القاهرة - مصر اليوم
تسدل المحكمة العسكرية، المنعقدة في معهد أمناء الشرطة، الخميس، الستار عن القضية رقم 148 عسكرية، المتهم فيها 292 متهمًا بـ"محاولة اغتيال السيسي"، وولي عهد السعودية السابق محمد بن نايف.
خلية "الضباط الستة"
ووفقًا لمصادر إعلامية، فأن تحقيقات النيابة العسكرية، كشّفت عن تخطيط خلية تابعة إلى تنظيم "ولاية سيناء" المتطرف، تضم 6 ضباط شرطة سابقين، لاغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، ومساعد وزير الداخلية للأمن المركزي السابق مدحت المنشاوي، عقب فض اعتصام رابعة.
وتتكون الخلية المكونة من 6 ضباط سابقين، وهم كريم محمد حمدي، ومحمد السيد الباكوتش، وخيرت سامي عبد المجيد، ومحمد جمال عبد الرحيم، وإسلام وئام أحمد، وحنفي جمال محمود، إضافة إلى اثنين مدنيين هما على إبراهيم حسن محمد، وعصام محمد العناني، من واقع أدلة الثبوت وأقوال المتهمين المحبوسين بالقضية العسكرية رقم 148 لعام 2017.
وأدلى المتهم رقم 274، كريم محمد حمدي، وهو ضابط سابق في الأمن المركزي، باعترافات تفصيلية عن الخلية، ومحاولتها الفاشلة لتنفيذ اغتيالات تستهدف الرئيس وقيادات الداخلية.
وحسب التحقيقات، فإن المتهم كان ضابطًا في قطاع الأمن المركزي في عام 2007، وتلقى دورات تدريبية مكثفة نهضت بقدراته القتالية، واستخدامه للأسلحة النارية، وكانت تجمعه علاقة وثيقة بمؤسس الخلية، محمد السيد الباكوتشي، الضابط بقطاع الأمن المركزي، الذي دعا في مطلع عام 2012، عددًا من الضباط إلى إطلاق اللحية، مما أدى إلى إحالته للاحتياط، قبل أن يتوفى في حادث سير قبل ضبطه.
واعترف المتهم، أن الباكوتشي بعد إحالته إلى الاحتياط عكف على تنظيم خلية متطرفة، تعتنق أفكارًا تكفيرية جهادية قائمة على تكفير الحاكم ومعاونيه من رجال القوات المسلحة والشرطة، وضرورة قتالهم بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، وكشف عن تخطيط عناصرها لاستهداف الرئيس عبد الفتاح السيسي وقيادات كبيرة بوزارة الداخلية، إضافة إلى سعيهم إلى الالتحاق بتنظيم "داعش" فيشمال سيناء ودول سورية وليبيا والعراق.
وقال إنه في أعقاب أحداث 30 يونيه/حزيران 2013، تمت إحالته إلى الاحتياط باعتباره ضمن الضباط الذين يدعون إلى إطلاق اللحى، ومن ثم انضم إلى تنظيم "الباكوتشي"، المكونة من 4 ضباط آخرين كانوا لا يزالون بالخدمة آنذاك، ودكتور أسنان، ومُحفظ قرءان.
وأشار إلى أن عناصر الخلية، اعتمدت على برنامج تدريبي قائم على محورين، أولهما فكري تمثل في عقد لقاءات تنظيمية داخل سيارته، وفي المقر التنظيمي الكائن بعيادة المتهم على إبراهيم في الشروق، طالعوا خلالها إصدارات تنظيم "داعش" الإلكترونية.
وتمثل المحور الثاني في تكليف "الباكوتشي" للأعضاء باتخاذ أسماء حركية وشراء هواتف محمولة غير مزودة ببرامج للاتصال بشبكة المعلومات الدولية لاستخدامها في التواصل فيما بينهم، خشية من الرصد الأمني، وقال إن قائد ومؤسس الخلية الضابط الباكوتشي، توفي في حادث سير، فتولى المتهم على إبراهيم، ولاية الخلية.
ووفق التحقيقات، فقد خطط أعضاء الخلية لاستهداف موكب الرئيس السيسي في الطريق العام، مستغلين مشاركة 4 منهم كانوا لا يزالون بالخدمة، في تأمين الموكب، واعترف المتهم بتخطيط الخلية لاستهداف وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، واللواء مدحت المنشاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن المركزي، خلال اجتماعهما بضباط الأمن المركزي، وذلك بمساعدة المتهم حنفي جمال محمود، أحد طاقم حراسة الأخير آنذاك.
