الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
ترأس الرئيس السوداني عمر البشير اجتماعًا، الخميس، لمجلس الوزراء استعرض التطورات على الساحة، ووجه الاجتماع بقيادة حملة إعلامية ودبلوماسية واسعة لشرح مواقف دولة جنوب السودان الداعمة لحركات التمرد والمجموعات المسلحة ضد السودان والإجراءات التي سيتم اتخاذها حال انقضاء أجل تنفيذ اتفاقات التعاون مع دولة الجنوب، مؤكدًا ضرورة الاستمرار في تهيئة الرأي العام لهذه الإجراءات التي لم يكشف عنها. هذا و قال الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء السوداني حاتم حسن بخيت في تصريحات صحافية "إن المجلس استمع إلى تنوير من الرئيس البشير بشأن مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي التي انعقدت أخيرًا في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، و إلى اللقاءات التي أجراها مع عدد من القادة والزعماء الأفارقة، والتي شرح من خلالها موقف بلاده من الخروقات التي ترتكبها دولة حكومة الجنوب، وأبرزها الاستمرار في تقديم الدعم والمساعدات للحركات المتمردة، و أن دعم جنوب السودان للمجموعات المتمردة يأتي في إ طار مخطط الهدف منه زعزعة أمن و استقرار في السودان. و على جانب آخر نفي وزير الإعلام في جوبا و الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين "إن تكون بلاده متورطة في تقديم الدعم للحركات والمجموعات التي تقاتل الحكومة السودانية". وأضاف في تصريحات لـ"العرب اليوم"، "إن الاتهامات التي ظلت تطلقها الخرطوم تحدث حالة تشويش تضر بالعلاقات وبمحاولات بناء الثقة الحالية ،وأكد برنابا أن حكومة بلاده لا تملك المال ولا القدرات العسكرية التي تمكنها من دعم التمرد في السودان". وأشار إلى أن اتفاق التعاون الموقع بين البلدين حدد قنوات تلقي الشكاوي في حال حدوث خروقات أو تجاوزات وعلى الخرطوم اللجؤ لهذه القنوات بدلا عن إطلاق الاتهامات في الهواء. كما كشف الناطق باسم حكومة جنوب السودان أن قائد إحدى المجموعات المسلحة لحكومة بلاده (اللواء اولينج) قام أخيرًا بتسليم أسلحته وعتاده العسكري واستجاب لنداء السلام، وأوضح برنابا أن السلاح والعتاد الذي سلمه اللواء اولينج يعود إلى الخرطوم التي دعمته بالسلاح ،الوزير الجنوبي قال كان يمكننا أن نلجأ للإعلام ونحدث ضجة لكن لم يحدث هذا لأننا لا نسعى أو ترغب في التصعيد في الوقت الراهن . هذا وأكد استعداد بلاده لمساعدة الخرطوم في حل نزاعها مع الحركة الشعبية قطاع الشمال ، وقال برنابا "إن الرئيس سلفاكير يمكنه مساعدة الخرطوم في التوصل إلى حل سياسي لصراعها مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لان سلفاكير كان قائدا لهؤلاء قبل انفصال الجنوب عن الشمال العام قبل الماضي"، وأبان الوزير الجنوبي أن الجنوب لا مصلحة لديه في أن تستمر الحرب في السودان ،فنحن نتمني للشعب السوداني الاستقرار والسلام. وطالب برنابا الرئيس البشير بمواصلة خطواته الشجاعة في الاستمرار في حل قضايا بلاده كما حدث في العام 2005 حينما تم التوقيع على اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب ،والتي قادت إلى انفصال الجنوب عن الشمال وأوقفت حربا استمرت لسنوات بين الشمال والجنوب .