دبي - مصر اليوم
أكدت رئيسة مؤسسة "كلمات" لتمكين الأطفال، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، أن حاجة الأطفال اللاجئين في المخيمات للمعرفة والثقافة تتساوى مع حاجتهم إلى المأوى، والمأكل، والمشرب، فالكتاب سبيلهم الأول والأخير لصناعة مستقبل أكثر أمانًا وسلامًا، حيث تزداد أهمية القراءة في ظل ظروفهم، لتصبح فعلاً بناءً وحياة تؤكد وجودهم، وترسم تاريخ حضارة بلادهم، فمنهم تبدأ مسيرة النهوض من جديد، وذلك خلال زيارتها المخيم الإماراتي الأردني في منطقة مريجيب الفهود، في محافظة الزرقاء، في حضور رئيس مجلس الشارقة للإعلام، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، ومدير المخيم الإماراتي الأردني، عبد الله علي المحرزي، ومديرة المكتب التنفيذي للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، أماني آل علي، ورئيسة مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، مروة عبيد العقروبي، ومديرة مؤسسة "كلمات" لتمكين الأطفال، آمنة المازمي.
وتزامنًا مع إعلان رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عام 2017 عامًا للخير، وزعت مؤسسة كلمات خلال الزيارة 1000 كتاب على الأطفال اللاجئين في المخيم، وذلك ضمن برنامج "المكتبات المحتاجة"، الذي تنفذه المؤسسة بهدف بناء بيئة تتسم بالسلام والأمان للأطفال، وتوفير أجواء تدعم حرية التفكير والإبداع، من خلال الكتب وما تحمله من قيم ومضامين إنسانية. وقالت الشيخة بدور القاسمي: "إن دور الكتب في حياة الأطفال اللاجئين يعادل دور الأوطان، فمنها يرون عالمًا جديدًا، وفيها يعيشون حياة أكثر براءة، وحبًا، وسلامًا، ليكونوا بذلك قادرين على تصور الخير، وتعلم المحبة، والتعرف على روح الطفولة فيهم، ولا يسمحون لواقع حياتهم الصعب أن يكسر فيهم الأمل، أو يمس طفولتهم وأحلامهم".
وقرأت، خلال لقائها الأطفال، حكاية "بائع الأحلام"، حيث تجمع الأطفال حولها ليعيشوا تجربة نقلتهم فيها إلى عوالم الألوان، والبالونات، لتشحذ فيهم الأمل وتدفعهم إلى العمل والاجتهاد والتعلم، ليعيدوا بناء أوطانهم. ونظمت مؤسسة "كلمات" عددًا من الأنشطة الترفيهية المستوحاة من أجواء شهر رمضان المبارك، حيث رسم الأطفال سلسلة من الرسوم على جدران المكتبة، وعلى الحقائب التي وزعتها المؤسسة عليهم، وخاضوا تجربة صناعة المصابيح الرمضانية، إضافة إلى تعلمهم مهارات صناعة وتزين علامات الكتب بطرق فنية، تحاكي أحلامهم وطفولتهم.
ويذكر أن الشيخة بدور القاسمي أطلقت، في يونيو / حزيران 2014، مبادرة "اقرأوا لأطفال سورية"، في المخيم الإماراتي الأردني، بالشراكة بين المجلس الإماراتي لكتب اليافعين و"ثقافة بلا حدود"، والتي تضمنت افتتاح مكتبة للأطفال في المخيم الإماراتي الأردني، حملت اسم "القلب الكبير"، واحتوت على 3000 كتاب متنوع. وتضمنت المبادرة في مراحلها اللاحقة توزيع مجموعة من الهدايا والألعاب على الأطفال اللاجئين السوريين، المقيمين في المخيم، إضافة إلى تنفيذ العديد من الفعاليات المستمرة مثل الورش التدريبية للقراءة، بمشاركة المدرسين وأولياء أمور الأطفال المقيمين في المخيم الإماراتي الأردني، إلى جانب تنظيم عدد من الجلسات القرائية والفعاليات الثقافية والترفيهية المرحة.
وتسعى مؤسسة "كلمات" لتمكين الأطفال، التي أُطلقت في أبريل / نيسان 2016، إلى ضمان الحق الأساسي لكل طفل في أن يقرأ، وبجعل الكتاب الوسيلة المُثلى لتطوير قدرات الأطفال الذهنية والاجتماعية بطرق إيجابية، إيمانًا منها بمقدرة الكتاب في التأثير المباشر على عملية تنشِئة أجيال المستقبل. وتعمل المؤسسة على تسهيل إمكانية وصول الكتب إلى المكتبات العامة، ومخيمات اللاجئين، وتمكين الأطفال في المناطق المحرومة من الحصول على المعرفة.
وتتبنى المؤسسة بشكل خاص قضايا الأطفال اللاجئين والمتضررين من الصراعات والكوارث، وذوي الاحتياجات الخاصة، من المكفوفين، وضعاف البصر، منطلقة في ذلك من رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، ورؤية إمارة الشارقة بشكل خاص، في مساندة شعوب الدول الشقيقة والصديقة، والمساهمة في زيادة وعي المجتمعات من أجل مستقبل أفضل للأطفال وللعالم