الفيلم:  Stoker ـ  إخراج: تشان - ووك بارك تشويق الولايات المتحدة 2013 تقييم: (2*) (من خمسة) هناك مخرجان من كوريا الجنوبية أقدما، خلال الأشهر القليلة الماضية، على تحقيق فيلميهما في الولايات المتحدة. جي - وون كيم أنجز «الوقفة الأخيرة» الذي قاد بطولته أرنولد شوارتزنيغر، وتشان - ووك بارك حقق «ستوكر» الذي وزّع بطولته بين ميا واسيكوفسكا في الصدارة وماثيو غود ونيكول كدمان في دورين مساندين قريبين. كل من هذين المخرجين لم يسبق له أن حقق فيلما أميركيا، وكل منهما لا يتحدّث الإنجليزية على نحو يمكن التواصل به من دون مترجم. إذا كان الفيلم السابق لا يحتاج إلى كثير تفسير وإدارة ممثلين، على أساس أن البطولة لمشاهد الأكشن، فإن الثاني يعتمد جدّا على الأداء لكي يحمل الحكاية قدما ما يجعل المرء يتساءل عما إذا كان وجود المترجم كافيا كوسيط بين مخرج لديه رؤية ما وممثل مفترض به تنفيذ رؤية المخرج. مهما يكن النتيجة هنا ليست في صالح هذه التجربة. تشان - ووك بارك مخرج حمل الدهشة لهواة الأفلام عندما قام قبل أربع سنوات أو نحوها بتحقيق فيلم «أولدبوي» الذي يريد سبايك لي إعادة إخراجه كفيلم أميركي. في ذلك الفيلم الكوري بنى عالما من الدكانة والعنف حول رجل مسجون بلا سبب يعرفه تبعا لخطة تقتضي بتطوير ملكية الانتقام لديه لدرجة انطلاقه لقتل من تسبب في سجنه ذاك ليكتشف أن الفتاة التي تعرّف عليها ليست سوى ابنته وأنهما ما زالا مخلبا في يد الرجل المجهول ذي النوايا الغامضة. الموضوع في «ستوكر» (اسم العائلة التي تنتمي إليها الشخصيات الرئيسية) يحتوي على توليفة ناشزة كهذه: بعد وفاة الأب رتشارد (درمور ملروني) يدخل حياة العائلة شقيقه تشارلي (ماثيو غود) الذي يدّعي أنه كان غائبا في رحلات أوروبية، بينما كان مقيما في مصحة بعدما ارتكب جريمة قتل ضحيّتها شقيقه الأصغر. العائلة مؤلفة من إنديا، وهي فتاة في الثانية والعشرين من العمر (واسيكوفسكا) التي ترتاب في هذا العم وتكتشف لاحقا أنها على حق في ارتيابها، ومن أمها نيكول كدمان التي ما إن مات زوجها حتى أخذت تحتفل. تذكّرها ابنتها بأن المرأة الأوروبية اعتادت الحداد لشهرين وفي بعض الشعوب لسنتين قبل أن تمارس حياتها الطبيعية، لكن الأم لم تكن تحب رتشارد وها هو تشارلي يصل وقد يملأ الفراغ. لكن تشارلي لن يملأ شيئا. إنه قاتل يستخدم حزامه الجلدي في الخنق وأول من يخنق المشرفة على البيت لأنها تعرف خلفيّته. الضحية الثانية عمّة الأسرة لأنها تعلم أيضا خلفيّته، والضحية الثالثة شاب تعرّض لإنديا محاولا اغتصابها. وبينما ينتقل الفيلم من جريمة إلى أخرى هناك ذروات يمكن التوقّف عندها، لكن الحال أنه، وربما بسبب حاجز اللغة، يبدو أن الممثلين كانوا غير ملهمين للبحث عن شخصيات أعمق من تلك التي يؤدونها. المشكلة الأخرى أن الفيلم - في ساعته الأولى - يكرر مفاداته. تعرف ما دار وستعرف ما سيدور لأنه ما زال في الدائرة ذاتها. والإخراج قائم على حذق متفذلك. لديك لقطة ستظهر في الدقيقة العاشرة وتتمتّها في الدقيقة الأربعين مثلا وذلك من باب ربط اللقطات للإجابة عن اللغز الذي ما عاد لغزا بقدر ما أصبح إزعاجا مستمرّا. هناك بنية هتشكوكية للفيلم لكن ألفرد هتشكوك كان مخرجا أفضل بكثير كونه كان يعرف كيف يربط الخيوط الفالتة في حبكة تتفوّق على السيناريو حين يكون ذاك ضعيفا. في حين أن المخرج بارك يرمي الخيوط الفالتة ويبقيها كذلك لفترة طويلة. حين يأتي الأمر لربطها تجده يخطئ في الربط بحيث تغيب العفوية ويحط التكلف.