القاهرة- شيماء مكاوي
من الوارد أن يكون الزوجان مختلفين سياسيًا وتحدث بينهما مشاحنات، والبعض لا يستطيع السيطرة على أعصابه ويصل الأمر حد السباب والصراخ، ولتفادي ذلك يجب مراعاة إعطاء كل طرف حقه في التفكير وفي اختيار الفكر السياسي الذي يروق له، مع عدم محاولة فرض الآراء على الطرف الآخر، والتحكم في النفس وعدم الانفعال السريع، والحفاظ على الهدوء حتى يمر الموقف.
ومن المهم البحث عن النقاط المشتركة بين الزوجين ولإيجادها فيجب أولًا تقريب وجهات النظر بالاستماع والابتعاد عن النقط المعروف مسبقًا أنها ستؤدي إلى الصدام، كما يجب ألا يطغى الحديث السياسي على الحياة الزوجية، بل يمكن أن يكون جزءًا منها، مع أهمية الابتعاد عن التجريح فالملاحظ في الاختلاف السياسي أنه قد يشمل نوعًا من التجريح وإيذاء مشاعر الآخرين، وكذلك البعد عن التعصب والعند والجدال.
ومن الممكن أن يكون الطرف الآخر يعاني من ضغوط الحياة اليومية وينفّس عنها أثناء الحديث عن السياسة، فيبدأ في الانفعال وهنا يجب أن نجعله يشعر بالحب والاحترام وكلمات حنونة كفيلة بتغيير مجرى الحديث، ولا يوجد قرار سياسي مبني على العاطفة، فالسياسيين يحسبون الأمور بمنطق مختلف عن الآخرين تبعًا لتغير المصلحة السياسية.
والمشكلة هنا تكمن في إن الإعلام الموجه دائمًا ما يستغل عاطفة المشاهد العادي من أجل إيصال رسالة ما إليه، وقد تتعمد بعض تلك الوسائل تزييف الحقيقة أو تجميلها حسب المصلحة السياسية فلا يجب أن يؤثر ذلك على الزوجين، اللذان يجب أن يتذكرا أن الحياة الزوجية بعيدة كل البعد عن السياسة وأن يراعيا تلك الحدود الفاصلة.