زعيم حزب العمل الإسرائيلي آفي غاباي

انهالت الانتقادات على زعيم حزب العمل الإسرائيلي آفي غاباي، الثلاثاء، من اليسار واليمين على السواء بعد تصريحه أن إسرائيل يمكن أن تحتفظ بالمستوطنات في الأراضي المحتلة، في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

وقال غاباي في مقابلة مع القناة الثانية الإسرائيلية الخاصة، إن فكرة الانسحاب من المستوطنات كجزء من اتفاق سلام عفا عليها الزمن.

وقال بالعبرية: "إذا توصلت إلى السلام فلماذا يتعين عليك إجلاء (المستوطنين)؟ أظن أن المصطلحات التي اعتدنا عليها والتي تقول إنه إذا توصلت إلى معاهدة سلام فإنك تقوم بإجلاء الناس، ليست صحيحة بالضرورة".

وأضاف: "إذا توصلت إلى اتفاق سلام يمكنك أن تجد حلولاً لا ترغمك على تفكيك (المستوطنات). إنك تحقق السلام!".

انتخب غاباي البالغ من العمر 50 عاماً في يوليو (تموز) رئيساً لحزب العمل الذي كان تاريخياً مؤيداً لقيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.

ويطالب الفلسطينيون بإنهاء الاحتلال والمستوطنات المبنية بخلاف القانون الدولي ويعدها قسم كبير من المجتمع الدولي عقبة في وجه السلام.

وقالت المسؤولة في منظمة "السلام الآن" المعارضة للاستيطان، حاغيت عوفران، إن غاباي يضلل الناس من خلال اقتراح حل غير ممكن عملياً.

وأكدت: "من الواضح للجميع أنه لن يكون هناك حل من دون إخلاء بعض المستوطنات. عليه ألا يبيع الناس أوهاماً".

وتؤيد غالبية سكان إسرائيل ضم التكتلات الاستيطانية الكبرى إلى إسرائيل في إطار الحل ومبادلتها بأراض داخل الدولة العبرية.

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، افراهام ديسكين، إن غاباي يسعى إلى الاستفادة من المزاج الشعبي الذي تغير كثيراً منذ كان حزب العمل يهيمن على الحياة السياسية قبل عقود.

وأضاف: "لقد طرح ببساطة فكرة براغماتية تناسب الواقع وتؤيدها غالبية الناخبين. ربما لا يؤمن هو نفسه بها، لكنه يريد أن يفوز في الانتخابات، يريد أن يصبح رئيس وزراء، وهكذا طرح ما يفكر به الجميع".

وبدوره، قال وزير البيئة زئيف الكين المنتمي إلى صقور حزب الليكود اليميني بزعامة بنيامين نتانياهو، إن تصريحات غاباي تكتيكية ولا تمثل تغييراً في سياسة حزب العمل.

وأضاف الكين: "إنه يحاول أن يُلبس اليسار ثوب اليمين"