انتشر فيلم قصير بعنوان"عصي الهوان"على موقع اليوتيوب من إخراج وسام قهوجي، ويكثف قصة لاجيء سوري وطفلته بعدما غادرا وطنهما بحثا عن ملاذ آمن في لبنان. ثيمة الفيلم الذي لا تتجاوز مدته عشر دقائق تدين بشكل جلي "حالة التنكر و نكران الجميل" خصوصا في طريقة تصوير قصة اللاجئ السوري الذي يذهب وطفلته الى احدى الفلل في لبنان فيخبر حارس الفيلا انه وابنته ذات الأعوام العشرة هربا من مخيم اللاجئين بسبب الذل الذي عانوه هناك ويطلب منه ان يمكثا عندهم لبضعة ايام الى ان يجدا بيتا فيستأجره، ليجيبه الحارس بانه سيبلغ صاحب الفيلا بالامر، مخبرا اياه ان هناك غرفتين فارغتين و"انشاء الله خير". يخبر الحارس صاحب الفيلا فيجيبه "اصرفهم عني" ولكن تحت الحاح الحارس يوافق صاحب الفيلا على ان يمكث اللاجئ وابنته في المعمل المهجور الذي يملكه خلف الفيلا. الأب اللاجئ وطفلته يستقران في المعمل المدمر تماما وسط الركام، فتتوالى على ذاكرته صور من ماضيه خصوصا لحظة مقتل زوجته في الحرب الاهلية المستعرة في الشام. فجأة يأتي صاحب الفيلا ليلقي نظرة على اللاجئ وابنته فيصدم بمشهدهما في المكان الذي لا يليق بالبشر. خجل شديد ينتاب صاحب الفيلا بعدما يتيقن ان اللاجئ السوري كان مضيفه حين كان لاجئا واسرته وفتح لهم بيته في سورية خلال العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 . يعيد الفيلم مشهدا من ذلك التاريخ يروي كيف جاء هذا اللبناني وزوجته وطرقا باب الرجل السوري، وقال له "نحن اخوتكم من لبنان" فرحب بهما السوري واعطاهما مفاتيح بيته واخذ زوجته وابنته ليمكثا عند اهله لبعض الوقت. واثار الفيلم في ثيمته الرئيسية الموجعة سخط اوساط لبنانية واسعة رأت فيه اساءة الى الشعب اللبناني، وهم يقارنون بين عدوان استمر شهرا واحدا بحرب اهلية ضروس تعصف بالشام مذ نحو سنتين ونصف السنة. وقال مغردون على تويتر ومعلقون على موقع "فيسبوك" ان عدد اللبنانيين الذين لجأوا الى سورية رقم ضئيل جدا بالنسبة للسوريين الذين قدموا الى لبنان الذي لا تحتمل امكاناته المتواضعة استيعاب اعداد اللاجئين الكبيرة .