مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

افتتح وزير الثقافة، الدكتور جابر عصفور، والناقد سمير فريد، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فعاليات الدورة 36 من المهرجان في قلعة صلاح الدين، وسط حضور كوكبة من رجال السياسة ونجوم الفن السابع من مصر وجميع أنحاء العالم.

واستهل عصفوركلمته التي ألقاها في افتتاح المهرجان، قائلًا: بسم الله وباسم الشهداء وباسم محبي السينما في مصر والعالم نفتتح فعاليات الدورة 36 من لمهرجان.

وأضاف عصفور: سعيد بافتتاحنا مهرجان القاهرة السينمائي اليوم بعزيمة وقوة مؤكدًا أن حفل الافتتاح نوع من أنواع التحدي وإثبات الإراده والعزيمة وعودة مصر الجديدة التي تحتتضن كل عشاق الفنون في مواجهة الإرهاب.

وأوضح عصفور سبب اختيار قلعة صلاح الدين لاستضافة المهرجان، أن السر وراء اختيار محكى القلعة ليستضيف حفل الافتتاح يكمن في "نجيب محفوظ فحينما استلم جائزة نوبل قال إني ابن لحضارتين الإسلامية والفرعونية لذا اختير محكى القلعة حيث الحضارة الإسلامية لصلاح الدين الأيوبي المسلم المعتدل الذي أنبثق عن عصره فنون جديدة للعمارة والنحت والرسم وسيكون الختام في ظل حضارة أخرى بسفح الهرم حيث الحضارة الفرعونية.

وكشف عصفور عن اعتذار عدد كبير من الفنانين عن حضور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قائلًا "ولا بد أن نقدر مشاعرهم ونقول لهم نقدرموقفكم ونرحب بكم في الأعوام المقبلة في بيتكم الثاني".

وبدأ الحفل الذي قدمه الممثل الشاب آسر ياسين بمقطوعات موسيقية لأوركسترا أوبرا القاهرة الذي قدم مقطوعات من تأليف الملحن تامر كروان ورحب الناقد سمير فريد بالحضور باسم مثلث السينما الصناع والجمهور والنقاد، كما شكر وزارة الثقافة منظمة المهرجان، وزارة السياحة والشباب والرياضة وجميع الرعاة المساهمين في المهرجان.

وذكر رئيس المهرجان سمير فريد، في كلمته في افتتاح المهرجان، يوم أمس الأحد، أنه يشعر بالسعادة هذا العام،  متمنيًا نجاح المهرجان في ظل التحديات الصعبة التي واجهت المهرجان.

 وأضاف فريد أن المهرجان أُرجيء الفترة الماضية، وذلك لأن التحضير يتطلب عام على الأقل وعامين للمهرجانات الأكثر حصافة مشيرًا إلى أن  أصوات السلام لابد أن تعزف وقت الحرب مهما كانت التحديات التي تواجه الوطن.

وتابع فريد، لابد من التفاؤل مصر في عام 2014، تفتح صفحة جديدة وتاريخ جديد، وعليها أن تصمد وأن تواصل ذلك.

وكشف فريد، أن المهرجان هذا العام من عمل شبابي خالص تتراوح أعمارهم بين 28 سنة وحتى 31 عامًا مشيرًا إلى فكرة تجديد الدماء .

 وقال فريد، أن الفضل في المهرجان يعود لسعد الدين وهبة فالمهرجان كان قد توقف عن منح الجوائز منذ عام  1979وحتى 1990 بسبب أخطاء وقعت وقتها، لكنه استطاع تجاوزها فهو لم يكن مجرد كاتب بل كان طفرة حقيقية، مضيفًا أن نجاح أي مهرجان يقع على عاتق رئيس المهرجان، لكن هذا لايعني أن يكون هذا الارتباط بشخص فقط بل يجب أن يكون بشكل مؤسسي .

