دشنت الحكومة المصرية، بمعرفة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر ، أول حملة وطنية متكاملة للتوعية بمخاطر جريمة الإتجار بالبشر، تحت شعار " معا ضد الإتجار بالبشر " ، بهدف تبصير المواطنين عامة والبسطاء والأميين خاصة في المدن والقرى والنجوع بتلك الجريمة ، والتعريف بها وبأشكالها وصور الاستغلال التي يمكن أن يتعرض لها المواطنون داخل البلاد وخارجها ، مما يسهم في تحقيق منظومة الحماية الاجتماعية الأكبر التي شرعت فيها الدولة من أجل توفير حياة أكثر أمنا للجميع.

وجاء ذلك في احتفالية واسعة، بحضور السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة، ولفيف من سفراء الدول الأجنبية في مصر ودبلوماسيها ، والفنانين وممثلي الجمعيات والأهلية المصرية ووكالات الأمم المتحدة المعنية ، والمجالس القومية لحقوق الإنسان ، وللطفولة والأمومة ، والمرأة وممثلي وسائل الإعلام المختلفة وشركات القطاع الخاص

وتعتمد الحملة التي يشارك فيها متطوعا الفنان آسر ياسين على شرح أشكال الإتجار بالبشر بصورة مبسطة من خلال رسائل تعريفية ، وأفلام فيديو وصور ودورات تدريبية ، الأمر الذي يسهم في رفع مستوى الوعي العام بمخاطر تلك الجريمة ، التي تعتبر أحد أخطر الجرائم التي تعتمد بشكل رئيسي على استغلال حاجة الإنسان وضعفه وعدم وعيه بالأساليب التي تستخدمها العصابات الإجرامية للإيقاع بضحاياها ، وتحث المواطنين على المشاركة في الإبلاغ عنها، والتعريف بالعقوبات الرادعة التي نص عليها القانون رقم 64 لسنة 2010 بحق مرتكبيها.

وقالت السفيرة نائلة جبر ، في كلمتها الافتتاحية إن الحملة تأتى تنفيذا للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإتجار بالبشر (2016-2021)، إذ تعتزم اللجنة الوطنية بالشراكة مع أعضائها من الوزارات والهيئات والمجالس القومية، تكثيف كافة الجهود الخاصة بالتصدي لهذه الجريمة ، وتعزيز أنشطة الحماية لضحاياها ، مشيرة إلى أن الحملة هي استمرار لجهود عديدة بدأت منذ سنوات في مجال التوعية ، إلا أن اللجنة حرصت في هذه المرحلة على تطوير النهج لتخرج الحملة بشكل موضوعي وفنى متكامل حتى تصل الرسالة بصورة مبسطة إلى العدد الأكبر من المواطنين.

واعتبرت جبر أن الحملة أحد الدعائم الأساسية لسياسة الدولة الرامية إلى تعزيز أنشطة الحماية ، ولهذا فإنها ستكون واسعة النطاق ، وسيشارك فيها الأجهزة الحكومية التنفيذية والمجالس الوطنية ، ومنظمات المجتمع المدني ، حيث لديها مسئولية اجتماعية هامة ستضطلع بها في عمليات التعريف والتبصير بالخطر وبإمكانات المواجهة ، مشددة على دور المواطن باعتباره هدف الحملة وعنصر نجاحها ، فمتى استوعب الرسالة تحول من متلقى إلى عنصر إيجابي ، يساهم في نشر الفكرة والإبلاغ عن أية محاولات لاستغلال الفئات الأكثر ضعفا.

وقالت السفيرة نائلة جبر، إن الاستغلال هو ركيزة تلك الجريمة التي لا تنتهى داخل حدود الوطن فقط ، وإنما تقع أخطر صوره خارج البلاد، ومن هنا جاء حرص اللجنة على تعريف الدبلوماسي المصري بدوره في حماية المواطنين المصريين بالخارج حال تعرضهم لأية صورة من صور الإتجار ، مشيرة إلى أن اللجنة تعتمد في جميع حملاتها وبرامجها على مشاركة أعضائها من وزارات وهيئات ومجالس وطنية وممثلي الأجهزة التي تضطلع بالدور الأهم في أنشطة الحماية .

وأوضحت أن الإتجار بالبشر جريمة تهدد كافة الدول والمجتمعات سواء متقدمة أو نامية أو أقل نموا ، ومن منطلق حرص مصر على حماية مواطنيها من هذا الخطر ، جاءت أهمية إطلاق حملة توعية متكاملة للتعريف بالجريمة ، وأهم أشكالها وصورها ، حيث يتعرض البعض إلى عمليات الاستغلال دون الدراية بخطورة الأمر وأبعاده وتداعياته ونتائجه الخطيرة.

وأشاد ليورنت دي بويك مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة ، Laurent De Boeck في كلمته، بمبادرة الحكومة المصرية من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان ، مشيرا إلى أن الحملة الوطنية للتوعية بجريمة الإتجار بالبشر هي خطوة قوية لحماية المهددين بالوقوع في براثن تلك الجريمة ، ورسالة أمل على طريق مناهضتها ، حيث يعد نشر الوعى والمعرفة من أهم الإجراءات لمكافحة الجريمة ، معربا عن تمنياته أن تصل الرسالة لأطفال مصر وشبابها .

وأكد يورش رامزوك Wiersh Ramsoekh نائب السفير الهولندي لدى مصر ، ترحيب بلاده بالتعاون مع مصر والمنظمة الدولية للهجرة للعمل على إنجاح الحملة وتعزيزها ، مما يسهم في جمع مزيد من البيانات وتحديد الضحايا وملاحقه المجرمين قضائيا ، مشددا على أهمية التصدي عالميا لتلك الجريمة والقضاء على أسبابها ويأتي في مقدمتها الفقر وعدم الاستقرار.

ثم قامت السفيرة نائلة جبر بتكريم الفنان الشاب آسر ياسين الذى منح التسجيلات الصوتية للأفلام التعريفية صوته وإحساسه ، فكان نموذجا لالتزام الفنان بخدمة وطنه وحمايه مجتمعه.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ 
إشادة سويسرية بدور مصر في مكافحة التطرف والهجرة غير الشرعية
أمير كرارة ينتهي من تصوير مشاهد "الهجرة غير الشرعية" في"كلبش3"