القاهرة ـ مصر اليوم
قال السفير منير زهران رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية إن مصر استعادت كامل ترابها الوطني الذي تعرض للاحتلال الإسرائيلي في حرب 5 يونيو 1967 بالحرب ثم بالسلام.
جاء ذلك في كلمة زهران، أمام الندوة التي عقدها مجلس الشئؤون الخارجية، الاثنين، تحت عنوان "معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بعد 40 عاما"، التي حضرها أعضاء المجلس وعدد من الشخصيات العامة والدبلوماسيين، من بينهم الدكتور نبيل العربي، وذلك بمناسبة مرور أربعين عاما على إبرام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979.
وأشار السفير منير زهران إلى أن تلك المعاهدة وضعت حدا للصراع بين مصر وإسرائيل منذ حرب فلسطين عام 1948 رغم أنها لم تحقق سلاما شاملا وكاملا للنزاع العربي الإسرائيلي; "إذ لم تؤد إلى إزالة آثار عدوان يونيو 1967 بالكامل نظرا لاستمرار احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية والجولان السوري المحتل، رغم إبرام معاهدة سلام أخرى بين الأردن وإسرائيل عام 1994.
كما لم تتوصل مفاوضات المعاهدة إلى الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وإنهاء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقت لقرار الجمعية العامة رقم 194".
ولفت رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية إلى أن هذا الشهر يواكب أيضا مرور ثلاثين عاما على استرداد مصر لشريط طابا عن طريق التحكيم الدولي، الذي كان الدكتور نبيل العربي يقود الوفد المصري خلاله، حيث تم رفع العلم المصري على طابا في 19 مارس 1989; مضيفا "هكذا استعادت مصر كامل ترابها الوطني، منذ حرب الاستنزاف التي ضحت فيها مصر بالغالي والنفيس، وكافحت من خلال قواتها المسلحة ودبلوماسيتها منذ صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 في نوفمبر 1967 ومساعي ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة جوانار يارنج لتنفيذ ذلك القرار وباءت جهوده بالفشل".
وأوضح السفير زهران أن إسرائيل عرقلت تنفيذ أحكام ذلك القرار الذي نص على عدم جواز احتلال الأراضي بالقوة وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في تلك الحرب، واستمرت في المراوغة، بل وادعت إسرائيل أن حدودها الجنوبية التي يمكن الدفاع عنها هي قناة السويس، وبالتوازي مع ذلك كانت حرب الاستنزاف التي كبدت مصر تكاليف باهظة وسقط فيها شهداء من القوات المسلحة ومن السكان المدنيين مع تدمير للمرافق الحيوية في مصر.
وتابع رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية أنه إزاء فشل الجهود الدبلوماسية في إزالة آثار العدوان من خلال الأمم المتحدة والمساعي الدبلوماسية، جاءت حرب أكتوبر 1973 وعبور الجيش المصري الظافر لقناة السويس ثم تدخل مجاس الأمن في 22 أكتوبر 1973 بإصدار قراره رقم 338 الذي قرر وقف إطلاق النار والدخول في مباحثات للتوصل إلى تسوية سلمية استنادا إلى قرار المجلس رقم 242 ومؤتمر جنيف للسلام في ديسمبر 1973 وأعقب ذلك فض الاشتباك الأول ثم الثاني في شبه جديدة سيناء.
ولفت السفير منير زهران إلى أنه مع استمرار مراوغة إسرائيل في تنفيذ قرارات مجلس الأمن كانت مبادرة الرئيس الراحل أنور السادات بالذهاب إلى القدس وخطابه التاريخي أمام الكنيست في نوفمبر 1977 الذي فتح الطريق إلى مفاوضات كامب ديفيد عام 1978 التي أسفرت عن الاتفاق الإطاري، الذي أفسح المجال لمفاوضات الحكم الذاتي التي حرصت فيها مصر على الدفاع عن حقوق الفلسطينيين الوطنية بالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية في جولات عديدة من المفاوضات المباشرة بين الجانبين التي أبلى فيها المفاوض المصري بلاء حسنا وبمشاركة من جانب وفد أمريكي.
وأضاف رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية أن تعنت الجانب الإسرائيلي وتصلب مواقفه أدى إلى فشل مفاوضات الحكم الذاتي للفلسطينيين; وهكذا جاءت مفاوضات جولة ثانية من مفاوضات كامب ديفيد انتهت في 26 مارس 1979 بتوقيع معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية في واشنطن.
وقد يهمك أيضًا:
الدول العربية قد تطلب تعديلاً على مشروع الجولان السوري "المُحتَل" خلال قمة تونس