القاهرة - جهاد التونى
صرَّح وزير النقل المصري سعد الجيوشي، بأنَه غير راضٍ عن منظومة الطرق في مصر، واصفًا إياها بـ"المتهالكة"، مضيفًا أن الوزارة تعمل حاليًا على خطة شاملة لتطوير 24 ألف طريق طولي على مستوى الجمهورية، تشمل إعادة تقييم حالة الكباري.
وأوضح الجيوش في مقابلة مع "مصر اليوم"، أن خسائر مترو الأنفاق الشهرية، ستدفع نحو زيادة سعر التذكرة بنصف قيمتها الحالية، لتصبح جنيها ونصف للتذكرة، خلال الأسابيع المقبلة، قائلًا إنه سيستثني الموظفين وأصحاب الاشتراكات من الطلبة، وذوي الاحتياجات الخاصة من الزيادة.
وأضاف: "لا أحد يرضى عن منظومة متهالكة منذ عقود، للأسف قطاع الطرق والكباري متهالك للغاية، وسبب لكثير من الحوادث، على الرغم من أنَّ لدينا حوالي 24000 كيلو متر طرق طولية، تربط بين المدن والقرى والمحافظات، بعضها لا يخضع لإشراف الوزارة، متمثلة في هيئة الطرق والكباري، لكن يخضع للمحليات والمحافظات، ونحن نعمل حاليًا على تطوير هذه المنظومة، إضافة إلى مبادرة الهيئة لرفع مستويات الأمن والسلامة على الطرق بتحديد 54 طريقا من أكثر الطرق تكرارا للحوادث "بواقع 2 طريق بكل محافظة" لتدعيمها بكل وسائل التحكم المروري، وإزالة المطبات العشوائية، وينتهي العمل بها في نهاية العام الجاري، إضافة إلى البدء في إنشاء طرق خاصة بالشاحنات على محاور الحركة من الموانئ والمحاجر في المناطق الصناعية، وعندنا مثلًا الكباري، تتحمل أحمالا زائدة بشكل مرعب، وهذا سيعالج من خلال لجنة لإعادة تقييم الكباري، علمًا أننا أغلقنا أكثر من 3 حتى الآن".
وتابع: "ببساطة شديدة، سنعمل على تطوير الطرق، باستعادة الدولة السيطرة على "الجبالونات" المخالفة، قانونيًا، كما سنقيم دعاوى قضائية على أي معتد، وأول تحديات عمليات التطوير، يعتبر التمويل، وللأسف المخصصات المالية تُعتَمَد للإنشاءات الجديدة فقط، وأعمال الصيانة تتم من عوائد الكارتة والموازين والإعلانات والإيجارات والامتيازات، التي تقدر في عام 2013/2014 بـ500 مليون جنيه فقط، وهي لا تكفي 10% من تكلفة الصيانة بنحو 5 مليارات جنيه".
وأكد: "نحن عازمون على زيادة سعر تذكرة مترو الأنفاق، لأننا مُضطرون لذلك، نظرًا إلى الخسائر الضخمة، وأؤكد أن أي قرار بالزيادة لن يمس الموظفين وأصحاب الاشتراكات من الطلبة وذوي الاحتياجات الخاصة، لكن هذا ضروري لأن القطاع يخسر شهريًا أكثر من 21 مليون جنيه، ولو رفعنا الأسعار سيكون نصف قيمة التذكرة، يعني تكون بـ1.5 جنيه، وأعتقد أن هذا ليس كثيرًا أبدًا".
وأشار الجيوشي، إلى أن "التوك توك وسيلة انتقال جيدة للقرى والنجوع، ولا تصلح للمدن، ويمثل لصاحبه فرصة عمل جيدة، وهو في النهاية لا يمثل خطرا مماثلا لخطر المقطورة، لكن سيتم حظره في المدن نهائيًا نظرًا إلى تسببه في الأزمات المرورية".
وحول عمله مع الفريق أحمد شفيق، قال: "طبعًا تشرفت بالعمل معه، وعملي معه كان بمثابة إضافة لسيرتي المهنية، نحن نتكلم عن شخص صنع منظومة الطيران واستطاع أن يجتاز بها حدود العالمية".