واستطرد فريد، أن ماينقصنا في أي شيء هي المهنية في كافة القطاعات الصحافة والتلفزيون، ولكن ينبغي علينا أن نثق في المستقبل مستشهدًا بثقة الرئيس السيسي في مستقبل وطن جريح، معتبرًا أن هذا مبعث التفاؤل.

وعقب انتهاء كلمة فريد تم عرض فيلم تسجيلي عن المخرج الراحل هنري بركات والذي يحتفي به المهرجان، وعرض عددًا من أفلامه بمناسبة مئويته.

ولفت المخرج خيري بشارة، خلال كلمته أن السينما هي أجمل اختراع على الأرض لمعرفة ما يدور حولنا، ولها صفة عبقرية وهي صفة الخلود، حيث يموت البشر وتظل صورهم وأصواتهم موجودة وتنقل للمستقبل، واختتم كلمته قائلًا: تحيا السينما.

وألقت الفنانة سميحة أيوب كلمة في افتتاح المهرجان قائلة أن وجود المهرجان هذا العام يؤكد أن مصر صامدة ومتحدية كل الصعاب، مضيفة أنها تشعر بالفخر الشديد لعودة المهرجان الذي توقف لفترة بسبب ظروف البلد، لكنها تصف مصر بالعنيدة  والمتحدية والدليل وجود المهرجان هذا العام، رغم كل مايحدث مما وصفته " بالعبط " لكن مصر ستبقى شامخة .

وتابعت الفنانة سميحة قائلة، أن ذكرياتها في مهرجانات القاهرة السابقة كانت لحظات في اليوم السابق للافتتاح، ووصفتها بلحظات القلق والخوف والتوتر وأشياء كثيرة لكن القادم يكون أفضل، مشيرة إلى نفس الشعورهذا العام

وعبرت الفنانة سميحة عن سعادتها بتكريم نادية لطفي، واصفةً إياها بالعبقرية  والإنسانة وماقدمته للوطن العربي .

فيما ذكرت الفنانة لبلبة، أنها عاشقة للسينما وتشعر وكأنها تشربت الفن كالرضاعة منذ نعومة أظفارها عندما شاركت في أول فيلم سينمائي وعمرها خمس سنوات " حبيبتي سوسو" وهي لاتتذكر سوى المخرج نيازي مصطفى وهو يوجهها .

 وقالت الفنانة لبلبة، أنها حصلت على جوائز مختلفة بلغت نحو ثمانية جوائز في جنوب أفريقيا وباريس ومصر وعدد من المهرجانات.

ونصحت لبلبة شباب "ستار أكاديمي" قائلة أعتقد أن وجودكم في مسابقة رسمية وحده يعني الكثير وهو جائزة في حد ذاته.

وأوضحت لبلبة بشأن غياب النجوم الشباب عن المهرجان، قائلة  " من الممكن أن يكون لديهم عمل منشغلين فيه وأحب أن ألتمس الأعذار، لكن هذه مصرنا ويجب أن نقف بجوارها فقد شعرت اليوم وأنا أرتدي ملابسي أنني أم ذاهبة لحفل زفاف ابنتها التي ستبدأ حياة جديدة، معربة عن تفائلها أن يد الله على مصر ستبقى آمنة مصونة مكنونة.

وأعربت الفنانة إلهام شاهين عن سعادتها في إقامة المهرجان خاصة أنها شاركت فيه منذ عدة سنوات بأولى أفلامها التي قامت بإنتاجها وهو فيلم خلطة فوزية والذي حصد عدة جوائز، مؤكدةً أن أفضل فيلم تحبه وتشعر أنه أثر فيها هو فيلم " خلطة فوزية " مشيرةً إلى أن السينما لازالت حبها الأول حتى لو قدمت مليون عمل درامي، فالسينما لها طعمها الذي لم تنساه أبدًا من خلال الشاشة الكبيرة .

