لندن - مصر اليوم
تناولت السينما مرارا قصص النزاع بين الزوجين حول حضانة الأطفال بعد الطلاق، وبلغ الخيال القصصي أقصى حدوده لدى الكتاب عندما يخطط أحد الزوجين لاختطاف الطفل من الآخر، ليثبت أمام القضاء أن الطرف الآخر مقصر في رعاية وحماية طفله لتقضي المحكمة بنزع حضانة الطفل منه. لكن كم من مرة فاق الواقع حدود الخيال.
استمعت المحكمة الثلاثاء إلى قصة الهجوم على طفل يبلغ من العمر 3 سنوات باستخدام حمض الأسيد "ماء نار"، والغريب أن الأب هو المخطط للهجوم بهدف إظهار زوجته التي تطلب الطلاق أمام المحكمة كأم غير صالحة.
وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن الأب البالغ من العمر 40 عاما وهو سائق "تاكسي"، متهم بالتآمر مع 6 آخرين لأنه أراد أن يوجد دليلا يثبت أن زوجته غير قادرة على رعاية الطفل.
ويعاني الطفل من حروق خطيرة في وجهه وذراعه بعد إلقاء حمض الكبريتيك عليه، بينما كان برفقة أمه عندما كانت تتسوق بأحد المراكز التجارية في لندن، لشراء هدية عيد ميلاد في 21 من يوليو الماضي.
وتتهم المحكمة 6 أشخاص آخرين بالتهمة نفسها "التآمر لإلحاق الأذى"، وهم آدم تشيك 27 عاما، وجان دودي 25 عاما، نوربرت بولكو 22 عاما، مارتينا باديوفا 22 سنة، سعيد الحسيني 41 عاما، وجبار باكتيا 41 عاما. فيما ينفي جميعهم التهم الموجهة إليهم بالهجوم على الطفل في الفترة ما بين 1 يونيو و22 يوليو.
وقال المدعي العام "مستشار الملكة" جوناثان ريس للمحكمة، إنه في وقت الهجوم، كان الطفل مع أمه وأخيه الأكبر وأخته، حيث كانت الأسرة تتسوق لشراء هدية عيد ميلاد. ونتيجة للهجوم الذي نفذه "تشيك"، عانى الصبي الصغير من حروق حمضية على ساعده الأيسر وجبهته، التي عولجت في المستشفى.
وأضاف أنه لحسن الحظ، وبسبب سرعة أحد الموظفين في التحرك، باتت خطورة الإصابة محدودة، رغم أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان الهجوم سيترك علامات في جسد الصبي أم لا، إلا أنه تعافى بشكل جيد.
وتابع: لقد كان الأمر في غمضة عين، وربما كان من الممكن ألا يتم اكتشافها لولا أن تم التقاط الواقعة بواسطة نظام المراقبة الداخلية بالمكان.
وفي الوقت الذي نفذ فيه الهجوم ، كان تشيك برفقة متهمين آخرين في المتجر، وهما المتهمان الثالث والرابع، جان دودي ونوربرت بولكو.
وقال ريس إن الهجوم المزعوم لم يكن المرة الأولى التي استُهدف فيها الصبي، حيث وقعت حادثة في 13 يوليو وشارك فيها بولكو وحسيني وباديوفا.
أقرأ أيضاً : الحزن يُسيطر على ميت سلسيل بعد اختطاف طفلين والعثور عليهما قي ترعة
وأخبر المحلفون أن الادعاء يتهم الأب بالتخطيط لتلك الأحداث.ففي أبريل 2016، تركته زوجته وأخذت أطفالها الثلاثة معها وفي الوقت المناسب، وبدأت في إجراءات الطلاق. ومن الواضح انه تلقى الانفصال بشكل سيئ للغاية".
مع حلول وقت الهجوم، كان الأب قد مُنح سماحا بالاتصال بأبنائه بشكل نصف شهري، ومع ذلك، كان يسعى للحصول على وقت أكثر، وقدم طلبا بذلك إلى المحكمة.
ورفضت الأم الطلب بداعي أن الأب على استعداد لصنع أدلة بإصابة أطفاله في محاولة لإثبات أن زوجته غير قادرة على العناية بهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأب "الأفغاني" والأم تزوجا عام 2007، وانفصلت الأم عنه في 2012، ووصلت الأمور إلى ذروتها عام 2016، بعدما لم تنجح توسلاته لها ولأختها بالعودة إلى البيت، اتهمها بإهانته وهددها بقتلها في بلد مسلم، ثم هددها بقتل أطفاله في بلد مسلم أيضا ظنا منه انه لن يلقى عقابا هناك.
وهدد الرجل زوجته بقتلها وأطفالها في مناسبة أخرى ولكن هذه المرة عن طريق شخص آخر، حيث لن تجد الشرطة دليلا لاتهامه به.
واستأجر الأب مخبرا خاصا للتجسس على زوجته وأطفاله وتعقب تحركاتهم قبل الهجوم، وأنفق 1200 جنيه إسترليني على المخبرين، الذين وضعوا جهاز تتبع بسيارة الأم.
ولفتت الصحيفة إلى أن محامي الأم كانوا يقدمون أوراق الطلاق بأنفسهم إلى زوجها، بعدما لم يتلقوا أي رد على الأوراق التي أرسلوها إليه عبر البريد لمدة تزيد على العام.
وأمر القاضي بتأجيل جلسة الاستماع من أجل إثبات الحقائق المحيطة بالتاريخ المحلي السابق للأسرة.
قد يهمك أيضاً :
غضب أهالي المتهمين في قضية" اختطاف الأطفال"بعد منعهم من دخول المحكمة