في اليوم التالي للحصول على تأشيرة العودة إلى الوطن. ويقولون أيضاً إنه أُصِيبَ بالذعر وفقد السيطرة على سيارته الفضية بعد أن شاهد سيارة الإسعاف ذات الأضواء الزرقاء الوامضة خلفه تماما في ساحة البرلمان. وقال أنور مختار، الذي يدير فريقاً لكرة القدم أغلبه من المهاجرين واللاجئين السودانيين في برمنغهام، والذي انضم إليه صالح خاطر عندما وصل إلى ميدلاندز: «كان صالح خاطر مواطناً بريطانياً، وحصل على جواز سفره البريطاني قبل أسبوعين فقط، مما سمح له بالسفر والخروج من البلاد للمرة الأولى منذ وصوله إلى هنا كلاجئ».
وقال لأقرانه إنه يفتقد الوطن وكان ذاهباً إلى لندن للحصول على تأشيرة العودة إلى السودان، وأراد السفر إلى هناك بالمساء حتى يتمكن من الوصول إلى مبنى السفارة مبكرا وإيجاد مكان لإيقاف سيارته.
وقال السيد مختار أيضاً: «إنه يفتقد أسرته كثيراً، وكان يتطلع إلى رؤيتهم مرة أخرى، فلماذا يحاول تنفيذ هجوم إرهابي؟ إن الأمر ليس منطقياً بالمرة. وأعتقد أنه كان يقود سيارته ثم انطلقت سيارة الإسعاف سريعاً من خلفه فأصابه الذعر وفقد السيطرة على سيارته».