الرياض ـ مصر اليوم
تناولت عدد من الصحف العربية استضافة السعودية اجتماعا رباعيا بمشاركة الأردن والإمارات والكويت في مكة لبحث الأزمة الاقتصادية الأردنية، حيث رأى كتاب أن الدعم السعودي والخليجي ضرورة تأتي في إطار الحفاظ على المصالح الاستراتيجية للمملكة والمنطقة.
وثارت في الوقت ذاته، اتهامات في بعض الصحف ضد إيران ﺑ"التآمر" لزعزعة استقرار المنطقة.
ويقول خالد السليمان في صحيفة "عكاظ" السعودية تحت عنوان "لماذا نساعد الأردن؟"، "مساعدة الأردن تخدم المصالح الاستراتيجية السياسية والأمنية والاقتصادية للسعودية ودول الخليج في تأمين استقرار المنطقة ومنع الانزلاق نحو المزيد من الاضطرابات المدمرة، وتعزيز القدرات على مواجهة المشروع الإيراني الذي يستهدفها".
ويرى هاني الظاهري في الجريدة ذاتها أن التحرك السعودي يأتي "وسط أجواء سياسية ساخنة في المنطقة، فالمؤامرة على الأردن كبيرة كما يبدو، وأصابع الفتنة تمد إليه في الخفاء من بؤرة التآمر الإيرانية في جزيرة شرق سلوى يقودها التحالف الشيطاني بين طهران والإخوان ممتطيا ظهر تنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة، بهدف إلحاق هذا البلد العربي المستقر الآمن بمصير دول أخرى تعاني الويلات جراء حرائق ما سمي بالربيع العربي".
ويقول عمر العياصرة في "السبيل" الأردنية، "مرحى لمساعدة الأشقاء لنا"، ويضيف "استقرارُ الأردن هامٌ جدًا لدولِ الخليج، تلك معادلةٌ لا يمكنُ الشك فيها، أو الاستغناء عنها، بالتالي يبدو أن العواصمَ الخليجية شعرتْ بصعوبةِ الموقفِ الأردني وأدركتْ أن تركَه وحيدًا مع أزمتِه لن يفيدَ أمنَهم الحيوي".
ونقلت "عيون الخليج" عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قوله في تغريدةِ له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "إن مبادرة السعودية تأتي من أجل دعم الأردن ليتجاوز أزمتَه".
ويقول صالح عن قمة مكة، القلاب في "الرأي" الأردنية "إن القمةَ ليست بمستغربة ولا مفاجئة فقد كان معروفًا ومؤكدًا أن الأهلَ هم الأهل وأن الأردن لن يُضام ما دامَ أن هناك في هذه الأمة من يشعرونَ أن وجعَ الأردنيين هو وجعُهم وأن المملكةَ الأردنيةَ الهاشمية هي قلعتهم المتقدمة وخندقهم الأمامي".
"وقت حرج"
ويتساءل حاتم العبادي في "الرأي" الأردنية "هل تُخْرِجُ قمة مكة الأردن من أزمته؟"، ويقول "تأتي هذه المبادرة السعودية، في وقت حرج في الأردن، إذ تعصف به تداعيات الظروف والأوضاع الإقليمية، وبخاصة ما يجري في سوريا، وعلى رأسها أعباء اللجوء السوري، وحماية الحدود، وكذلك الأوضاع الأمنية في العراق وانسداد الشريان التجاري بين الأردن والعالم، بسبب تلك الأزمات وأثر ذلك على الاقتصاد الأردني".
ويضيف "في ضوء مضامين البيان الصادر عن الديوان الملكي السعودي، يرى مراقبون أن الاجتماع سيتجاوز التقليدية في التعاطي مع الأزمة الاقتصادية في الأردن، لجهة اختيار حلول تنقذ الاقتصاد الأردني وتضمن استمرارية الدفع به للتعافي، وليس تقديم حلول آنية، إنما حلول مستدامة تعود بنفعها وفوائدها على الجميع".
ويرى ربيعة بن صباح الكواري في "الشرق" القطرية أن السعودية والإمارات وراء ما وصفه ﺑ"المؤامرة على الأردن"، ويقول "لم تعد المؤامرات مقتصرة اليوم على دولة قطر حكومة وشعبا، بل امتدت إلى كل البلدان العربية وغير العربية، فمن يختلف في سياسته الخارجية ضد هذه الدول أصبح مهددًا بالانتقام منه بأي وسيلة كانت وفي أي وقت تشاء دول الحصار وخاصة السعودية والإمارات ومن يقف وراءهما من الحلفاء وأصحاب المصالح".
ويضيف "قد صرح الملك عبد الله ملك الأردن في تصريح سابق له حول الأزمة الاقتصادية التي تعصف ببلده بعد فرض الضرائب الأخيرة على الشعب ولها أسبابها التي يعلمها الجميع؛ بأن التهديد بإيقاف المساعدات الخارجية للأردن كان أحد الأسباب لإقرار الضرائب، ويبدو أن الدول المعادية لسياسة الأردن اليوم تحاول فرض الحصار عليها بطريقة غير معلنة، وأصابع الاتهام تُوجَّه إلى السعودية كما تذكر التقارير والتعليقات عبر وسائل الإعلام".
ويقول مهند مبيضين في "الدستور" الأردنية "إن دعوة خادم الحرمين مقدرة. لأنها تمثل التفاتة عربية من دولة حكيمة وحكم عاقل يخاف على الأردن، كما يخاف على أي بلد عربي آخر أو مدينة سعودية. وهي علاقات راسخة منذ اتفاق جدة ومنذ زيارة الملك المؤسس عبد الله الأول للرياض قبل العام 1946 ولاحقا كانت الرياض الداعم الأكبر لتنصيب المشرع طلال على عرش أبيه".