عمان ـ أسامة الرنتيسي
عاتب حزب "جبهة العمل الإسلامي" الذراع السياسي لجماعة "الإخوان" المسلمين في الأردن، الرئيس المصري محمد مرسي على رسالته التي سلمها سفيره لدى إسرائيل إلى رئيس الكيان شمعون بيريز وحملت توقيع مرسي. وأكد الحزب أن "الحزب أرسل الإثنين، رسالة عتاب إلى مرسي، وإن عتبنا جاء احتجاجًا على أن رسالة السفير المصري إلى جانب إرسال سفير للكيان الصهيوني جاء في مرحلة تزداد فيها عدوانية العدو الصهيوني على المقدسات والشعب الفلسطيني"، معبرًا عن صدمته إزاء نص هذه الرسالة وقال "مفاجأتنا كانت عظيمة، وإلى حد الصدمة، حين أطلعنا على رسالتكم التي حملها سفير بلدكم إلى رئيس الكيان الصهيوني، حتى كان عسيرًا علينا أن نصدق ما جاء فيها، أو أنها تحمل توقيعكم". ونوه الحزب الأردني في رسالته، إلى أن "معاهدة كامب ديفيد، انتقصت من سيادة مصر وأخرجتها من معادلة الصراع مع العدو الصهيوني، الذي أقام دولته على الاغتصاب والإرهاب والعدوان، والذي يشكل أعظم تهديد للمنطقة والعالم، بسبب طبيعته العنصرية ومشروعاته التوسعية، وأنه يتفهم ما يواجه مرسي من تحديات خطيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ومن هنا فإننا لا نطالبكم والحالة هذه بإعلان الحرب على تل أبيب، لأننا نعلم أن تحرير فلسطين لا سبيل إلى تحقيقه قبل توحيد الأمة وانخراطها في مشروع جهادي تضع الأمة كل إمكاناتها فيه، ولكننا نطالبكم بالانسجام مع الثقافة التي نشأتم عليها، والقيم التي تربيتم عليها، والمفردات والتعابير التي تستند إلى قيمكم وثقافتكم، فشمعون بيريز الملطخة يديه بدماء العرب والمسلمين لن يكون صديقًا ولن يكون عزيزًا، وفلسطين المقدسة أرض الإسراء والمعراج والنبوات والحضارات، التي قدمت مصر آلاف الشهداء دفاعًا عن عروبتها وإسلاميتها لن تكون بلدًا لشذاذ الآفاق الذين زرعهم المستعمرون غدة سرطانية في وطننا". وتابع الحزب في رسالته "نحن ندرك أن هذه الصيغة التي تضمنتها رسالتكم إلى تل أبيب معتمدة ومقرة وموحدة، ولكننا ندرك أيضًا أن شعب مصر العظيم الذي انتخبكم والحركة الإسلامية التي قدمتكم لا يقبلون منكم أن تكونوا استمرارًا لمن سبقوكم ولا يرضون لكم إلا التميز في الخطاب والسلوك على حد سواء، فالعرف الخاطىء لا يلزم الكبار من أمثالكم، ونعرب عن أملنا بألا يتكرر الخطأ، ونأمل بألا تسمحوا مستقبلاً بمثل هذا الخطأ البروتوكولي، ونسأل الله سبحانه أن يغفر لكم وأرجو أن تسامحونا على الصراحة التي مبعثها حبكم والحرص على نصاعة سيرتكم والثقة بسعة صدركم".