لندن ـ وكالات
عرض تلفزيون ‘بي بي سي’ العربي فيلما وثائقيا من اعداد وتقدم الصحافية ندى عبد الصمد يكشف خصوصية التيارات السلفية في لبنان خصوصا في مدينة طرابلس الشمالية. وحاول الفيلم الربط بين الاحداث في سورية وقتال حزب الله الى جانب النظام السوري في القصير وغيرها من المناطق وبين بروز التيارات السلفية في لبنان. وسلط الفيلم الضوء على النمو المتزايد للتيارات السلفية في لبنان مع ارتفاع حدة القتال في سورية، وتحوله الى قتال مذهبي. حيث تمثل ذلك، حسب الفيلم، بازدياد الحضور في الجوامع التي يؤمها مشايخ من التيارات السلفية للصلاة وللاستماع الى الموقف مما يجري خلف الحدود. وعكس واقع التيارات السلفية الحالي وحضورها، انضمام لبنان عمليا الى ما بات يعرف بـ ‘الربيع الاسلامي’. وحاول الفيلم الاجابة على أسئلة كثيرة مثل: من هي تلك التيارات؟ من هم ابرز وجوهها؟ ما هو مشروعهم؟ وما هو موقفهم من الاخر وتحديدا من الشيعة ومن حزب الله محور الهجوم في كل خطابهم السياسي؟ وسلط الفيلم الوثائقي على تلك الوجوه وكشف ايضا على ما يدرس في معاهد تلك التيارات، وعلى برامج الاذاعة الاساسية لتلك التيارات. كما القى الفيلم الوثائقي الضوء على نظرة تلك التيارات للجهاد، وهل من سلفية جهادية في لبنان؟ وما هي علاقة هؤلاء بتنظيم القاعدة؟ وبماذا تختلف المرأة السلفية عن غيرها؟ وثائقي ‘سلفيو لبنان’، يدخل في خصوصيات تلك التيارات بصورة غير مسبوقة ونظرتها الى مناح في الحياة منها الموسيقى مثلا، التي لا يسمعونها لانها حرام حتى انهم يستبدلوا موسيقة الافلام بدبلجة من اصوات اناس كخلفية موسيقية. وترجع التيارات السلفية سبب اعلان تسليحها لتحرك حزب الله العسكري بحجة الدفاع عن السنة في مواجهة ‘مد حزب الله’. وذلك بدأ مع احداث ايار (مايو) في لبنان التي انتهت بما بات يعرف باتفاق الدوحة والذي بموجبه انسحب مقاتلو حزب الله من الطرق، رغم الجهود التي تبذل لنفي ذلك. وبقيت التيارات السلفية في لبنان في الظل كل تلك السنوات الى ان خرجت الى الضوء مجددا مع احداث السابع من ايار (مايو)، عندما نزل مقاتلو حزب الله الى الشارع في بيروت وبعض مناطق الجبل احتجاجا على قرارات حكومية اعتبرها الحزب بانها تمسّ بسلاحه. حينذاك، اقفل الحزب المطار والمرافق وعطل المؤسسات وشن حملة عنيفة على تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري واحد ابرز وجوهه، فؤاد السنيورة الذي كان يومها رئيسا للحكومة. وظل التوتر سائدا، لكن العودة الاقوى لتلك التيارات كانت مع انطلاق شرارة الانتفاضة في سورية. فخرجت تظاهرات في مدينة طرابلس شمال لبنان اعتبرت الاضخم في لبنان تأييدا للحراك ضد النظام في سورية وكانت رايات التيارات السلفية السود تغطي المشهد. الفيلم موضوعي غطى الاشياء كما تحدث ونقل الكلام من اصحابه ليكشف لنا ما الذي ينتظره لبنان في حال استمر الصراع الطائفي المذهبي بانتظار الفرصة المناسبة للظهور بشكل أشرس، ولبنان البلد سيكون الخاسر الاكبر. وختم الفيلم الوثائقي بالاعلان الواضح للهدف الذي يعمل السلفيين من اجله وهو الوصول الى الخلافة الاسلامية في نهاية المطاف.