وأكّد المتهم على حسن إبراهيم في اعترافاته، أنهم بعد اجتماعات عدة للخلية، تيقنوا أن خططهم لاغتيال الرئيس وقادة الداخلية مستحيلة، لذلك سعوا للسفر إلى شمال سيناء ودول سورية والعراق وليبيا للالتحاق بصفوف "داعش"، وذلك من خلاله علاقته ببعض تلك العناصر.
خلية "أبو أسماء"، وخطة اغتيال جديدة
وكشّفت التحقيقات كيف خطط 5 متهمين بقيادة سعيد عبد الحافظ، حركي "أبو أسماء" لاغتيال الرئيس السيسي، أثناء تواجده في دولة السعودية، وولي العهد السعودي السابق، محمد بن نايف.
وأكدت أن المتهم "أبو أسماء" كوَّن تنظيًما إرهابيًا مسلَّحًا، حاول بالقوة قلب نظام الحكم وشكل الحكومة، ويضم المتهمين أحمد عبد العال بيومي الطحاوي، وثلاثة هاربين، محمود جابر، وباسم حسين محمد وميرفت فتحي يوسف.
وكشفت تحريات الأمن الوطني، أن المتهم الـ30 سعيد عبد الحافظ أحمد عبد الحافظ، حركي "أبوأسماء"، كلَّف المتهمين "أبو جعفر"، وعلي إبراهيم حسن محمد، بإعداد برنامج لتدريب عناصر خلايا "ولاية سيناء"، قائم على محور فكري بلقاءات تنظيمية لهم عبر "مواقع التواصل الاجتماعي" لتجنب الرصد الأمني ولترسيخ قناعتهم بأفكار التنظيم المتطرفة المعادية لمؤسسات الدولة.
وخضع المتهمان "أبو أسماء" و"أبو جعفر" لتدريب على كيفية صنع المواد المتفجرة من قبل المتهم محمد فهمي عبد اللطيف، الذي انضم إلى تنظيم "ولاية سيناء" عقب فض اعتصام رابعة، مقابل حصوله على مبلغ 3 آلاف جنيه، وفقًا للتحقيقات.
وأضافت التحقيقات أن المتهميّن محمد فهمي عبد اللطيف ومحمد عيد كامل، كلَّفا "أبوجعفر" وعناصر خليته برصد عدة منشآت حيوية في المملكة العربية السعودية، منها مقر القنصلية الأميركية وفندق "الماريوت" في جدة، وبعض الشخصيات الهامة المصرية والسعودية والإماراتية، تمهيدًا لاستهدافهم بعمليات عدائية داخل المملكة، مستغلين عملهم في فندق "سويس أوتيل" ببرج الساعة في مكة المكرمة.
وحسب التحقيقات، اشترى "أبوجعفر" والمتهم محمود جابر محمود، بعض المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع المتفجرات "نترات الأمونيوم"، من أحد المتاجر في منطقة سوق "الكعكية" في مكة المكرمة، ثم تخزينها بالطابق 34 بداخل "المكانس الكهربائية"، المخصصة لنظافة الفندق محل عملهما، تمهيدًا لصنع العبوات المفرقعة، وإعداد حزام ناسف يرتديه أحد المتهمين وتفجير نفسه حال معاودة الرئيس السيسي لأداء مناسك العمرة أو الحج مرة أخرى، إلا إنه تم اكتشاف أمرهم من قبل السلطات الأمنية السعودية.
فيما انحصر دور المتهم باسم حسين، حسب التحريات، في رصد رئيس الجمهورية أثناء أدائه لمناسك العمرة خلال عام 2015، لتحديد كيفية استهدافه بعمل عدائي عند عودته لأداء العمرة، فضلاً عن رصد مهبط طائرات الأسرة الحاكمة بالسعودية في الفندق، تمهيدًا لاستهدافه، لكن فشلت تلك الخطة أيضًا.
واعترف المتهم "أبوأسماء" في تحقيقات النيابة، بأنه سافر مرة وحيدة إلى السعودية لأداء الحج، وحصل خلالها على مبلغ 2000 دولار من المتهم "أبوجعفر"، على سبيل المساعدة فقط، بعد تعارفهما عن طريق صديق له.