صنعاء - مصر اليوم
تسبّبت صورة تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل لجثة الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح داخل ثلاجة للموتى جدلا واسعا بين النشطاء.
الصورة التي نشرتها قناة "العالم" الإيرانية قبل يومين سببت جدلا جديدا بين النشطاء عن الطريقة التي قتل بها "صالح"، وبعد مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، تم تداول روايات كثيرة عن الكيفية والطريقة التي قتل بها على عناصر "الحوثي"، وأيضا مكان مقتله هل قتل في منزله أم قتل في طريقه إلى مسقط رأسه أثناء محاولته الهرب.
كل هذه الألغاز التي شغلت مواقع التواصل منذ مقتل صالح، خرج أحد الأطباء الأخصائيين في المعمل الجنائي (الطب الشرعي) ليحاول حل لغز مقتل علي صالح.
وقال الطبيب الذي رفض ذكر اسمه في تصريحات لوسائل إعلام، واعتمد في تحليله المبدئي من الناحية الجنائية على الأدلة والمعطيات التي توفرت من خلال الصور ومقطع الفيديو، إن علامات الدم الموجود على ملابس جثة صالح علامات دم ناشف، عمره لا يقل عن 5 ساعات، مما يدل حسب الطبيب على أن زمن الإصابة سبق عملية التصوير بنفس الفترة.
كما أن وجود جزء من الدماغ ملتصق على البطانية التي لفت بها الجثة دون أي أثر للدماء، يدل على أن الجثة وضعت على البطانية بعد فترة وجيزة من الإصابة، وبهذا توقف نزيف الرأس، وكذلك ظلت ملفوفة في البطانية لفترة طويلة حتى تجمد الدماغ وبدأت عملية الالتصاق، حسب الطبيب.
وعن مكان مقتله الذي تضاربت بشأنه الروايات، يقول الأخصائي الجنائي إن وجود شظايا صغيرة في منطقة الوجه خاصة الأيمن، يدل على أن الجثة كانت في وضعية دفاعية، أي أنه قُتل أثناء مواجهة، يعضد ذلك وجود إصابة بليغة بطلقة من عيار متوسط على الجمجمة، ووضعية إطلاقها هي من زاوية تعلو الجثة ومن مسافة قريبة جدًا، والملاحظ هو عدم وجود دم لا على الرأس ولا الوجه.
وهيئة الوجه والرأس هي في حالة ما بعد التنظيف والمسح بالشاش المعقم، وهو الشاش الذي وجد في منطقة البطن للجثة وعليه دماء، مما يدل على وجود إصابة في البطن في النصف الأيسر، قد تكون هي السبب الرئيس للوفاة، وإصابة الرأس كانت بعد الوفاة لغرض التمثيل بالجثة.
وتوصل التحليل الطبي إلى أنه لوحظ أن الشاش الموجود في الصور المأخوذة من مقطع الفيديو الحي، لم تظهر في الصور المأخوذة بشكل مباشر، مع أنها في نفس الوضعية وداخل البطانية ونفس المكان، وهذا يدل على نوع من الإخراج غير المتقن، بحسب الأخصائي الجنائي.
وكشف مصدر يمني مطلع بأن جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) دفنت جثمان الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في مقبرة الشهداء في صنعاء بحضور عدد من أقاربه البعيدين وأبناء بلدته.
ونقل المصدر عن أحد المشيعين أن عملية الدفن تمت بسرية تامة، وبمشاركة عدد محدود من أبناء منطقته ومن أقاربه البعيدين، حسب ما نقله موقع "المشهد اليمني".
من جانبه، أفاد ناشط من حزب المؤتمر الشعبي العام بأن عملية دفن جثمان صالح جرت ليلا على ضوء مصباح، وبحضور 5 أشخاص فقط من عائلته.
كان مصدر في حزب "المؤتمر الشعبي العام"، أفاد الثلاثاء بأن "أنصار الله" اشترطوا عدم تشريح جثة الرئيس السابق علي عبدالله صالح مقابل تسليمها.
وقال المصدر، طالبا عدم ذكر اسمه، إن "الحوثيين اشترطوا أيضًا عدم الإعلان عن موعد دفن صالح، وأن لا تكون جنازته شعبية، بحيث تقتصر فقط على أقاربه".
وأشار المصدر ذاته إلى أن الحوثيين اشترطوا أيضًا عدم دفنه في حديقة جامع "الصالح" في صنعاء، حسب وصية أوصى بها سابقًا، دون تفاصيل إضافية.