دمشق ـ مصر اليوم
انتهت محاكمة أول سوري بالسجن المؤبد بتهمة ارتكاب جرائم حراب، بعد محاكمة استمرت 16 شهرًا في مدينة "دوسلدورف" في الغرب الألماني، وصورته لم يتم نشرها بعد من دون تمويه يخفي ملامح وجهه، ولا نشروا سوى "إبراهيم أ. ف" من اسمه الكامل. أما لقبه "أبو ديب" فترجموه إلى "أبو الذئاب" بالجمع، أو Vater des Wolfes بوسائل إعلام ألمانية، ذكرت أنه كان واحدا من متطرفين، معظمهم أتراك ومن أوروبا الشرقية، أسسوا تجمعا سمّوه "غرباء الشام" ولم يعد له وجود منذ تفكك قبل 4 سنوات تقريبا.
ونشروا الكثير عن "أبو ديب" وجرائمه منذ بدأت محاكمته في مايو/أيار العام الماضي، وملخصه أن البالغ 43 سنة، كان يقوم بتعذيب سوريين في مدينة حلب "بأسلوب وحشي بربري" متكاتفا مع 150 تزعمهم من "غرباء الشام" بترويع حي كامل بين 2012 إلى 2014 في المدينة التي كان يزعم فيها أن جماعته "جزء من الجيش الحر" مع أن الوارد بسيرتها أن المعارضة لنظام الأسد كانت تتهم مؤسسها محمود غول أغاسي "الموصوف بأنه أحد وعاظ المدينة" بالعمل لمخابرات النظام.
وفي جلسة النطق بالحكم على "أبو ديب" ، ورد أنه وجماعته "كانوا يخطفون الناس، ويقومون بتعذيب بعضهم حتى الموت، وكان هو شخصيا يتمتع بالتنكيل بهم تنفيذا لأوامره"، وفقا لما نقلت صحيفة Post Rheinische المحلية، وفي خبرها ذكرت أنه غادر سورية بعد تفكك "غرباء الشام" وطلب اللجوء بألمانيا، وفي مركز لتجمع اللاجئين فيها تعرف إليه أحد ضحاياه، فأخبر السلطات الألمانية التي حققت بأمره وكشفت حقيقته، وفي 6 أبريل/نيسان 2016 انقضّ عليه أفراد وحدة خاصة من الشرطة واعتقلوه، ووجه له المدعي العام Jasper Klinge تهمة ارتكاب جرائم حرب بموجب القانون الجنائي الدولي.
وذكر المدعي العام في حيثيات وموجبات اتهاماته لإبراهيم، أنه كان الزعيم المطلق لمن تكاتفوا معه على السرقة والابتزاز المتنوع والتعذيب بكافة الأشكال الوحشية، حيث كان خطف الأشخاص يتم للحصول من ذويهم على فدية، وكان يتم ضربهم أثناء احتجازهم بالقبضات والعصي والكابلات النحاسية والسلاسل وخراطيم المياه. كما كان أفراد جماعته ينهبون المتاجر.
وروى من تعرف إلى "إبراهيم أ. ف" بمركز اللاجئين في مدينة Münster بحسب ما ورد عنه عبر وكالة DPA الألمانية، أنه "كان يعذبه بالخراطيم وقضبان الحديد وبالكهرباء، ويضربه بوحشية سادية" فيما نقلت صحيفة Aachener Zeitung عن شاهد عمره 27 ويقيم في هولندا، أنه ومن معه "بدأوا بحياكة جسمي، وكانوا يقومون بتخييطي كالقميص أو البنطال" وزاد عليه شاهد آخر، يبلغ 42 ويعيش بالسويد، أن المجموعة المسلحة قامت بربطه بإحكام حول طاولة في إحدى المرات، ثم قاموا بضربه بالسلاسل على قدميه.
وكما من المعلومات الواردة عن "أبو ديب" بملفه القضائي، أنه ولد في سورية لعائلة كبيرة وفقيرة، ودخل المدرسة لأربع سنوات فقط "وهو أمي، لكنه ليس غبيا"، وطبقا لما نشرته "العربية" من ترجمة لما قاله القاضي عن "أبو ديب" الذي سبق واعترف في إحدى جلسات المحكمة بأنه "تزعم فصيلا مسلحا، لكنه نفى ارتكابه جرائم حرب" ووصف نفسه في جلسة أخرى برجل شريف، إلا أن القضاء كان يعلم عنه العكس، ولديه عنه ما يكفي من معلومات، بعضها حتى من زوجته بالذات.