واشنطن ـ مصر اليوم
قالت والدة طفل شارك في كتابة نعيه قبل وفاته بسبب إصابته بالسرطان، إنها شعرت بالراحة لأن كلمات ابنها "لمست قلوب الكثير من الناس" منذ رحيله في وقت سابق من الشهر الحالي.
وجاء في نعي الطفل غاريت ماثياس، الذي نُشر على شبكة الانترنت قبل أيام، أنه لا يريد جنازة يسودها الحزن، واختتمه قائلا "أراكم لاحقا يا من تنعونني".
وتوفي غاريت إثر إصابته بنوع نادر من مرض السرطان في السادس من يوليو/ تموز الماضي بعد "تسعة أشهر في الجحيم"، على حد تعبير والداه.
وبحلول منتصف الشهر الماضي، علم إيميلي وريان، والدا الطفل، أن مرضه لا علاج له، وبدأ كل منهما يفكر فيما يريد أن يفعله له.
وقالت إيميلي، والدة الطفل: إنه لم تكن تستسيغ فكرة "نشر نعي لا يحمل معلومات عن المتوفى وكيف كان الشخص الذي مات".
وأضافت: "لذا أردت أن أعرف الناس بشخصية غاريت. وهنا خطرت لي فكرة أن يكتب نعيه بنفسه".
ماذا قال الطفل في النعي؟
كتب النعي استنادا إلى سلسلة من المحادثات دارت بين الطفل ووالديه قبل وفاته مباشرة، وتضمن ملخص تلك المحادثات ما كان غاريت يحبه والأشياء التي لم يكن يحبها.
ووفقا لما جاء في النعي، قال غاريت: "أحب اللعب مع شقيقتي، وأرنبي الأزرق، و(موسيقى) ثراش ميتال، ولعبة الليغو، وأصدقائي في روضة الأطفال، وباتمان".
وعن الأشياء التي كان يكرهها الطفل، قال إنه لا يحب: "السروايل الداخلية، والسرطان القذر، وتوصيل الأنابيب عبر فمي، والحقن".
وعندما سُئل عن صحته، قال غاريت: "عندما أموت سوف أتحول إلى غوريلا وأقذف القاذورات على أبي".
وسأل الوالدان طفلهما عن الطريقة التي يريد أن يتعاملوا بها مع جثمانه، فأجاب: "أريد أن يُحرق جثماني وأن يوضع الرماد في شجرة حيث يمكنني أن أعيش كغوريللا".
ونشرت وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وعلى المستوى الدولي تغطية لما كتبه غاريت، كما انتشر النعي على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت إيميلي: "تلقينا رسائل من جميع أنحاء العالم. وندين بالكثير لكل من تفاعل معنا، ونشعر بمدى رهبة الموقف كما نفخر بأن كلمات غاريت لمست قلوب الكثيرين".
وبالفعل، حقق الوالدان أمنيات الطفل بعد وفاته، إذ أقام إيميلي وريان فعالية للاحتفاء بحياته، وهو الحدث الذي وصفته الأم بأنه "تم بنجاح كبير، إذ حضره الكثيرون".
وأضافت: "كان لدينا باتمان، والمرأة الخارقة، والرجل العنكبوت، وأقماع الثلج".
وتقول الأم: "يجب ألا تكون الجنازات أحداثا حزينة. فرغم انكسارنا بسبب وفاة طفلنا، كانت تأبين ابننا من أكثر الفعاليات التي شرفت بتنظيمه روعة".