وأوضحت الفنانة إلهام، أن ميراث مصر سيظل الفن والثقافة، لأنه أقوى وأغلى ما تملكه لمكافحة الإرهاب والأفكار الهدّامة والمتطرفة، مشيرة إلى أن كبار المخرجين شعروا بمسؤوليتهم تجاه الوطن ونزلوا إلى السوق وسوف يشهد عام 2015 إنطلاقة غير مسبوقة في السينما من خلال أعمال هادفة قيّمة.

وأشارت ليلى علوي، أن هذه الدورة تستمد روحها من تاريخ طويل ومميز للمهرجان منذ أن كان يرأسه كمال الملاخ وسعد الدين وهبه وحسين فهمي وشريف الشوباشي وصولًا لعزت أبو عوف وكلهم ساهموا في إنجاح المهرجان من أجل مصر.

و قالت الفنانة يسرا، إن ''اختياري كرئيس لجنة تحكيم المهرجان شرف كبير، وأتمنى أن نقوم بواجبنا تجاه مصر لأن هذا المهرجان يمثل مصر، ويجب جميعًا أن نتكاتف ليخرج في أحسن صورة لأننا اعتبرنا أنه يمر من عنق الزجاجة، فالمهرجان صاحب تاريخ فني طويل رائع ولو لم نقيم هذه الدورة لضاع منا''.

ووجهت الفنانة يسرا خلال كلمتها، الشكر للفنانة القديرة نادية لطفي قائلة ''أشكر السيدة العظيمة والجميلة الفنانة نادية لطفي والتي هي تاج على رأس الفن المصري، أشكرك لأنك جعلتيني أشعر بفخر كفنانة، وأتوجه بالشكر لإدارة المهرجان لأنها أهدت الدورة للفنانة الراحلة مريم فخر الدين''.

وأضافت يسرا ''للعلم أول مرة قمت بالتمثيل فيها، ووقفت أمام كاميرا السينما كان أمام الفنانة مريم فخر الدين التي أقول لها: ''عمرنا ما هننساكي''.

واختمت يسرا كلمتها قائلة ''مصر جميلة بناسها وشعبها وفنها، وستظل كذلك، مضيفة: شكرًا لرئيس المهرجان ولوزير الثقافة الدكتور جابر عصفور، ووزارة السياحة والثقافة على دعمهم للمهرجان''.

وذكرت الفنانة نادية لطفي، في كلمة بثت عبر مقطع فيديو : أتذكر أنني حضرت أولى دورات المهرجان منذ 36 عامًا، فأنا أعتبر نفسي جزءًا من تاريخ هذا المهرجان ويهمني أن ينجح تمامًا وكأنني أقوم بعمل فيلم، وذلك لعدة أسباب منها أنه توقف ثم عاد للحياة، ونحن الآن صراحة محاصرين وهناك أناس كثيرين يريدون أن يحطمونا ويكسروا إرادتنا ولكننا سننجح وسينجح المهرجان لأنه واجهة حضارية لمصر.

وأضافت الفنانة نادية ''المهرجان هو خط الدفاع الأول عن الثقافة وهو الواجهة المضيئة لمصر والعالم لعربي، وأنا متأكدة برغم الأيام الصعبة التي نعيشها إلا أننا سنجتازها بفضل شعبنا وثقافتنا''.

وفي ختام الحفل، تم تكريم عددًا من صناع السينما، حيث حصل على جائزة نجيب محفوظ الهرم الذهبي الشرفي، عن مجمل الأعمال، السينمائي المغربي الكبير نور الدين صايل، وسلمته الجائزة سيدة المسرح العربي الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، والمخرج الألماني العالمي فولكر شوليندورف وسلمته الجائزة ليلى علوي، والفنانة الكبيرة نادية لطفي التي تحدثت في رسالة فيديو عرضت على الشاشة الكبيرة شكرت فيها إدارة المهرجان وللجمهور.