القضية 23

قال المخرج اللبناني زياد دويري، الحاصل على جائزة أفضل موهبة عربية العام الحالي، من مجلة "فارايتي" الأمريكية، إن فيلمه "القضية 23"، يبحث عن العدالة والكرامة، في أي مكان بلغة السينما، بعيداً عن تفاصيل القصة الإنسانية التي يعالجها.
وأضاف دويري، في حوار مع النشرة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي شرف كبير، مما جعله يصر على القدوم من فرنسا، التي يقيم بها، لحضور العرض الخاص للفيلم وسط الفنانين والجمهور المصري الذواق ، لافتا إلى أن الفيلم احتل المرتبة الأولى بلبنان في مواجهة أفلام هوليوود، التي تسيطر على الساحة في البلاد، دون منافسة من الإنتاج اللبناني.
وأوضح أن مشاركة الفيلم في مهرجان الجونة منحته زخما وقوة لمواجهة المتطرفين الذين يشنون حرباً على العمل، وبكل أسف بات صوتهم مرتفعاً في الفترة الأخيرة، وعادة المتطرف يكون ضد كل الفنون الإنسانية.
يشار إلى أن فيلم "القضية 23" سبق وشارك في مهرجاني "البندقية"، و"تورنتو"، ولاقى استحساناً واسعاً، وفق مخرجه.
وعن تفسيره لتحقيق بعض الأفلام العربية نجاحات بالمهرجانات الدولية الكبرى، يقول دويري إن السينما في النهاية هي السينما، لغة عالمية، وتقديمها بشكل سلس بحيث يفهمها الجميع بغض النظر عن اللغات التي يتحدثون بها أو جنسياتهم أو غيرها من الاختلافات بين البشر، وهي مفتاح النجاح دوماً.
وتابع أن "القضية 23" يسير في هذا الطريق، فمغزى الفيلم هي العدالة، هو فيلم محكمة من خلال شخص لبناني مسيحي يقيم دعوى قضائية بحق فلسطيني بسبب سبه له ، موضحا أن العدالة هي البحث عن الكرامة، بغض النظر عن قصة الفيلم ذاتها.
يذكر أن مهرجان الجونة السينمائي كان قد اقام احتفالية خاصة لتسليم المخرج اللبنانى زياد دويرى، جائزة أفضل موهبة عربية للعام من قبل مجلة "فارايتي" الأمريكية الشهيرة.
وكان الفيلم قد حصد ردود أفعال ايجابية كبيرة لدى عرضه بمهرجان فينسيا السينمائى الدولي، كما حاز بطله الفلسطيني كامل الباشا على جائزة أفضل ممثل من المهرجان، ورشحت لبنان الفيلم ليمثلها رسميا للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.
وتدور أحداث الفيلم حول مشادة حادة تقع بين شاب مسيحي لبناني، ولاجئ فلسطيني مسلم مقيم فى لبنان بعد سقوط قطرات من الماء المتسخ من المزراب الخاص بشرفة الأول على رأس الثاني فى موقع للبناء، مما يؤدى الى تراشق بالألفاظ بين الاثنين.
وحينها يقرر الشاب اللبناني طوني الذى شعر بالإهانة، أن يرفع قضية ليتحول النزاع بين شخصين إلى قضية رأى عام يتابعها حشود غفيرة، فى مزيج إنساني وسياسي فى قالب واحد، يعيد تسليط الضوء بشكل غير مباشر على مأساة الحرب الاهلية فى لبنان.
ويشارك في بطولة الفيلم كل من عادل كرم، وريتا حايك، وكميل سلامة، وكرستين شويري.
ويعد المخرج زياد دويري واحدا من أبرز المخرجين العرب بعد نجاحه فى صناعة عدد من الأفلام المميزة التي شاركت فى العديد من المهرجانات الدولية، ونالت اشادات نقدية من المتخصصين فى مختلف أنحاء العالم، بداية من فيلمه الأول "بيروت الغربية"، والذي فاز بجائزة "فرانسوا شاليه" خلال مهرجان كان عام ١٩٩٨، ثم جائزة النقاد الدوليين فى مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.
كما نجح فيلمه "ليلى تقول" فى اقتناص عدد من الجوائز الهامة، منها جائزة أفضل سيناريو من مهرجان "خيخون السينمائي الدولي".