أبوغا ـ أ.ف.ب
فر سكان مناطق شمال شرق نيجيريا التي تعد معاقل للمسلحين من منازلهم السبت عندما شنت مقاتلات ومروحيات عسكرية غارات جوية كثيفة على معسكرات جماعة بوكو حرام الاسلامية المسلحة. وشنت القوات النيجيرية هجوما واسعا ضد بوكو حرام هذا الاسبوع حيث نشرت الاف الجنود في ثلاث ولايات كان الرئيس غودلاك جوناثان اعلن حالة الطوارئ فيها بعد ان سيطر عليها المسلحون وطردوا القوات الحكومية منها. واعلن الجيش عن مقتل عشرات المسلحين في القتال، الا انه لم يكشف عن عددهم بالتحديد. وصرح مصدر امني رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان احدى مروحيات الجيش اصيبت بنيران بوكو حرام، الا انها "تمكنت من العودة الى القاعدة دون وقوع اصابات". والولايات الثلاث التي يستهدفها الجيش هي ويوبي واداماوا وولاية بورنو التي يتوقع ان تشهد اشد العمليات القتالية. وفي منطقة مارتي في ولاية بورنو بدأ السكان في الفرار شرقا باتجاه حدود الكاميرون التي لا تبعد سوى اقل من 25 كلم. وقال بوبا ياوري الذي فر من بلدته كوالارام في مارتي الى البلدة الحدودية غومبورو نغالا "الامور كانت مخيفة خلال الايام الثلاثة الماضية". واضاف لفرانس برس ان "الطائرات والمروحيات القتالية ظلت تحلق في السماء وكنا نسمع اصوات انفجارات هائلة اتية من بعيد". وقال انه عند بدء الهجمات الجوية امرت قوات الامن جميع السكان بالبقاء في منازلهم ما ادى الى منعهم من الحصول على الماء والغداء. واضاف "لم استطع ان اتحمل اكثر من ذلك. وسلكت طريق الغابات" ليصل الى غومبورو نغالا صباح السبت. وصرح شافيو بريما احد سكان غومبورو نغالا لفرانس برس ان البلدة الحدودية تستقبل سيلا متواصلا من الناس القادمين من مارتي والمناطق المجاورة. وانهارت شبكة الهواتف في ولاية بورو منذ فرض اجراءات الطوارئ، الا ان سكان غومبورو نغالا يستخدمون خدمات الهاتف من الكاميرون مما سهل الاتصال بهم ولو بشكل متقطع. وحدود هذه المنطقة النائية غير المكتظة بالسكان مليئة بالثغرات ما مكن الجماعات الاجرامية ومهربي الاسلحة من الدخول اليها منذ سنوات طويلة. واغلق الجيش المعابر التي لم تكن عليها حراسة من قبل لمنع مقاتلي بوكو حرام من الفرار خلال الهجوم. وجاء في بيان للجيش "اصبحت جميع المواقع الحدودية تحت حراسة رجال الامن الان لمنع هروب او تسلل المسلحين". وظهرت الانباء عن تواجد بوكو حرام في الكاميرون اول مرة في شباط/فبراير عقب خطف عائلة فرنسية كانت تزور حديقة العاب في الكاميرون بالقرب من الحدود النيجيرية. واعلنت بوكو حرام مسؤوليتها عن عملية الخطف، وافرجت عن العائلة في نيسان/ابريل. ويرجح ان تكون العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش النيجيري الاكبر التي تشن ضد بوكو حرام، ويعتقد انها اول مرة تشن فيها القوات النيجيرية غارات جوية داخل اراضيها منذ 25 عاما. ويعتقد ان الطائرات الحربية استخدمت لقمع اعمال تخريب في الشمال في مطلع الثمانينات. وحذرت منظمات حقوقية من احتمال وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين واتهم الجيش النيجيري بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الانسان في الماضي ومن بينها شن هجمات عشوائية على السكان. وقال وزير الخارجية الاميركية الجمعة انه "قلق للغاية من القتال في شمال شرق نيجيريا" داعيا قوات الامن الى "الاستخدام المنضبط للقوة في جميع العمليات". وتقول بوكو حرام انها تقاتل من اجل اقامة دولة اسلامية في مناطق الشمال التي تسكنها غالبية من المسلمين، الا انها تستمر في تغيير مطالبها. ويعتقد ان 3600 شخص قتلوا في النزاع منذ 2009، سقط عدد منهم برصاص قوات الامن.