استمتع الجمهور العاصمي مساء الخميس بفيلم "محطة الشمال" للمخرجة الفرنسية كلير سيمون الذي يروي محطات عديدة من الحياة بمحطة القطار المشهورة. وقد اختير هذا الفيلم الذي تجري وقائعه على مدى 119 دقيقة لافتتاح "الأيام السينمائية للفيلم الأوروبي" التي تجري فعالياتها بقاعة السينما محمد زينات برياض الفتح. ويروي هذا الفيلم الذي تجري أحداثه داخل المحطة وقائع لقاء إسماعيل طالب يسأل المسافرين لربح قوته بالموازاة مع تحضيره لأطروحة في علم الاجتماع و ماتيلد مسافرة و أستاذة بالجامعة. ومع صديقته يتحادث إسماعيل الذي تقمص دوره رضا كاتب مع مختلف الأشخاص المسافرة التي تمر أو تعيش أو تعمل بهذه المحطة التي حولتها المخرجة لنموذج مصغر من المجتمع الذي تعيش فيه يوميا مبرزة مختلف الجنسيات و المهن التي توجد به. و مع مر الأيام ولدت قصة حب بين الصديقين اللذين يواصلان حديثهما مع مستعملي المحطة التي بدت كقرية عالمية تكشف عن أوجه عديدة للحياة المعاشة يوميا من طرف الأشخاص المترددين عليها على غرار بائع الحوليات الذي كان جنديا أو تلك الفتاة البائعة التي تخشى فقدان عملها أو ذلك العون العقاري الذي لا يعتني كما ينبغي بعائلته التي يفقدها لان عمله أخذ كل وقته أو حتى المنحرفين أو رجال الشرطة و الطلبة الذين يصنعون عالم هذا الفيلم. و يعالج هذا الفيلم الذي يبرز واقع الحياة في فرنسا من خلال مشاكل البطالة و تلاشي الروابط العائلية مختلف أوجه شخصيات الفيلم التي تعتبر عينة من المجتمع. و يعتبر فيلم "محطة الشمال" الذي أنتج عام 2013 خامس فيلم طويل للمخرجة و كاتبة السيناريو و الممثلة كلير سيمون التي كانت بداياتها في السينما في نهاية السبعينيات إلى جانب سينمائيين و تقنيين جزائريين. و ستتواصل أيام الفيلم الأوروبي التي افتتحت أمس الخميس إلى غاية يوم الفاتح من فيفري بعرض نحو عشرين فيلما أوروبيا بقاعة السينما محمد زينات.