نيويورك - مصر اليوم
يعد تقييم العمل الفني أمراً نسبياً بحتاً؛ لاختلافه من شخصٍ لآخر وفقاً لقناعاته الشخصية أو ما يستهويه.
إلا أنه عندما يتعلق الأمر بفن كالسينما، فعادةً ما يكون رأي الجمهور على وتيرة واحدة فيتفقون معاً أو يختلفون معاً، لكن ذلك لا يمنع وجود استثناءات حادة ولافتة.
فهناك بعض الأفلام التي استحسنها النقاد وتهافتت عليها المهرجانات العالمية، ونجحت في حصد جوائز هامة، لكننا في الوقت نفسه فوجئنا بتدني إيراداتها بشكل ملحوظ، فلم تحقق النجاح المتوقع لها في شباك التذاكر، وهو أمر مُحير بعض الشيء، لذلك سنعرض لكم في هذا التقرير أشهر تلك الأفلام.
أُنتج هذا الفيلم الأميركي عام 1939م، وهو من ﺇﺧﺮاﺝ فيكتور فليمنغ، وبطولة كل من جاك هالي، وجودي جارلاند وبيلي بيورك. أما حكايته فمقتبسة عن قصة من تأليف نويل لانجلي، ويحتل الفيلم على موقع الـ IMDb المرتبة الـ231 ضمن أفضل 250 فيلماً في تاريخ السينما.
نجح الفيلم في لفت الانتباه وقت عرضه للكثير من الأسباب؛ فمن جهة يعد عملاً موسيقياً متميزاً، وأيضاً استُخدمت به تقنية جديدة وقتها وهي الــــ"Technicolo"، هذا بجانب المؤثرات البصرية والفنية الخاصة التي استُخدمت في مشاهده وكانت حديثة العهد جداً بمجال السينما، وهذا جعل ميزانية إنتاج الفيلم تكون الأعلى بتاريخ شركة الإنتاج "مترو غولدن ماير" في ذلك الوقت؛ إذ بلغت 2.8 مليون دولار، وهو رقم ضخم بالنسبة لتلك الفترة.
رغم أن الفيلم حقق نجاحاً فنياً كبيراً وقت عرضه، وترشح لـ6 جوائز أوسكار، فاز باثنتين منهم هما أفضل أغنية، وأفضل موسيقى تصويرية، بالإضافة إلى استحسان النقاد له، فإن إيراداته كانت بمثابة خسارة فادحة للشركة المنتجة؛ إذ لم يستطع الفيلم جني سوى 3 ملايين دولار.
لكن، نجحت الشركة المنتجة، لاحقاً، في تعويض خسارتها، بعدما أعادت طرح الفيلم بالسينمات في عام 1949 احتفالاً بمرور 10 سنوات على إنتاجه، وهو ما جعلهم يحصدون أرباحاً إضافية بلغت 1.5 مليون دولار، ليتم بعدها عرضه مُجدداً أكثر من مرة في الأعوام التالية "1955، 1970، 1971، 1989، 1998، 2002، 2013 (IMAX 3D)، وأخيراً في يناير/كانون الثاني 2015".
. Citizen kane
فيلم درامي أميركي، إنتاج عام 1941م، من تأليف كل من أورسون ويلز وهيرمان جي.مانكيوز، وإخراج أورسون ويلز، في حين قام بدور البطولة وأورسون ويلز، ودوروثي كمينجوري، وراي كولينز.
يحتل هذا الفيلم المركز الـ70 في قائمة أفضل الأفلام بموقع الـIMDbـ، كما صنفه معهد الفيلم الأميركي كواحد من أعظم 100 فيلم في تاريخ السينما الأميركية، ورغم هذه التقييمات الإيجابية العديدة التي حظي بها وقت عرضه، مما أهله للترشح لـ9 جوائز أوسكار، فإنه لم يحصد منها سوى جائزة واحدة فقط وهي أوسكار أفضل نص أصلي.
أدى ذلك إلى إشاعة أن أورسون ويلز، تعرض للإقصاء من المنافسة، ووضع بالقائمة السوداء للأكاديمية؛ بسبب حملة التشهير التي أقامها ضده الإعلامي ويليام راندولف، بشكل واضح وصريح للدرجة التي جعلت "راندولف" يحاول التخلص من نسخة العمل الأصلية حرقاً.
وأثر ذلك على حصيلة إيرادات الفيلم، خاصة أن إحدى سلاسل دور العرض التي تضم وحدها 500 مسرح رفضت عرض الفيلم؛ كي لا تُغضب "راندولف"، وكانت النتيجة أن حقق الفيلم إيرادات بلغت 1.5 مليون دولار، مقابل ميزانية بلغت 839.7 ألف دولار، وهو رقم ضئيل بالطبع.
لكن الجيد فيما يخص عالم السينما أن التقدير لا يكون مادياً فقط، فحتى وإن كان منتجو الفيلم خسروا أموالهم إلا أن هذا لا يمنع كونهم صنعوا عملاً سيُخلد في تاريخ السينما العالمية.