فيلم "رؤيا"

يشارك المخرج السينمائي عوض القدرو بفيلمه القصير رؤيا في مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة الأول الذي افتتح مساء أمس الاثنين في صالة الدراما بدار الأسد والذي يتم خلاله عرض الأفلام الحاصلة على منح دعم الشباب من قبل مؤسسة السينما اضافة الى أحدث انتاجات الموءسسة بشكل مجاني في عدة حفلات يوميا حتى يوم السبت القادم.
وقال المخرج القدرو لـ سانا الثقافية ان الفيلم يحكي في مدة اثنتي عشرة دقيقة عن العلاقة الجدلية بين المرأة والبحر الذي يعتبر مكان الولادة والموت في الأساطير القديمة كما يتطرق إلى علاقة المرأة بالمرض من خلال تسليط الضوء بشكل انساني شفاف على أمر تعاني منه كل نساء العالم وهو الخشية من المرض الخبيث في الثدي لنجد أن البحر هو الوحيد الذي لا يتغير تجاه الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص.
ولأن الأنثى تظهر مفاتنها بتجرد ودون خجل أمام البحر كان لا بد من مشاهد جريئة في الفيلم يرى المخرج أنها جرأة راقية موظفة لخدمة الفكرة وليست جرأة عبثية أو مبتذلة.
ويضيف القدرو أن هذا البحر الذي احتضن الأنثى بطفولتها ما زال كما هو بأمواجه التي لم تتغير فاحتضنها في صباها وفي شيخوختها وفي مرضها ..أي أن تداعيات المرض لم تنعكس على البحر بل بقي البحر بحرا وبقيت هي الأنثى التي يحتضنها البحر.
وأكد مخرج رؤيا وهو فيلمه القصير السابع أنه شغوف بهذه المواضيع الإشكالية الغريبة كما أنه يحب المواضيع الجمالية المتعلقة بالبحر والأنثى عموما ولم ينكر أن العمل متعب لما فيه من جرعة زائدة في الجرأة.
وصف هذه التظاهرة السينمائية بأنها مهمة جدا وخصوصا لجهة تزامنها مع ظروف الأزمة التي تمر بها سورية مشيرا إلى أن مثل هذا المهرجان يثبت أن قلوبنا وعقولنا ما زالت تنبض بالحياة.
أما الفنانة سلمى سليمان بطلة الفيلم الذي يعرض اليوم الثلاثاء ثاني أيام المهرجان ضمن أفلام دعم سينما الشباب فقالت إن الفيلم عبارة عن مونولوج داخلي لشخصية وحيدة هي المرأة فائقة الجمال التي تعاني من سرطان الثدي ولكن مرضها جعلها تلتجئ إلى البحر الذي احتواها وحفظ أسرارها التي كانت تبوح له بها دون أن يفشي بأي سر لأحد.
ووصفت قصة الفيلم الذي كتب له السيناريو المخرج قدرو بأنها شيقة وتحمل رسالة للعالم كله كيف تحدت هذه المرأة مرضها وتحدت الناس من حولها ..وتتمنى من خلال هذا الدور لكل امرأة مصابة بهذا المرض أن يشفيها الله وان يكون لديها الجرأة والقوة لتخطي المرض من خلال التحدي والارادة القوية.
ودورها في فيلم رؤيا الذي تم تصويره في طرطوس على الساحل السوري هو أول تجاربها السينمائية التي أحبت فكرة الفيلم وتمسكت بها وقررت أن تجازف رغم أن الدور بحاجة الى الكثير من الجرأة ولكنها جرأة بمكانها المناسب وتأمل أن يحظى الفيلم باستحسان الجمهور وأن ينال احدى الجوائز في هذا المهرجان الذي يتيح الفرصة للسينمائيين الشباب لكي يبدعوا ويقدموا أنفسهم للجمهور من خلال هذه التظاهرات المهمة حسب قولها.