الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
قال جهاز الأمن والمخابرات السوداني إن حكومة جنوب السودان دعمت المتمردين ضد الخرطوم عقب توقيع اتفاق التعاون بين البلدين بأعداد من سيارات الدفع الرباعي سلمت أخيراً لحركة تحرير السودان التي يقودها أركو مناوي (كبير مساعدي الرئيس السوداني السابق). كما قدمت بحسب وكالة السودان للأنباء الدعم لمتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال، ويجري الآن تسليم أعداد أخرى من السيارات لحركة العدل المساواة وعبد العزيز الحلو، ووفقا للوكالة، فقد حذرت مصادر سياسية من استمرار دعم دولة الجنوب لمتمردي الجبهة الثورية وحركات دارفور داخل الأراضي السودانية رغم اتفاقية التعاون المشترك بين السودان وجنوب السودان والمصفوفة التي أُعلنت لتجاوز العقبات العالقة بين البلدين. ووفقا للمصادر فقد شمل الدعم توفير كميات من الأسلحة والذخائر واستمرار عمليات التدريب في معسكرات راجا وطمبرة ومناطق نيم وفارينق في ولاية الوحدة في مسعى لتكوين قوة أخرى والدفع بها إلى داخل السودان ، كما تم مع القوات التي هاجمت مناطق في ولايتي شمال وجنوب كردفان أخيراً (أم روابة وابوكرشولا) وشمل الدعم توفير الوقود وفتح مستشفيات عسكرية داخل الجنوب لاستقبال جرحى المتمردين السودانيين. ووفقا لجهاز الأمن والمخابرات الوطني فإن حكومة جنوب السودان استخرجت وثائق سفر اضطرارية لعدد من جرحى حركات التمرد ممن تم إخلاؤهم من جنوب كردفان ونقلتهم إلى مستشفيات في بعض الدول الأفريقية، هذا بالإضافة إلى تخصيص منازل في بعض أحياء العاصمة جوبا لاستضافة قادة ميدانيين وعسكريين من حركات دارفور وقطاع الشمال، كما أكد جهاز الأمن والمخابرات السوداني أن حكومة الجنوب وفرت أموالا لمقابلة قوات المتمرد عبدالعزيز الحلو وقوات مني أركوى مناوي إلى جانب سماح سلطات جنوب السودان لقادة المتمردين السودانيين بالتحرك والوجود في منطقة الجاو على الحدود بين ولاية الوحدة وولاية جنوب كردفان لتتحرك قيادات التمرد بين مناطق بانتيو وربكونا وفارينق وفنجق ونيم، ونقلاً عن المصادر نفسها فإن مسؤول الاستخبارات في الجيش الشعبي لجنوب السودان الفريق ماج بول يشرف على عمليات إمداد قوات الجركة الشعبية بالأسلحة والذخائر عبر منطقة الجاو ومعسكر ديدا للنازحين، حيث يتم إيصال الدعم لمتمردي قطاع الشمال، ودعا جهاز الأمن والمخابرات السوداني حكومة جنوب السودان للكف عن التورط في دعم المتمردين السودانيين باعتبار أنه هذا العمل والسلوك يهدد سير تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك كلها بين الخرطوم وجوبا ويعيد الدولتين لمربع الحرب، ووفقاً للمصادر فإن الخرطوم سبق أن لفتت نظر جوبا مراراً لخروقاتها في شأن دعم المتمردين مع تأكيدها على التزام السودان بإنفاذ ما يليه من التزامات تتعلق باتفاق التعاون والمصفوفة ببنودها الأمنية كافة أو تلك المرتبطة بملف النفط. وأكد جهاز الأمن والمخابرات أن عبدالعزيز الحلو قائد متمردي ما يسمى بالجبهة الثورية التي هاجمت مناطق أم روابة وأبوكرشولا أخيراً يدير أعمال القتل والنهب في ولاية جنوب كردفان مستهدفاً المدنيين وممتلكاتهم ويشرف على أعمال المحاكمات الميدانية في بعض المناطق حتى السبت الحادي عشر من أيار/مايو الجاري، فيما تواصل القوات المسلحة معاركها بدعم وإسناد القوات النظامية وشبه النظامية الأخرى. وقال مدير إدارة الإعلام في جهاز الأمن لوكالة السودان للأنباء إن السلطات تعلم موقع الحلو وأنها تتعامل معه باعتباره إرهابياً ارتكب جرائم إرهابية ضد المدنيين وتورط في أعمال للقتل والسلب مما يجعله مطلوبا للعدالة ،مشيراً إلى أن يد القوات المسلحة والنظامية ستطال المجرمين ممن اعتدوا على المواطنين وخربوا منشآت الدولة. وشدد مدير إدارة الإعلام في جهاز الأمن على أن السلطات قادرة على ردع المتمردين جميعهم، كما نوه أيضاً إلى أن المتمرد عبد العزيز الحلو محاصر بحيث لا يستطيع تكرار ما قام به في أم روابة وأبو كرشولا، وفي جوبا نفت حكومة جنوب السودان هذه الاتهامات. وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين في اتصال هاتفي إلى "مصر اليوم" مساء السبت إن هذه الاتهامات غير صحيحة، وأضاف أن بلاده ملتزمة بتنفيذ اتفاقية التعاون الشامل مع السودان، ووصف الاتهامات بأنها محاولة لعرقلة تنفيذ اتفاقية التعاون الشامل، مؤكداً التزام جوبا بالاتفاقيات الموقعة مع السودان، وأشار إلى أن الاتهامات تأتي في وقت تشهد فيه علاقات البلدين تحسنا وتقدما واضحاً، وأنها تسبق زيارة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكيرميارديت إلى الخرطوم قريباً، وقال برنابا إن الاتصالات بين البشير وسلفاكير لم تنقطع خلال الأيام الماضية ويتم خلالها استعراض مجمل التطورات على الساحة ،مؤكدا أن سلفاكير سيزور الخرطوم وسيلتقي الرئيس السوداني، وأن موعد الزيارة يجري الترتيب له بين الخرطوم وجوبا حالياً. وأضاف أن الاتهامات وبعض الشائعات تصدر من أسماهم بأعداء التقارب بين الخرطوم وجوبا، مضيفاً أن البعض لا يبدو مرتاحا للتقارب بين البلدين ، ولذلك يسعى لإفشال تنفيذ اتفاق تدفق نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية قريبا، وألمح إلى أن البعض داخل منظومة الحكم في السودان يعرقل التقارب بين البلدين. وقال وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان إن حكومة بلاده تعرف ذلك، وكذا الحال بالنسبة لحكومة السودان، كما نفي الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان العقيد فيليب أقوير الاتهامات، وقال في تصريحات عبر الهاتف إلى "مصر اليوم" من مدينة جوبا مساء السبت إن الجيش الشعبي ملتزم بتنفيذ كل الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة السودانية بما فيها الأمنية، وقال أقوير هذا الاتهام اتهام باطل وليس له أساس من الصحة، فحركة العدل والمساواة وحركات دارفور تقاتل الحكومة السودانية في دارفور، ومناطق وجودها معروفة للحكومة السودانية، وهذه الحركات ومن بينها العدل والمساواة تم تكوينها منذ العام 2003 خارج إطار جنوب السودان، وحاربت تلك الحركات الخرطوم منذ ذلك التاريخ، وأضاف ليس للجيش الشعبي علاقات مع هؤلاء، مضيفاً أن الاتهام الهدف منه تبرير ما يحدث في السودان.