القاهرة ـ وكالات
هدوء حذر في محيط الكاتدرائية القبطية المرقسية وتخوفات من بعض السكان المحيطين من إندلاع موجات عنف جديدة. عربية تجولت في المنطقة لرصد الأوضاع وآراء المحيطين. هدوء ساد الشارع امام الكاتدرائية القبطية المرقسية بمنطقة العباسية بالقاهرة فقط ايام قليلة بعدما كان المكان مسرحاً لأحداث دامية قيل أنها بين شبان مسلمين ومسيحيين في أعقاب تشييع جثث ضحايا الاشتباكات الطائفية ببلدة "الخصوص". حركة المارة تبدو شبه طبيعية في شارع الكاتدرائية فيما كان ملاحظ قلة عدد السيارات العابرة في هذا الشارع عكس المعتاد فيما شهدت الشوارع المحيطة تكدس مروري كبير. المحلات المقابلة فتحت أبوابها بعد إغلاق دام يومين خوفاً من تحطمها في خضم الإشتباكات. وتواجد أمني قليل أمام الكاتدرائية فيما تواجدت بعض كاميرات الإعلام. ولم تختفي تماماً آثار أحداث العنف حيث بقت بعض المشاهد كسيارة محترقة أمام مبنى الكاتدرائية.April 2013 ابو أحمد:"هي خلاص خلصت على كده" "كان هناك ضرب بالمولوتوف والحجارة وهناك سيارات حرقت"، الحاج أبو أحمد صاحب إحدى المحلات يسترجع الأحداث. "لم افتح المحل سوى اليوم فالحياة عادت الآن إلى طبيعتها". واستبعد أبو أحمد أن تشتعل الأحداث في المنطقة مرة آخرى قائلاً: "هي خلاص، خلصت على كدة". ولم يستبعد نجله أحمد عادل أن يكون سبب سياسي وراء إشعال الموقف والتسبب في تلك الأحداث لكن في العموم "بتحصل مشاكل وبتتحل". وعما أشعل الأحداث على الأرض يقول الإبن: "كان في ناس تحت عند البنزينة (المواجهة للكاتدرائية) وناس فوق اسطح الكاتدرائية لكن مين اللي بدأ يضرب مين الله أعلم". ونفى أبو أحمد وجود حالة من الفرقة بين المسلمين والأقباط في مصر مستشهداً بمسيرة وحدة الصف التي ضمت مسلمين وأقباط إلى التي انطلقت من أمام مسجد الفتح برمسيس، تضامنًا مع الأقباط بعد الأحداث الدامية. وفي محل آخر مواجه لمبنى الكاتدرائية جلس رجلان عرف أولهما نفسه باسم هاني فيما تحفظ على ذكر كامل اسمه. ويقول لDW عربية: "أغلقت المحل ولم أفتح إلا اليوم". وكان لهاني رأي قاطع بأن للحكومة دور في إشعال الموقف. ونفى الرجل القبطي وجود مشكلة حقيقية بين المسلمين والأقباط فيما كان رده حول كيفية حماية حقوق الأقلية المسيحية في مصر مختصراً قائلاً: "الحل إن ربنا يدخل". وعلى نفس السياق علق الرجل الآخر هاني أديب على الأحداث رائياً إياها سياسة بحتة. "الموضوع سياسة وتشتيت انتباه والدليل ان الأمن كان قادر يأمن مكتب الإرشاد"، يقول أديب. ويضيف: "اللي حصل في الأزهر زي الكاتدرائية كلامهما كارت بيستخدم سياسياً". ومن سكان البنايات القريبة من الكاتدرائية كان لDW عربية حديث مع الشاب سراج المغربي. ويقول المغربي: "الآن الأجواء هادئة لكن السكان قلقون من إشتعال الأحداث مرة جديدة فتحرق سياراتهم". وعن الأحداث يقول المغربي: "نزلت بعدما اشتعلت الأحداث ولا استطيع تحديد من بدأ بالتعدي على الآخر لكن الضرب كان من الخارج والداخل". وانتقد المغربي موقف الأمن المركزي حسب رؤيته قائلاً: "لم يكن له لزمة وكان بيضرب وبيجي على المسيحيين". وعن هوية من اشتبكوا مع الأقباط يروي المغربي: "قد لا تستطيع أن تحدد هويتهم بشكل قاطع لكني من خبرتي استطيع أن أقول انه كان هناك بلطجية مأجورين ضمن هؤلاء". وأكد سراج أن العلاقة بين سكان الحي من المسلمين والمسيحين لم تتأثر وتظل قوية وحميمة. وتحدثت DW عربية أيضاً مع بيتر أنور والذي رأى أن ما يحدث لا يخرج عن نطاق التشتيت السياسي. ويفسر أنور: "هم بيعملوا فتنة كي لا ينتبه أحد للقرارات السياسية الخاطئة التي تتخذ". واستبعد الشاب القبطي أن يستطيع النظام السياسي إشعال تلك الفتنة – على حد قوله- قائلاً: "كانوا عرفوا قبل كدة". وعن كيفية حماية حقوق الأقلية المسيحية في مصر طالب أنور بتعديل بعض المواد في الدستور فيما لم يحدد تلك المواد. وتحدثت DW عربية أيضاً مع الكاتبة والناشطة القبطية السكرتير العام لحزب المصريين الأحرار وعضو مجلس الشعب السابق عن الحزب، مارجريت عازر لتعطي رؤيتها عن الوضع الطائفي القائم. "الاحتقان الطائفي مفتعل"، تقول مارجريت في بداية الحديث. وتتابع: "المسيحيون والمسلمون المعتدلون عايشين مع بعض بدون مشاكل وبدون احتقان حقيقي". واستطردت: "هناك محاولة لإلهاء الناس عن الفشل السياسي بإفتعال قضية فتنة طائفية". وحذرت مارجريت من اشتعال فتنة طائفية في الشارع المصري قائلة: "أي غضب سياسي ممكن السيطرة عليه لكن أي غضب طائفي لا يمكن أن يسيطر عليه لأن كل طرف مستعد للموت من أجل دينه وعقيدته". وقارنت مارجريت بين النظامين الحالي والسابق قائلة: "هناك فارق وحيد بين النظامين في فكرة عمل فتنة طائفية لإلهاء الناس وهو أن النظام السابق كان قادراً بأجهزة أمنه على السيطرة على الفتنة بينما الآن لن يستطيع الأمن السيطرة عليها إذا اشتعلت". وتابعت: "إذا قامت حرب أهلية ستأكل الأخضر واليابس". وعن الإجراءات التي يجب أن تتبع لحماية الأقلية المسيحية في مصر تقول عضو مجلس الشعب سابقاً: "أولاً، يجب تطبيق القانون على الجميع وثانياً، تفعيل مبدأ المواطنة". وتابعت: "ثالثاً، يجب تغيير الخطاب الديني فلابد أن يحث على التسامح كما يجب تغيير ثقافة الشارع". كما تطرقت مارجريت لدور منظمات المجتمع المدني في نبذ العنف قائلة: يجب أن يكون لها دور بندوات توعية وكذلك النزول إلى الشارع وعمل خدمات ممزوجة بالتوعية". واستطردت: "لكن للأسف لا أحد يفعل ذلك".