واستدرك: "نسعى إلى تنشيط نقل البضائع عبر السكك الحديد ونهر النيل وفق خطة طموحة تنتهجها وزارة النقل خاصة أن المنقول حاليًا من البضائع عبر السكك الحديد لا يتجاوز 1 % والوزارة تسعى إلى الوصول إلى 20 أو 30 % خاصة وأن السكك تمتلك أسطولا كبيرا من العربات ذات الطرازات الخاصة تسمح بنقل أنواع البضاعة المختلفة بكميات كبيرة لمسافات طويلة، لافتا إلى أن ذلك سيؤدي إلى تخفيف الضغط على الطرق المصرية وتخفيض تكاليف النقل وصيانة الطرق، مشيرا إلى أن هناك رؤية متكاملة لتطوير كل الموانئ المصرية لزيادة تجارة الحاويات والترانزيت وربطها بخطوط السكة الحديد والنقل النهري لتشجيع نقل البضائع عبر نهر النيل والسكة الحديد.
واسترسل: "وضعت الوزارة خطة لتطوير نقل البضائع بالسكة الحديد تستهدف الوصول بالطن المنقول إلى 23 مليون طن خلال 5 أعوام، وتشمل الخطة إنشاء وصلات جديدة ورفع كفاءة محطات الشحن وإحلال وتحديث الوحدات المتحركة وتنمية الموارد البشرية".
وزاد: "تقوم الوزارة حاليًا بتنفيذ المشروع القومي للطرق بطول 1250 كم بتكلفة 17 مليار جنيه لتحقيق التنمية المستدامة وتكامل هذه الشبكة مع الشبكات الحالية للسكك الحديد والنقل النهري مع إنشاء المناطق اللوجستية لتحقيق منظومة النقل المستدام والمساهمة في توسيع الرقعة السكانية والتنموية لمصر والخروج من الوادي الضيق بإنشاء وتطوير المحاور الطولية على ساحل البحر الأحمر والصحراوي الغربي بالإضافة إلى الرؤية الحالية باستخدام كباري النيل كمحاور عرضية تربط شرق وغرب الجمهورية وهذا التمدد العمراني لشبكة الطرق ساهم في إنشاء المدن الجديدة مثل المنيا وأسيوط ومدينة العلمين كمدن عمرانية جديدة جاذبة لفرص العمل والسكن والإقامة".
واسترسل: "كما تقوم وزارة النقل حاليا بتنفيذ إستراتيجية متكاملة لتطوير منظومة النقل البحري على اعتبار أن النقل البحري بعناصره هو حلقة في سلسلة الإمداد المتعددة الوسائط والمراكز اللوجستية وتجري عملية التطوير على التوازي في خمسه عناصر وهي: الميناء – الأسطول البحري - الأنشطة والخدمات - شبكات الطرق والسكك الحديد والنقل النهري– تطوير العنصر البشري.
وشدد الجيوشي على أنَّ "افتتاح قناة السويس الجديدة يعتبر بمثابة نقطة انطلاق نحو مستقبل واعد وهي تعتبر من أعظم إنجازات الشعب المصري في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة للبلاد حيث تعتبر نقطة فاصلة في تاريخ مصر؛ وتتحدد الرؤية الكاملة لإقليم قناة السويس كمركز لوجستي وصناعي عالمي في كونه إقليما متكاملا اقتصاديا، وعمرانيا ومتزنا بيئيا، ومكانيا ويمثل مركزا عالميا متميزا في الخدمات اللوجستية والصناعية وتتوافر فيه إمكانيات جذب أربعة من المجالات والأنشطة الأكثر نموا في العالم، وهي النقل واللوجستيات والطاقة والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات".
ولفت إلى أنَّ "قناة السويس الجديدة تهدف إلى تيسير التجارة العالمية والإقليمية، وتمثل قيمة مضافة كبيرة ليس فقط لقارة أفريقيا ولكن للعالم أجمع".