القاهرة ـ مصطفى الخويلدي
كشف نقيب الصيادلة الدكتور محيي عبيد, عن مدى معاناة المرضى المصريين بعد اختفاء 919 صنف دواء من السوق المصرية، ومدي معاناة الأمهات بعد منع 65 الف منفذ من بيع لبن الأطفال، مشيرًا إلى أن سبب أزمة الألبان تكمن في تخفيض وزارة الصحة للحجم استيراد عبوات لبن الاطفال من 23 مليون عبوة إلى 18 مليون عبوة فضلًا تخفيض الدعم من 450 مليون إلى 250 مليون فقط ، واحتكار أصحاب السلاسل لأصناف أدوية بعينها, مبينًا أنها الأكبر في بيع الأدوية المغشوشة والمهربة ومجهولة المصدر.
وأوضح إلى "مصر اليوم" تفاصيل الأزمة, وقال, "في بداية العام الماضي كان يتم استيراد 21 مليون عبوة لبن اطفال ومع نهاية العام تم رفع الكمية إلي 23 مليون عبوة ، ألا ان وزارة الصحة اتخذت قرارًا بتخفيض النسبة إلى 18 مليون عبوة ، يتم توزيعها على مرحلتين, حيث تشمل الأولى 12 مليون عبوة والثانية 6 مليون عبوة" ، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية كانت تدعم ألبان المرحلة الأولى بـ21 جنيه للعبوة الواحدة, موضحًا أن المرحلة الثانية لا يتم فيها دعم الألبان نهائيًا .
وبين أن وزارة الصحة تستلم الألبان بـ26 جنية سواء في المرحلة الأولي أو الثانية من الشركة المصرية ، وتبيعه ب5 جنيه في المرحلة الأولى و 26 جنيه للمرحلة الثانية ، وأضاف, "بالتالي فهي غير مدعومة على الإطلاق"، مؤكدا على أن إجمالي الدعم الموجه للألبان 250 مليون جنيه من أصل 450 مليون جنيه, لافتًا إلى أنه تم تخفيض الدعم بحوالي 200 مليون جنيه.
وأشار إلى أن عدد منافذ البيع للبن المدعم جزئيًا في الآونة الأخيرة ما قبل الأزمة وصل إلى 65 الف, مشيرًا إلى صدور قرار عشوائي وغير مدروس من وزير الصحة بغلق الصيدليات ومنعها من توزيع الألبان المدعومة دعم جزئي ، وأضاف, أصبحت منافذ الأمومة والطفولة التابعة لوزارة الصحة ، هي التي تقوم بتوزيع الألبان الآن سواء كانت مدعومة أو غير مدعومة من خلال مراكز الأمومة والطفولة.
ووصف قرار الصحة بالسريع وغير المدروس ، وأوضح أنه لم يتم إخطار المحافظات به ، وبين أنه لم يتم إخطار الأمهات به ، قائلا إنه كان الأولى على وزارة الصحة عندما تطبق نظام الكارت الذكي الإبلاغ قبلها بشهرين أو 3 شهور ، وإخطار الأمهات بسرعة التوجه إلى مراكز الأمومة والطفولة لاستخراج بطاقة كارت ذكي لبدأ تطبيق المنظومة ، مبينًا أن الحكومة لم تفعل ذلك, وأضاف, بين يوم وليلة أستيقظ امهات مصر على صدور قرار وزاري بعدم توزيع حليب الأطفال في الصيدليات, ولفت إلى أن القرار في بدايته كان ينص على أن مستحقي الألبان هي من لديها 3 توائم ، وأن تكون مريضة بالسرطان ، الا أن نقابة الصيادلة هاجمت ذلك القرار العشوائي حتى تم تعديله", واتهم وزير الصحة بأنه دائما يفتعل الأزمات وكأنه يعمل ضد الدولة ، مشيرًا إلى أن تحريكه لأسعار الأدوية دون دراسة كما أن قرارته بشأن الألبان أثارت البلبلة في الشارع المصري .
