لندن - مصراليوم
يلتقي قادة الاتحاد الأوروبي مساء الأربعاء، في صوفيا، لصياغة رد مشترك على الولايات المتحدة بعد قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الصادمة بشأن الملف النووي الإيراني والتجارة الدولية، كما سيبحثون المواجهات الدامية التي وقعت على حدود غزة، حيث قُتل عشرات الفلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي منذ افتتاح السفارة الأميركية في القدس الاثنين.
ويجتمع الأربعاء قادة دول الاتحاد الأوروبي الثمانية والعشرين في العاصمة البلغارية صوفيا لمناقشة قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة المتعلقة بالملف النووي الإيراني وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الدولي مع طهران، كما يناقشون الوضع في قطاع غزة الفلسطيني بعد الأحداث المأساوية التي أسفرت عن مقتل عشرات القلسطينيين وإصابة أكثر من ألفي شخص بجروح برصاص الجيش الإسرائيلي الاثنين الماضي. وهي الأحداث التي تزامنت مع حفل تدشين السفارة الأميركية الجديدة في إسرائيل تمهيدا لنقلها من مدينة تل أبيب إلى القدس الشرقية المحتلة.
وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، في رسالة دعوته لقادة الدول الـ28 "سنبحث التطورات الدولية الأخيرة، وبخاصة بعد إعلان ترامب بشأن إيران والتجارة، لكن أيضا الأحداث الأخيرة المأساوية في غزة".
ويشكّل "عشاء العمل" لقادة الدول الـثمانية والعشرين في صوفيا الأربعاء، تمهيدا لقمة مرتقبة في اليوم التالي مع نظرائهم من دول البلقان الست (ألبانيا والبوسنة وصربيا والجبل الأسود ومقدونيا وكوسوفو) لتعزيز العلاقات مع هذه المنطقة التي تحاول روسيا توسيع نفوذها فيها، وأكد مصدر أوروبي "إنها المرة الأولى منذ 15 عاما التي يلتقي فيها الاتحاد الأوروبي شركاءه من المنطقة بهذه الصيغة" موضحا أنه لن يتم بحث مسالة توسيع الاتحاد الخميس.
"مصالح أوروبية"
لكن من المرتقب أن تطغى على هذا اللقاء النقاشات حول العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة. كما ستوجه الصحافة أسئلة للمشاركين في عشاء الأربعاء عن مناقشاتهم رغم أنه من غير المتوقع صدور أي قرار ملموس. وسيسعى قادة هذه الدول بشكل خاص إلى إبداء وحدتهم في مواجهة التحديات الأميركية وخصوصا انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.
وقال توسك "أرغب في أن يؤكد نقاشنا مجددا وبدون أي لبس أنه طالما أن إيران تحترم بنود الاتفاق، فإن الاتحاد الأوروبي سيحترمها أيضا". وطلب من الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق مع إيران، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أن تعرض تقييمها للوضع مساء الأربعاء غداة اجتماع في بروكسل مع وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف، علمًا أن الأوروبيون يريدون إنقاذ الاتفاق مع إيران وحماية المصالح الاقتصادية الأوروبية المرتبطة باستئناف التبادل التجاري مع إيران. وكشف مصدر أوروبي "أنه فعليا اختبار مهم للسيادة" حيث سيكون على الاتحاد الأوروبي أن يثبت أنه قادر على "ضمان استمرارية" الاتفاق.
وسيتعلق الأمر على سبيل المثال بعدم الاعتراف داخل الاتحاد الأوروبي بحكم أميركي صدر على أساس هذه العقوبات. في حين صرح المفوض الأوروبي ديمتريس إفراموبولوس الأربعاء بقوله "نحن مستعدون للقيام بذلك إذا اقتضى الأمر"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي "جاد ومصمم".
الإبقاء على الحزم
سيقدّم رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، من جانب آخر، مساء الأربعاء، عرضا لنتيجة المحادثات الجارية مع الأميركيين بشأن موضوع الرسوم الجمركية المتعلقة بالفولاذ والألومنيوم، وقال يونكر "سأقترح أن نبقى حازمين. إنها الطريقة الوحيدة لحماية المصالح الأوروبية" داعيا إلى أن يطلب الاتحاد الأوروبي إعفاء دائمـا من الرسوم الجمركية الأميركية.
والاتحاد الأوروبي مُعفى حتى منتصف ليل 31 أيار/مايو من الرسوم الجمركية الأميركية البالغة 25% على صادرات الفولاذ و10% على الألومنيوم. ولكي يتم إعفاؤه بشكل نهائي، تطالب واشنطن بفتح السوق الأوروبية بشكل أكبر، بينما يدرس الأوروبيون سيناريوهات عدة، فيما فتحت المفوضية في الآونة الأخيرة الباب أمام مباحثات حول اتفاق تجاري "أضيق" يشمل الرسوم الجمركية على المنتجات الصناعية والزراعية فقط. وتؤيد ألمانيا مثل هذا الانفتاح خلافا لفرنسا التي تخشى عودة شبح اتفاق التبادل الحر عبر الأطلسي، المجمد منذ وصول ترامب إلى السلطة. وقال مصدر دبلوماسي "يجب أن نبدأ بإعفاء" دائم وغير مشروط مهما كان الأمر.
إلى جانب إيران والتجارة ستبحث الدول الأعضاء الـ28 أيضا الأحداث في غزة المرتبطة أيضا "بالمسألة الأشمل وهي قرارات دونالد ترامب" كما أكد مسؤول أوروبي كبير، وحض الاتحاد كل الأطراف على "إبداء أكبر قدر من ضبط النفس" إثر مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وجنود إسرائيليين خلال تظاهرات في قطاع غزة احتجاجا على افتتاح السفارة الأميركية في القدس.
لكن وحدة الأوروبيين لا تبدو خالية من الثغرات بشأن هذه المسألة، كما أثبتت عرقلة الجمهورية التشيكية والمغر ورومانيا في الآونة الأخيرة لبيان أوروبي ينتقد نقل السفارة الأميركية إلى القدس.