نصب النازحون المدنيون مخيما مؤقتا على مقربة من الحدود مع الأردن

قالت الأمم المتحدة إن نحو 270 ألف شخص فروا من منازلهم في جنوب غربي سورية منذ أن شن الجيش السوري هجومًا قبل أسبوعين على مناطق تسيطر عليها المعارضة.

وتوجّه معظم النازحين بسبب القتال في درعا والقنيطرة إلى المناطق الحدودية مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

ولم تعلن أي دولة إذا كانت ستسمح بنزوح اللاجئين إليها، الأمر الذي يذكي مخاوف من حدوث "كارثة" إنسانية.

وكانت قوات الحكومة السورية قد تقدمت في المحافظة الجنوبية بمساعدة غارات جوية روسية.

وتشير تقارير أن مقاتلين من المعارضة في بلدة بصرى الشام وافقوا يوم الأحد على إلقاء سلاحهم والاعتراف بحكم الرئيس السوري بشار الأسد.

وقُتل ما يزيد على 130 ألف مدني منذ تصاعد أعمال القتال، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا.

وظلت درعا والقنيطرة هادئتين نسبيًا لنحو عام بسبب اتفاق "خفض التصعيد" بوساطة الولايات المتحدة والأردن والذي دعمته المعارضة وروسيا، الحليف القوي للحكومة السورية.

ويركز الأسد على استعادة السيطرة بالكامل على المحافظات بعد هزيمة المعارضة في منطقة غوطة الشرقية خارج العاصمة دمشق في أبريل/نيسان.

وكان مسؤولو الأمم المتحدة قد قدروا قبل ستة أيام فقط عدد النازحين في البلدات والمدن التي تسيطر عليها المعارضة بنحو 50 ألف شخص بسبب تكثيف الحكومة الغارات الجوية والمدفعية. وبحلول يوم الأثنين تضاعف العدد لأكثر من خمسة أضعاف.

وقال محمد هواري، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين،"كنا نتوقع أن يصل عدد النازحين في جنوب سورية إلى 200 ألف نازح، لكنه تجاوز بالفعل 270 ألف شخص في وقت قياسي".

ونزح نحو 70 ألف شخص بالقرب من معبر نصيب الحدودي المغلق مع الأردن، واضطرت الكثير من الأسر إلى الإقامة في ملاجئ مؤقتة أو في العراء مع عدم توفر الغذاء والماء بالقدر الكافي.

وقالت سيدة في مخيم ,يوم الأحد  "فقدنا أطفالنا، ومنازلنا، وأماكن كنا نحتمي بها, نجلس على الأرض، ليس لدينا الماء لنغسل أيدينا. ليس لدينا الماء لنشرب، وليس لدينا الغذاء لنأكل".

وحذّر زيد بن رعد الحسين، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، من كارثة إنسانية وشيكة في درعا، وحث الدول المجاورة على إتاحة ممرات آمنة للراغبين في الفرار من أعمال العنف.

وحافظت الأردن على إغلاق حدودها وقالت إنها لن تستقبل المزيد من اللاجئين، في حين قالت إسرائيل إنها لن تسمح بعبور سوريين إلى أراضيها.

وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، عقب اجتماع مع مسؤولي الأمم المتحدة يوم الأثنين، خلال مؤتمر صحفي، إنه جرى إرسال خيام وإمدادات طبية للمعابر مع سورية، لكن توجد مشاكل في إرسالها عبر الحدود لتصل إلى المحتاجين إليها.

وأضاف  "أعتقد أنه ليس في مصلحة أي شخص أن يجعل السوريين يغادرون بلدهم. لا يوجد نقص في إمدادات الإغاثة. المسألة هي إرسالها".

وقال الصفدي إنه سيعقد محادثات مع نظيره الروسي في موسكو يوم الثلاثاء، يأمل من خلالها أن "يُحرز تقدما لاحتواء هذه الأزمة ومنع المزيد من الدمار".

و قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو خلال اجتماعه الوزاري يوم الأحد : "سنواصل الدفاع عن حدودنا. سنعزز المساعدات الإنسانية على قدر المستطاع. ولن نسمح بالدخول إلى أراضينا".