ورفض اتهامات وزارة الصحة ببيع الصيادلة اللبن لمنتجي الحلويات, وتساءل, هل مصنع الحلويات يحتاج إلى لبن ب18 جنيه ، مشيرا إلى أنهم يستخدمون ألبان "بودر" كاملة الدسم بسعر20 جنيه للكيلو ، وأوضح أن هذه الدراسة قامت على افتراضات خاطئة ، وأن وزير الصحة قال إن لبن الأطفال سعره 5 جنيه يباع في الصيدليات ب60 جنيه وهذ اكبر دليل على أنه قام بعمل دراسة على شيء افتراضي خاطئ لأن ألبان الدعم الكامل لا توزع في الصيدليات .
وأكَّد على أن قرار وزير الصحة برفع أسعار الأدوية كان الغرض منه توفير نقص بعض الأصناف التي اختفت من السوق المصري ، الا انه بعد رفع الأسعار زاد عدد الاصناف المختفية ،مشيرا إلى أن نقابة الصيادلة خاطبت رئيس الوزراء ورئيس البرلمان المصري بمذكره بها 919 صنف دواء مختفي من السوق المصرية ، الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة.
وشدَّد على أنَّ الدواء المصري فعال وآمن بنسبة 100% وأوضح أنه لا يختلف عن الدواء المستورد, مشيرًا إلى أن المستورد غالبا يأتي عن طرق التهريب التي تفسد صلاحيته وغالبا ما يكون مجهول المصدر، مبينَّا أن المادة الخام التي يتم استخدمها سواء في الدواء المستورد أو المحلي ، تصنع في الهند والصين ، بالإضافة إلى أن الدواء المصنع محليا يخضع للرقابة والتفتيش, وأوضح أن المحاضر التي حررتها الإدارة المركزية في وزارة الصحة أثبتت أن السلاسل هي أكبر صيدليات تبيع دوية مغشوشة ومهربة ومجهولة المصدر.
وذكر أنَّ كل الدول لا توجد بها سلاسل مشيرًا إلى أن المغرب العربي ولبنان لا يسمح للصيدلي إلا بإمتلاك صيدلية واحدة ، موضحًا أن ما يحدث في مصر فهو تحايل على القانون لدخول أفراد آخرين على المهنة واستغلال رأس المال ، وأكد على أن هناك منافسة احتكارية بين هذه السلاسل والصيدليات الصغيرة، وأن شركات صناعة الأدوية تفضل أصحاب السلاسل التي قد يصل فروعها إلى 138 عن تلك الصيدليات الصغيرة, قائلا, "مع استمرار توحش اصحاب السلاسل فبعد 5 سنوات ستغلق الصيدليات الصغيرة وسيعمل أصحابها لدى السلاسل, وأشار إلى أن هناك اكثر من محضر لأصحاب السلاسل ، كما أن هناك احكام نهائية بشطب بعضهم من نقابة الصيادلة, مبينًا أن وزير الصحة لم ينفذها حتى الان, وتابع أنه رفع قضية على وزير الصحة الحالي لعدم تنفيذ القرارات الصادرة ضد اصحاب السلاسل ومخالفتهم .
ونوه إلى أن مصر تعاني من نقص المحاليل منذ عام ، مشيرا إلى أنها حدثت نتيجة غلق شركة المتحدون التي كانت تنتج 60 إلى 70 % من المحاليل الطبية في مصر ، وأكد على أن وزارة الصحة ليس لديها نية لحل الأزمة , موضحًا أن هناك اتجاه للاستيراد ، كاشفًا أنه يزيد من اعباء المواطنين, وبين أن محلول الملح الذي كان يباع 5 او 6 جنيه أصبح الآن ثمنه 15 إلى 20 جنيه وإذا كنت في مستشفى خاص وتطلبت محلول ملح يحسب عليك ب120 جنيه .