الفنان الليبي سامي محمود

أكد الفنان الليبي سامي محمود، أن دور الأغنية الليبية قد حان لتأخذ مكانها على الخارطة العربية، وأنها لا تحقق الانتشار المطلوب على الرغم من أن الأشعار الليبية هي الأقرب إلى الفهم في الدول العربية كافة، وبخاصة الخليجية، ويرجع ذلك إلى عدم توافر شركات إنتاج محلية تدعم الفنان الليبي وتضعه على خط النجاح لإثبات ذاته وفنه، مشيرًا إلى أن اشتراكه في ألبوم "نجوم العرب" من أهم محطاته الفنية.
التقى "مصر اليوم" الفنان الليبي سامي محمود، وكان له معه هذا الحوار:
* ماذا عن بدايتك الفنية؟
- بدايتي كانت من خلال الفرقة الموسيقية في المدرسة، والمشاركة في حفلات نهاية العام الدراسي، وكانت بدايتي الأكاديمية من خلال معهد علي الشعالية في بنغازي، حيث تخصصت في غناء الموشحات الدينية، وانطلقت بعدها مسيرتي الفنية من خلال الاشتراك في مهرجانات محلية عدة في المدن الليبية كافة، ورصيدي الفني يتمثل في 6 ألبومات غنائية، منوعة ما بين التراث الشعبي والموسيقي والإيقاعات الحديثة، بالإضافة إلى الطرب الشرقي الذي أميل إليه أكثر من أي نوع آخر، لأني تربيت عليه وعلى أصوات العمالقة مثل عبدالحليم وفايزة احمد وأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب والسيد درويش وحسن عريبي من ليبيا وخالد سعيد ونورى كمال وغيرهم من الفنانين، الذين لن يتكرروا على الإطلاق.
* حدثنا عن تجربتك في ألبوم "نجوم العرب"؟
- أعتبرها محطة من محطاتي الكثيرة، فلكل محطة في حياتي بصمتها، وأكيد أن ألبوم "نجوم العرب" ترك أثر وغير في شخصيتي الكثير، ولكني لا اعتبره على الإطلاق هو انطلاقتي أو السبب في تواجدي على الساحة الفنية الآن، وذلك لأني كنت متواجدًا حتى قبل مشاركتي في البرنامج، وعندما ذهبت ومثلت بلادي هناك كان في مسيرتي ألبومًا غنائيًا، بالإضافة إلى العديد من الأعمال والحفلات والمهرجانات المحلية وأيضًا الدولية.
* هل لك تجارب مع الفيديو كليب؟ وهل يمكن أن يكون هناك فيديو كليب ليبي خالص؟
- بالفعل قمت بتصوير أغنية على طريقة الفيديو كليب أخيرًا، بالتعاون مع مخرج بحريني، وفريق عمل من تركيا، حيث تم التصوير في مدينة أزمير.
وأجواء الكليب أقرب إلى الحداثة والأغنية في الأساس إيقاعاتها سريعة وغربية، استيل جديد نوعًا ما، أحاول عن طريقه تجربة لون جديد لم أقدمه من قبل، وأنا دائمًا ما أبحث عن الجديد في أعمالي عمومًا، والأغاني الليبية تتميز بالأصالة التراث، وبالتالي فهناك من يقول أن كلماتها صعبة، فهل إذا ما اتجهت إلى الكلمات ذات الكلمات البسيطة ستنتشر؟ لا بالعكس الكلام والأشعار الليبية هي الأقرب إلى الفهم في الدول العربية كافة، وبخاصة الخليجية، وأظن أن دور الأغنية الليبية قد حان لا تأخذ مكانها على الخارطة العربية، وهذا قادم بإذن الله.
* لماذا برأيك لا يتطرق معظم الفنانون العرب الذين غنوا باللهجة الليبية إلى تلك التجربة؟
- أنا لا أحب التعميم، فهناك من يذكر بأنه غنى اللهجة الليبية ويقولها بكل فخر واعتزاز، لأنه من خلال هذا يعلم بأنه قد خاض تحديًا وقدم فنًا ربما لا يستطيع فنان آخر أن يقدمه، وأذكر أن الفنانة غادة رجب دائمًا ما تذكر بأنها غنت اللهجة الليبية، وهي فنانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكن إذا جاء الفنان ليغني لغرض الكسب المادي فقط، فهذا يجعله لا يعير للأغنية أي اهتمام أو قيمة، وينظر إلى التجربة على أنها "بزنس فقط"، لا أكثر ولا أقل.
* كيف تختار أغنياتك؟
- الاختيار صعب قليلاً في هذه الفترة، ولكن دائمًا ما اعتمد على رأي الأصدقاء المقربين في اختياريتي، بالإضافة إلى استشارة كبار الموسيقيين مثل ناصف محمود وياسر نجم، حيث اعتبرهما قدوة ومدرسة غنائية لن تتكرر في ليبيا.
