مراكش - و م ع
عاش جمهور مهرجان مراكش، مساء اليوم الأحد، لحظات تأثر وتجاوب انساني مع قصة فيلم "المسيرة" للمخرج البلجيكي المغربي الأصل، نبيل بن يادير، الذي كان بمثابة فلاش باك لمسار طويل ومضن من مكافحة العنصرية بفرنسا. وحضر العرض طاقم الفيلم الذي ضم بالخصوص النجم الكوميدي جمال الدبوز في تجربة جديدة له زاوجت الحس الفكاهي مع العمق الدرامي لموضوع بالغ الحساسية. ويحكي الفيلم في 120 دقيقة أطوار مبادرة انطلقت في الضواحي الفرنسية التي تعيش واقع التهميش والاقصاء، يقودها شباب من مغاربيين وفرنسيين، في اتجاه تحريك ملف مناهضة العنصرية ووقف نزيف الضحايا الذين سقطوا بأيدي الكراهية العمياء.مسيرة مضنية ومطبات وتحديات بالجملة تواجه هذا الحركة السلمية التي تجوب عبر 1000 كيلومتر، بلدات ومدنا فرنسية، وصولا الى التاريخ الحاسم: 3 دجنبر بالعاصمة باريس، حيث تحصد المجموعة ثمرة مجهودها وهي تعانق حشودا بعشرات الآلاف، يرفعون شعارات من أجل "فرنسا المساواة". على أن الفيلم ينتهي بتشخيص قاتم حين يشعر صناع المبادرة أن حركتهم سلبت منهم، بعد ثلاثين سنة على تاريخ الحدث (1983). خلاصته المريرة كانت "لم يتغير شيء..أو تقريبا".تفوق المخرج نبيل بن يادير في خلق الانسجام والتكامل بين المادة الوثائقية لحدث حي في الذاكرة والنص المتخيل الذي انفتح أكثر على حميميات أبطال "المسيرة" وخلفياتهم الفكرية والقيمية، لكن الفيلم أطنب في الخطاب المباشر، وبدا للبعض أنه سقط في تمطيط كان في غنى عنه، كما بالغ في افتعال المشاهد ذات النزعة العاطفية والخطابية التي تلعب على الوتر السهل للمشاهد. وأضفى الممثل المغربي جمال الدبوز مسحة هزلية على قصة الفيلم، وهو يلعب دور المشرد المدمن، ذي السوابق السجنية الذي ينضم لاحقا الى مجموعة السائرين ضد العنصرية، ويفتح عينيه على إمكانية حياة أخرى، أكثر جدية وانسانية.كتب سيناريو الفيلم نبيل بن يادير ونادية لخضر، وشخص أدواره الرئيسية أوليفيي كورمي (دوبوا)، توفيق جلاب (محمد)، فانسون روتيي ( سيلفان)، مبارك بلكوك (فريد)، نادر بوصندال (يزيد)، لبنى أزابال (خيرة)، حفصية حرزي (مونيا) وشارلوت لوبون (كلير). يذكر أن الفيلم يتنافس لنيل جوائز المسابقة الرسمية للدورة 13 ، التي تعرف مشاركة 15 فيلما تعكس تجارب ومرجعيات إبداعية متنوعة.