السويس- مصر اليوم
رقد الأب على فراشه بعد أن أصابه المرض، يودع أسرته بنظرات الوداع الأخيرة، محتضناً بنتيه بين زراعيه ، يهمس ويتمتم بكلمات تخرج منه شفتاه بصعوبة، موصيًا ربة المنزل "الأم" بالحفاظ على بيته وبناتها من بعده "أنا خلاص هموت، خلي بالكم من بعض، وصيتك البنات خليهم يكملوا تعليمهم"، بهذه الكلمات ودع الأب أسرته وانتقلت روحه لخالقها مفارقًا الحياة لمثواه الأخير.
ولم يمهل القدر "الأب" أن ينعم بمنزله الجديد الذي انتهي من بنائه، ترك ورائه مسؤولية عرضه وشرفه في عنق زوجته، التي لم تكن علي قدر تلك المسؤولية، وسرعان ما نقضت الوعود التي أوصاها بها الزوج، ولم تهتم ببنتيها "أمل" وسلوي اللتان تركهما لها الزوج أمانة تحافظ عليها؛ ولكن الزوجة القت كل ذلك وراء ظهرها وانصاعت وراء شهواتها ورغباتها الدنيئة، سلكت مسلك الحرام، وما أن قعت في شباك أول عشيق تغزل في جسدها، وجدت فيه فارس أحلامها الذي سيعوضها حنان الزوجية وفقًا لظنونها وشياطينها، تطورت بينها وبين عشيقها العلاقة إلى أن وصلت لحد ممارسة الرزيلة، لم تخجل "الأم"من تصرفاتها المراهقة، وتعود بذاكرتها إلى الوراء ولو للحظة تتذكر وعود ووصايا رب الأسرة المتوفي، سارت في الحرام دون الاهتمام ببتيها اللتان هما في أشد الاحتياج للقدوة الحسنة والنصائح الرشيدة من الأم وخاصة انهما لا يملكون غيرها، ولكن عندما ينصاغ الإنسان وراء شهواته يضحي بأي شيء مهما اقرب الناس.
وحدثت الطامة الكبرى؛ دخلت الفتاتان ذاتٍ مرةٍ فوجداها في وضع مخل بالآداب؛ أصيبت الفتاتان بالحسرة والذهول من أفعال والدتهما، لم يجدو أمامها سبيلا غير مواجهة "الأم" بما تفعله من كوارث، ملقين اللوم والعتاب لها "أنتِ مش أم، هي دي وصية بابا، حرام عليك اللي بتعمليه فينا"، تركوا لها المنزل وتوجهوا إلى بيت عمهما الذين وجدو فيه حنان الأبوة الذين حرمنا منه، وقامتا بتحرير محضر بما تفعله الأم، ورفعوا قضية ضد الأم الخائنة، وأكدت الفتاتان أمام المحكمة في القضية رقم 4349 بمحكمة السويس الابتدائية، بكافة تفاصيل ما تفعله والدتهما، وقيامهما بمواجهتها أكثر من مرة، ولكنها دائمًا ما رفضت التراجع، مما دفعهما للإقامة مع شقيق والدهما.
واشتكت الفتاتين للمحكمة قائلتين "منذ وفاه الأب ظهرت على أمهما تصرفات تكشف ارتباطها بأحد الأشخاص ثم تطور الأمر بظهور شخص آخر، مؤكدة أنه تم ضبط أحد هؤلاء الأشخاص مع والدتها يمارسان الرذيلة فى سرير غرفه نوم والدهما، انهارت شقيقتي تماما، مع مشاهدتها هذا الموقف، ولكن للأسف لم تتراجع والدتي"، وانهار الفتاتين باكيتين أمام المحكمة مطالبين القاضي بإصدار حكما "بطرد والدتهما خارج المنزل لأن ما فعلته هو إهانة لوالدهما المتوفى قائلين "مش عاوزينها، متنفعش تكون أم"