اسرائيل

وصلت رسالة من السفارة اليهودية في باريس، إلى مائير عاميت، رئيس المخابرات الإسرائيلية الجديد، أثناء تفقده مكتبه بعد تسلمه منصبه رسميًا في صيف عام 1966، وكانت تحتوي هذه الرسالة على معلومات خطيرة، وعرضًا غريبًا من شخص غامض سمى نفسه "سلمان".

وفور وصول "سلمان" إلى السفارة اليهودية في باريس، قدم إلى الدبلوماسيين هناك عرضًا مذهلًا، وهو الحصول على طائرة "ميج 21" الروسية مقابل مليون دولار نقدًا، وكانت الطائرة الروسية الأخطر والأقوى في العالم، وأحيطت بسرية كاملة في طريقة تصميمها، وهو الأمر الذي كانت إسرائيل على استعداد لدفع ملايين الدولارات في مقابل الحصول على تصميم للطائرة، فكم سيكون ثمن الطائرة نفسها.

ويستكمل الكاتب "جوردان توماس" مؤلف كتاب "أوراق الموساد المفقودة"، حديثه عن العرض الغامض، فيروي أن "سلمان" أعطى المسؤولين اليهود رقمًا خاصًا بشخص يدعى "جوزيف"، قائلًا لهم: "أرسلوا شخصًا إلى بغداد وأطلبوا هذا الرقم واسألوا عن جوزيف، وجهزوا المليون دولار المطلوبة".

عندما تلقى "عاميت" التقرير من السفارة، بدأ يشك في أمر "سلمان"، ربما يكون محتالًا أو تابعًا للمخابرات العراقية، إلا أن العرض كان أكثر إغراءً من كل الأفكار السلبية، ليقرر إرسال أحد العملاء إلى بغداد، والالتزام برسالة بتنفيذ "سلمان"، وفور وصول العميل الإسرائيلي بغداد على هيئة رجل أعمال بريطاني، اتصل بالرقم وحصل على موعد مع "جوزيف". وفي اليوم التالي جاء "جوزيف" إلى أحد مقاهي بغداد وقابل العميل الإسرائيلي، ليخبره أن "سلمان" ابن أخيه، يعمل نادلًا في باريس، ثم كشف له عن طريقة حصول إسرائيل على "الميج" الروسية: "ابن اختي الأرملة يدعى (منير) وهو طيارًا بالقوات الجوية العراقية، ووافق على سرقة طائرته (الميج 21) شريطة الحصول على نصف المبلغ".

وفي صباح الـ15 من أغسطس/أب عام 1966، أقلع "منير" بطائرته في مهمة تدريبية بعد أن تأكد أنه تم تهريب أهله إلى إسرائيل، وبعد الابتعاد مسافة كافية، انطلق بأقصى سرعة وبدأ يعبر الحدود التركية، وهبط في إحدى القواعد الجوية في حراسة طائرات الفانتوم الأميركية، حيث تزود بالوقود، ثم أقلع بطائرته مرة أخرى، وتلقى رسالة لاسلكية تقول إن أسرتك في أمان تام وهم في سبيلهم للانضمام إليك، ثم هبط في شمال إسرائيل.