ذوي الإعاقة

أكد الشاب محمد أبو كميل، أنَّ الإعاقة لم تمنعه من الارتباط بالفتاة التي اختار أن تكون شريكة عمره، مشيرًا إلى أنَّ الكثير من أفراد المجتمع المحيطين به راهنوا على أن حلمه كونه من ذوي الإعاقة الحركية ويتنقل على كرسي متحرك، بالارتباط بزوجة ليست من ذوي الإعاقة بعيد المنال.

وأوضح أبو كميل (27 عامًا) في حديث مع "مصر اليوم"، أنَّه عمل متطوعًا في الاتحاد العام للمعاقين منذ أعوام طويلة، وحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال والعلوم المالية والمصرفية، فضلًا عن شهادة دبلوم عال من "NGO'S".

وأضاف: "تزوجت منذ شهرين من فتاة حاصلة على شهادة الثانوية العامة وليست من ذوي الإعاقة، حيث كنت أرى نظرات غريبة في عيون الأشخاص المحيطين بي والتساؤلات الكثيرة التي تدور فهل الممكن أن يكون هناك قبول عن بعض الفتيات من الارتباط بشاب معاق".

وأشار إلى أنه تقدم إلى كثير من الفتيات بالرغبة في الزواج، ولكن دائما كان يجد الرفض من أهل الفتاة بشكل أساسي، وتابع: "بالنسبة إلى قصة زواجي فإن زوجتي اقتنعت بالفكرة قناعة كبيرة وتحدت جميع الظروف المحيطة بها وقبلت بالواقع الذي أعيش فيه، حيث أن لي بعض المتطلبات الخاصة بما أنني من ذوي الإعاقة، فهي قبلت بهذا الشيء وتحملت هذا الشيء ومن واجبي أنا تجاهها أن تعيش حياة كريمة لا تشعر فيها بأنها تزوجت شخص ذو إعاقة ستحرم معه من الحياة الطبيعية".

وأكمل: "أنا كأي شاب يعيش في هذا المجتمع يطمح بان يكون له أسرة و يعيش حياة كريمة سعيدة، مثله مثل أي شخص في المجتمع"، موضحًا أنه يعمل على تنفيذ حملات توعية داخل الجامعات والمدارس للفئات الشبابية سواء شباب أو فتيات، وهذه الحملة بدأت منذ أكثر من عامين وستبقى مستمرة إلى ما لا نهاية، وترتكز على تغيير المفاهيم حول الأشخاص ذوي الإعاقة وتغيير بعض المصطلحات الخاطئة وهي النظرة السلبية اتجاه ذوي الإعاقة.

وأشار أبو كميل إلى أنَّ هدفه من خلال هذه الحملة أن يوضح للمجتمع أن المعاق إنسان مثله مثل أي شخص عادي ومن حقه أن يعيش بكرامة، مستدركًا: "من حقنا أن نمارس حياتنا بشكل طبيعي مثلنا كأي شخص في هذا المجتمع ومن حقنا أن نتزوج وان نكون أسرة، ومن حقنا أن نتعلم وندرس أيضا، وللأسف الشديد المجتمع هو من يتوجب عليه الاندماج فينا وليس نحن، نحن مندمجين في المجتمع فهذه الحملة تهدف إلى تغيير النظرة وتغيير الواقع الذي نعيش فيه".

ولفت إلى أنه وجد تجاوبًا كبيرًا من الناس لأنَّ الفكرة كانت جديدة بأن شخص ذو إعاقة هو من يقود هذه الحملة، حيث كان يقول له بعض الطلاب أنهم دائما كان يزورهم بعض الأخصائيين النفسيين لتعريف الإعاقة ونسبة الإعاقة بشكل روتيني معروف، لكن أن يقدم شخص ذو إعاقة على مثل هذا العمل، فهذا شيء جديد وله صداه وله مفعول وتأثير أكبر.

وناشد أبو كميل المجتمع بتغيير نظرة الشفقة التي ينظرونها إلى المعاق أو على أنه إنسان من الدرجة الثانية، منوهًا إلى أن المعاق له حقوقه ودوره في المجتمع الذي يعيش فيه .

وبيّن أن طموحه أن يصبح شخص ذو منصب كبير، كي يتسنى له خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع وأن يوفر  لهم قدر الإمكان مكانة محترمة، بالإضافة لتلبية احتياجاتهم، مؤكدا أن وضع ذوي الاحتياجات الخاصة مهمش وحقهم ضائع في هذا المجتمع.

ووجه أبو كميل رسالة إلى الحكومة بأن تنظر إلى قضية الإعاقة بأنها قضية عادلة وجوهرية، وليست قضية "كابونة" أو مساعدة فقط، وأوضح "نحن أصحاب قضية حقوقية لنا حقوق وعلينا واجبات، ونتمنى أن يتم تطبيق قانون المعاقين رقم 4 لعام 1999، والذي يؤكد على ضرورة عيش الأشخاص ذوي الإعاقة حياة كريمة مثل أي شخص في هذا المجتمع".