القدس المحتلة ـ وكالات
منحت جائزة فئة «نظرة ما» في مهرجان «كان» مساء أمس الأول لفيلم «الصورة الناقصة» للسينمائي الفرنسي- الكمبودي ريثي بان حول فظاعة الإبادة الجماعية في كمبوديا، بينما كانت جائزة لجنة التحكيم في هذه الفئة من نصيب «عمر» للمخرج الفلسطسيني هاني أبوأسعد. ويتناول المخرج الكمبودي في فيلمه الجديد عمل الذاكرة ومعاناة الناجين من نظام الخمير الحمر في كمبوديا. وفي هذا الفيلم الوثائقي الشخصي والحميم يبحث ريثي بان الناجي من معسكرات الأشغال الشاقة التابعة للخمير الحمر، والذي فقد جزءاً من عائلته فيها، عن الصورة الناقصة» في مجازر الإبادة هذه، التي تسمح برواية التاريخ. ومع عجزه عن إيجادها، يتساءل عن دوره كسينمائي ويقرر أن «يوجد» بنفسه هذه الصور التي تساعد على فهم الماضي. ويعيد بواسطة تماثيل صغيرة من الطين تشكيل الصور المفقودة من طفولته في كمبوديا والمأساة التي عرفتها عائلته. وقد أهدى المخرج جائزته إلى السينمائي الإيراني المعارض جعفر بناهي الموضوع في الإقامة الجبرية في بلاده والممنوع عن ممارسته مهنته. أما جائزة لجنة التحكيم في هذه الفئة فكانت من نصيب «عمر» للمخرج الفلسطيني عمر أبوأسعد، وهي قصة حب وخيانة بطلها ثلاثة أصدقاء طفولة وشابة في الأراضي الفلسطينية. ويعمد المخرج الفلسطيني إلى تصوير الواقع الفلسطيني متناولا الحب في زمن الاحتلال وعائق جدار الفصل، فضلا عن مشاعر الشك والثقة التي تتحكم في علاقات الصداقة والحب في قلب المجتمع الفلسطيني. أما جائزة الإخراج فكانت من نصيب «شخص مجهول في البحيرة» للفرنسي الان جيرودي حول قصص حب بين مثليين. من جهة أخرى، فاز فيلم «لا في داديل» (حياة اديل) للمخرج الفرنسي عبداللطيف كشيش حول مراهقة تتفتح على الرغبة مع فتاة ذات شعر ازرق مساء السبت بجائزة النقاد الدوليين (فيبريسكي) في إطار مهرجان «كان». ويتناول فيلم كشيش بإنسانية ورقة هذا الحب الجارف بين امرأتين، كما لم يسبق أن تم تناوله في السينما. ومنحت لجنة التحكيم جائزة فيبريسكي (الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية) جائزتها للسينمائي الإيراني محمد رسولوف عن فيمله «المخطوطات لا تحترق»، وهو فيلم عن الرقابة في إيران، وقد صور بسرية ويروي صعوبات كاتب في نشر أعماله، ويتناول بشكل عام أكثر وضع الفنانين الإيرانيين.