* لك تجربة في التأليف والتلحين؟
- تجرب نابعة من ثقافة موسيقية، فأنا كما قلت لك درست الموسيقى والسفليج والموشحات في معهد "علي الشعالية"، وهذا ساعدني على التلحين ومعرفة المقامات والنوتات الموسيقية، بالإضافة إلى أننا في الشرق معروفين ومميزين في الكتابات الشعرية، والحمد لله لدي القليل من هذا التميز، على الأقل شيء يرضيني لكتابة أغاني لشخصي.
* هل أنت راضٍ عن وضعك الفني في ليبيا؟
- نعم راضي جدًا والحمد لله، وأنا دائمًا ما أقول يكفي الـ 6 مليون ليبي فأنا لا أريد سوا محبتهم وإيصال لهجتهم وفنهم إلى كل الأقطار العربية.
* وتجربتك في الجلسة؟
- تجربة ناجحة وهذا ليس من منظوري الشخصي بل عن طريق الجوائز التي نلتها من خلال الأغاني التي شاركت بها في هذه السلسة، والتي اعتبرها نجحت في إظهاري بشكل ولون جديد، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى.
* لماذا لم تنتشر الأغنية الليبية؟
- الأسباب تعود إلى عدم توافر شركات إنتاج ليبية تدعم الفنان الليبي وتضعه على خط النجاح لإثبات ذاته وفنه، ومن هذا المنطق تجد أن الفنان الليبي يراوح مكانه طول الوقت ولا يستطيع التقدم عربيًا مع إن اللهجة الليبية واضحة وسلسة ومفهومة لدى جميع العرب، وبإمكانها أن تكون من أقوى اللهجات الفنية، ولكن للأسف عدم الاهتمام من قِبل الدولة لدعم وفتح شركات للإنتاج، تجعل الفنان يشعر بالضياع، انظري إلى الخليج والدعم الكبير لفنانيهم والشركات التي تساعد وتساهم في إيصالهم إلى كل الدول العربية بل وحتى العالمية، أنا في نظري الأغنية الليبية لا ينقصها شيء للوصول إلى كل بيت عربي تحتاج فقط إلى الدعم المالي.
* لماذا يتم الاستعانة بأصوات غير ليبية في معظم الأغاني المتميزة؟
- هذا فقط عند الحاجة إلى أصوات نسائية، لأنه للأسف تنقصنا الأصوات الليبية النسائية، أما بالنسبة للفنانين فهناك استعانة، ولكن ليست بالكبيرة، وستحقق الأغنية الليبية الانتشار المطلوب بتوافر الدعم المالي وفتح شركات للإنتاج الموسيقي بإمكانات كبيرة لدعم كل الفنانين من دون استثناء، وستحقق النجاح وتثبت ذاتها من دون شك إذا كانت الإرادة موجودة.
* على الصعيد العربي كيف ترى انتشارك؟
- الحمد لله لدي العديد من المتابعين من الدول كافة من المغرب والخليج ولبنان، وذلك يعود لمشاركتي في برنامج "ألبوم نجوم العرب"، وعن طريق بعض الحفلات التي أحييها خارج ليبيا في مصر والإمارات
* ماذا عن تجربتك كمعدّ ومقدم برامج فنية؟ ولماذا لجأت إلى خوض هذا المجال؟
- أنا من محبي تقديم البرامج الخفيفة والفنية، بالإضافة إلى البرامج التي تحمل في طياتها رسالة فنية كبرنامج "لحن الوفاء"، ولدي تجارب عدة في هذا المجال منذ البدايات، وخضت هذه التجربة لأن الموهبة موجودة وليس فقط لحب الظهور على الشاشة، وسعيت إلى إيصال فكر فني غائب عن الشاشات الليبية في تلك الفترة.
* ماذا عن خيبة الأمل في التصويت للفنانين الليبيين وبخاصة حالة إبراهيم عبدالعظيم؟
- والله الخيبة في هذه الفترة تطال الجميع في المجالات الفنية والثقافية كافة، وذلك لأن الذين يمسكون بزمام الأمور في الوزارات التي أوكلت إليهم النشاط الفني والثقافي ليسوا متخصصين، وليس لهم علاقة بالإعلام والفن، فكيف من الممكن أن يكون الوكيل محاميًا أو سياسيًا أو مهندسًا ليسيّر أمور إعلام ولدَ من قلب دكتاتورية، ويتطلع إلى تحقيق ما يصبو إليه من فن وحرية وثقافة تساهم في بناء ليبيا الجديدة التي يطمح إليها كل الليبيين، والتي من شأنها أن تساعد في وضع الحجر الأول في أساس لقاعدة تكون هي المنطلق لإعلام ليبي حر لا يملكه شخص، ويكون صوتًا لإيصال أصوات الليبيين من دون استثناء أو تمييز، وهذا ما نأمل بأن نحققه في أقرب وقت رغم كيد الكائدين.